مع الانتشار المتزايد لاجهزة الهواتف الذكية بين اوساط مستخدمي الاتصالات الأردنيين، وبنسبة يقدر خبراء انها تجاوزت 50 % من اجمالي المستخدمين، يتزايد اقبال الأردنيين باهتمام على البحث وتجريب وتحميل تطبيقات الهواتف الذكية التي تقدم خدمات متنوعة في كافة مجالات الحياة.
ويزيد هذا الاقبال لدرجة ان انظمة تشغيل الهواتف الذكية ونوعيتها والتطبيقات التي تتيحها للمستخدم، معيار رئيسي لاختيار الهاتف الذكي من بين هواتف ذكية تتبع شركات عالمية تتنافس بشراسة في كافة اسواق الاتصالات حول العالم، حيث حرصت هذه الشركات على توفير وتطوير مستمر لزيادة اعداد التطبيقات التي توفرها اعلى متاجرها الإلكترونية.
ويقول خبراء انّ تنوع هذه التطبيقات وتوفير الكثير منها مجاناً على متاجر هذه الشركات العالمية،
ومعالجة هذه التطبيقات لكافة مجالات الحياة اليومية للمستخدم: للتواصل، التراسل وتبادل الرسائل، استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، متابعة الاخبار، التسلية والالعاب الالكترونية وغيرها من مجالات الحياة، هي كذلك من الاسباب الرئيسية التي عززت الاقبال على استخدام هذه التطبيقات وخصوصاً مع التطوير لهذه التطبيقات بشكل يتلاءم مع اللغة العربية وطبيعة وتقاليد الحياة اليومية للمستخدم العربي.
وتوقّع الخبراء ان تسهم المنافسة العالمية في مجال الهواتف الذكية وتوافرها بخيارات واسعار متعددة تلبي احتياجات معظم شرائح المجتمع الأردني، في مزيد من الانتشار لاستخدام الهواتف الذكية، وبالتبعية زيادة الاقبال على استخدام تطبيقات هذه الهواتف التي تتفوق على اجهزة الهواتف المتنقلة التقليدية بقدراتها العالية والمتعددة لا سيما قدرتها على الاتصال بشبكة الإنترنت العالمية.
ولا يوجد تعريف موحد متفق عليه للهاتف الذكي “Smartphone” حول العالم بين الشركات المصنعة للهواتف، غير أنّ عاملين في القطاع يعرفونه بأنه الهاتف الذي يتيح خدمات إضافية تتجاوز مفهوم الاتصالات الصوتية والرسائل القصيرة لتقدم خدمات الولوج الى الشبكة العنكبوتية والخدمات الإضافية وتطبيقات الخلوي والفيديو ومشاهدة القنوات التلفزيونية والمكالمات المرئية، وهي خدمات تقدمها شبكات الاتصالات المتقدمة كالجيل الثالث.
وبالنسبة لتطبيقات الهواتف الخلوية (Mobile Apps) ؛ فهي واحدة من خدمات محتوى الهواتف الخلوية، وتعرّف بانها عبارة عن برامج تعدها الشركات المصنعة للهواتف أو شركات محتوى متخصصة أو حتى مشغلي الخلوي في بعض الأحيان، حيث تحمل هذه البرامج التي يقوم المشترك بتنزيلها على هاتفه الخلوي خدمات تفيد المشترك في حياته اليومية وفي شتى المجالات؛ كتطبيقات رياضية، إخبارية، أو للتواصل الاجتماعي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو تطبيقات رياضية، ترفيهية، دينية، علمية، تعليمية، سياحية، وغيرها الكثير.
ومن أشهر متاجر تطبيقات الهواتف الذكية التي توفر تطبيقات لمشتركي الهواتف الذكية حول العالم ومنها السوق المحلية “أبل ستور/ لهواتف أبل”، “اب ورلد/ لهواتف بلاك بيري”، “اندرويد ماركت بليس/ لعدة شركات أو هواتف منها سامسونج وموتورولا وغيرهما”، “اوفي/ نوكيا”، “مايكروسوفت ماركت”. وتوفر هذه الشركات على هواتفها جزءاً من هذه التطبيقات مجاناً للمشتركين حول العالم.
على هذا التوجّه، اكّد رئيس رابطة شركات الالعاب الإلكترونية الأردنية نور خريس، عندما اكّد تزايد استخدام الأردنيين لتطبيقات الهواتف الذكية بمختلف انواعها ومجالات الحياة اليومية التي تعالجها، مرجعاً ذلك الى تزايد الاقبال على اقتناء اجهزة هواتف ذكية مع تراجع اسعارها بشكل مقبول خلال المرحلة الماضية، فيما يتوقع مزيد من الانتشار لها خلال السنوات المقبلة مع انخفاض أكبر لاسعارها.
واضاف خريس ان اقتناء المستخدم للهاتف الذكي يكون في دافعه استخدام واستثمار هذا الهاتف في الوظائف المتعددة التي يقدمها على رأسها الاتصال بالإنترنت واستخدام تطبيقاته، مشيرا الى تزايد الاقبال على تحميل واستخدام هذه التطبيقات لا سيما وانها مجانية او زهيدة الاسعار. وشدد خريس على أهمية توفير التطبيقات التي تصمم باللغة العربية وتلائم الاحتياجات المحلية للمستخدم المحلي، معتبراً هذا المعيار اساسيا لمزيد من انتشار واستخدام التطبيقات خلال المرحلة المقبلة، وقال ان الكثير من شركات المحتوى وشركات الاتصالات الرئيسية وحتى الشركات العالمية من امثال ” ابل” و”نوكيا”، بلاك بيري وغيرها بدأت تنتبه الى ضرورة توفير تطبيقات تتلاءم ولغة وحياة المستخدمين.
وكان مدير مجموعة ” المرشدون العرب” – المتخصصة في دراسة اسواق الاتصالات والاعلام العربية – جواد عباسي اكّد ازدهار سوق الهواتف الذكية وتطبيقاتها في اسواق المنطقة العربية ومنها السوق المحلية، وذلك مع الانتشار المتزايد للهواتف الذكية التي تدعم استخدام مثل هذه التطبيقات.
وقال عباسي ان المجموعة ومن خلال دراساتها الدورية لاسواق المنطقة العربية، وصناعة الهواتف الذكية وتطبيقاتها، تتوقّع ان تشهد السنوات القليلة المقبلة انتشارا متزايدا للهواتف الذكية واستخداماتها وتطبيقاتها، مقدرا ان يرتفع انفاق مشتركي الهواتف الذكية العرب ليسجل أكثر من ربع مليار دولار (250 مليون دولار) في العام 2015.
وأكّد عباسي بان تطبيقات الهواتف الذكية غيّرت من سلوكيات استخدام جهاز الهاتف الخلوي، وذلك مع محاكاة هذه التطبيقات جميع تفاصيل الحياة اليومية للمستخدمين، كما انّ هذه الخدمات خلقت صناعة قائمة بحد ذاتها ساعدت الكثير من الشباب المتخصصين في تطوير تطبيقات الهواتف الذكية في خلق اعمالهم الخاصة في هذا المجال.
وقال ان مستخدمي الهواتف الذكية أضحوا يعتمدون على ما يسمى بالمتاجر الإلكترونية العالمية للتطبيقات والتي توفر أعدادا هائلة من التطبيقات على مواقعها العالمية في مختلف مجالات الحياة والخدمات في التعليم، السياحة، الترفيه، الألعاب الإلكترونية، الرياضة، التراسل وشبكات التواصل الاجتماعي، وغيرها في الكثير من المجالات الحياتية، حيث توفر هذه المتاجر جزءاً بسيطاً من التطبيقات بشكل مجاني، والباقي مدفوع.
ويرى المدير التنفيذي لجمعية شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاردنية ” انتاج” عبد المجيد شملاوي انّ ما نشهده في سوق الاتصالات ينسجم مع ما يحصل في اسواق الاتصالات الاقليمية او العالمية نحو مزيد من الاقبال على اقتناء واستخدام الهواتف الذكية وتطيبقاتها، موضحاً بان ثمة تغيرا حصل منذ أكثر من ثلاث سنوات في سلوكيات المستخدم لخدمات الاتصالات، وذلك بالانتقال من مجرد الاعتماد على خدمات الصوت والرسائل القصيرة، الى مزيد من البحث واستخدام محتوى الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي، والتراسل ومتابعة الاخبار والتسلية والترفيه.
واضاف شملاوي بان هذا التغير تقاطع مع تغير آخر في السوق ويتمثل في توجهات شركات الاتصالات عندما ادخلت وطورت شبكاتها الى الجيل الثالث وما بعده، فضلاً عن التطورات والمنافسة التي تتصاعد يوماً بعد يوم بين الشركات المصنعة للهواتف المتنقلة الذكية والتسابق المحموم لاضافة وتنويع مزاياها وخصائصها والخدمات التي توفرها. وتوقع شملاوي مزيدا من الانتشار لاستخدام الاجهزة الذكية وتطبيقاتها في السوق المحلية، وخصوصاً مع تراجع اسعار الاجهزة الذكية وانتشار خدمات الجيل الثالث، وتزايد وعي المستخدمين باهمية هذه التطبيقات والاجهزة التي اصبحت تلبي مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والعملية.
وكانت دراسة حديثة صادرة عن مؤسسة “غارتنر”؛ المؤسسة الأميركية البحثية المستقلة، قدرت خلال شهر ايلول ( سبتمبر) الماضي أن يزيد حجم التطبيقات التي سيجري تحميلها خلال العام الحالي من قبل مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم وعبر جميع متاجر التطبيقات ليسجل مع نهاية العام قرابة 45.6 مليار تطبيق.
وأظهرت الدراسة أن حجم التطبيقات التي سيحملها مستخدمو الهواتف الذكية خلال العام الحالي سيزيد بنسبة تصل الى 83 %، وذلك لدى المقارنة بحجمها المسجل العام الماضي والبالغ قرابة 24.9 مليار تطبيق.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-3oU
