بقلم الدكتور: تامر المصري
يعتبر اكتئاب ما بعد الولادة التي تحدث بعد ولادة الطفل نوعا من انواع الاكتئابPostpartum depression).
ويمكن أن يبدأ الاكتئاب أثناء الحمل ولكن لا يطلق عليه اكتئاب ما بعد الولادة إلا إذا استمر بعد ولادة الطفل. واكتئاب ما بعد الولادة حالة شائعة ونعلم أن هنالك ما بين عشرة إلى خمس عشرة امرأة من كل مائة امرأة تضع طفلا وتصاب بهذه الحالة. ويمكن أن يفوق العدد الحقيقى هذا لأن العديد من النساء لا يقمن بطلب المساعدة والتحدث مع الآخرين بأحاسيسهن.
الفرق بين أعراضه وأعراض الاكتئاب الرئيسي
ان اعراض اكتئاب ما بعد الولادة مشابهة لأعراض أي اكتئاب آخر. وتشمل الشعور بالتعاسة وفقدان الاهتمام بالأمور التي تكون تهم المرأة عادة. والفرق الوحيد هو أن هذه الأحاسيس تبدأ عادة خلال الأشهر الثلاثة التي تلي ولادة الطفل. كما إنه من الممكن الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة في مرحلة متأخرة ولكن إذا بدأت الأعراض بعد عام من تاريخ ولادة الطفل فمن غير المحتمل أن يسمى باكتئاب ما بعد الولادة.
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
تصف النساء عدة أعراض نولى بأغلبها. ويمكن أن تسبب هذه الأعراض الشعور بالإرهاق في الوقت الذي يحتاج فيه الطفل لكثير من الرعاية والانتباه. هذه بعض الأعراض التي يمكنك الشعور بها إذا كنت قد أصبت باكتئاب ما بعد الولادة:
الشعور بالحزن وبالانزعاج وباليأس
البكاء بكثرة أو عدم المقدرة على البكاء
الشعور بعدم القيمة
تذبذب المزاج
الشعور يتأنيب الضمير
فقدان الاهتمام بالأمور
فقدان الشعور بالمتعة والسعادة
الشعور بالقلق والذعر والانزعاج الشديد
سرعة الغضب والانفعال
عدم الشعور بالطريقة التي يجب عليك الشعور بها تجاه طفلك
الأعراض الجسدية أو الجسمانية:
الشعور بعدم القوة وبالإرهاق
اضطرابات النوم
البطء، أو السرعة الزائدة والاضطراب وعدم القدرة على الاسترخاء
فقدان الاهتمام بالعلاقة الجنسية
تغيرات في الشهية – الأكل الزائد أو الأكل بكمية غير كافية
الأفكار- عندما يكون الناس في حالة اكتئاب يصبحون “خبراء” في التفكير السلبى الكئيب.
قدرة قليلة على التركيز
عدم القدرة على إتخاذ أى قرارات
أفكار مشوشة وغير منظمة
التصرفات:
تجنب الناس وعدم الخروج من المنزل
عدم القيام بأشياء كنت تتعودين الاستمتاع بها
عدم القيام بالواجبات اليومية – أو محاولة القيام بالكثير من الأشياء
رفض القيام بأخذ قرارات
الخلافات الكثيرة والصراخ وفقدان القدرة عل التحكم في النفس
إذا كنت قد أشرت بعلامة على عدد من الحالات أعلاه وشعرت بهذه الحالة غالبية الوقت خلال الأسبوعين الأخيرين أو أكثر من ذلك فمن المرجح أن تكونى مصابة بنوع من أنواع الاكتئاب. أما إذا حدث هذا بعد أسابيع أو شهور من ولادة الطفل فمن المرجح أن تكونى مصابة بحالة ما من اكتئاب ما بعد الولادة.
النساء اللاتي هن في خطر من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة
يمكن لأى امرأة وضعت طفلا الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. إلا أن هنالك بعض العوامل التي تعنى أنك معرضة بصورة أكثر للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
إذا كنت قد أصبت باكتئاب في الماضى
إذا كانت الولادة في غاية الصعوبة لك وأصابتك بصدمة
إذا كان لديك صعوبات في حياتك الزوجية
إذا كنت تمرين بظروف صعبة في حياتك
إذا كنت تعيشين في عزلة من أسرتك ومن أصدقائك الذين كان بإمكانهم مساعدتك
إذا لم تكن أمك هنالك لتقديم يد العون لك
إلا أن هذا لا يعنى أن أى امرأة تعانى من واحدة من هذه الصعوبات ستصاب باكتئاب ما بعد أولادة. اذا شعرت بانهالا تستطيع تحمل مسؤلية الرضيع وانها لا تستحق ان تكون ام
مسببات مرض اكتئاب ما بعد الولادة
يعتبر قدوم الطفل مرحلة تغيرات كبيرة، وتصاب الأمهات الجدد بتغيرات بيولوجية وجسدية وعاطفية واجتماعية. و من المرجح أن اكتئاب ما بعد الولادة يسببه خليط من هذه الأشياء. و يمكن لأحداث مزعجة أخرى تحدث في نفس الوقت أن تساهم في خلق اكتئاب ما بعد الولادة.
يعتقد أحياناً أن اكتئاب ما بعد الولادة يحدث بسبب نقص الفيتامينات. دراسات أخرى تميل إلى إظهار أن الأسباب الأكثر احتمالا هي تغييرات كبيرة في هرمونات المرأة خلال فترة الحمل.
التغيرات السريعة التي تحصل بعد الوضع في مستوى الهرمونين الأنثويين الأستروجين والبروجيستيرون تؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية للمرأة. فالمعروف أن المبيضين والمشيمة هي التي تفرز البروجيستيرون والاستروجين، لتمكين الرحم من احتضان البويضة الملقحة والحفاظ عليها. ويرتفع مستوى هذين الهرمونين 10 أضعاف خلال فترة الحمل، وانخفاض مستواهما بشكل حاد قد يؤدي إلى الإجهاض. وبعد الوضع، ينخفض مستوى البروجيستيرون بشكل كبير إلى ان يصل إلى ما كان عليه قبل الحمل في غضون 72 ساعة بعد الوضع. ويعتقد الخبراء أن هذا الانخفاض الدراماتيكي في مستوى الهرمونات الأنثوية يلعب دورا مهما في الاكتئاب الذي تصاب به العديد من النساء بعد الوضع. وخلال فترة الحمل يرتفع مستوى الإندورفينات، وهي مواد طبيعية تعمل على تحسين المزاج، بيد أن مستوى هذه المواد ينخفض بشكل حاد بعد الحمل، الأمر الذي قد يساهم في تعزيز احتمالات الإصابة بالاكتئاب.
وبالإضافة إلى هذه التغيرات الفيزيائية، هناك عوامل أخرى ربما تساهم في الإصابة باكتئاب ما بعد الوضع وتشمل الحمل الصعب أو الولادة الصعبة والمشاكل الزوجية والرضيع المتطلب جدا وإحساس المرأة بأنها لم تعد حاملا. والواقع انه لا يمكن تحديد النساء المعرضات للإصابة باكتئاب ما بعد الوضع من خلال مستوى الهرمونات، ولكن هناك فئات عديدة من النساء أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بالمرض وتشمل النساء اللواتي أصبن بالمرض بعد حمل سابق والنساء اللواتي شهدن تجربة ولادة عسيرة والنساء اللواتي سبق أن أصبن باكتئاب ما قبل الوضع وكذلك النساء اللواتي أصبن من قبل باكتئاب لا علاقة له بالحمل والنساء اللواتي لديهن أم أو أخت عانت من اكتئاب ما بعد الوضع على اعتبار ان هذه الحالة المرضية تنتقل على ما يبدو بين أفراد العائلة. وبالإضافة إلى ذلك، النساء اللواتي تعرضن لضغوط نفسية نتيجة تغيرات وأحداث مفاجئة في حياتهن مثل خسارة الوظيفة أو فقدان المنزل أو موت شخص قريب، والنساء اللواتي يعانين مما يسمى متلازمة ما قبل الحيض الأمر الذي يجعلهن أكثر عرضة للاضطرابات الهرمونية بعد الوضع.
الوقاية
التعرف المبكر والتدخل يحسّن الحالة على المدى الطويل بالنسبة لمعظم النساء وقد وُجد بعض النجاح في المعالجة الوقائية. جزء كبير من الوقاية يتمّ عبر الإطّلاع على عوامل الخطر والمجتمع الطبي يمكن أن يلعب دور أساسي في تحديد وعلاج الاكتئاب بعد الولادة. يجب فحص المرأة من قبل الطبيب لتحديد مخاطر الاكتئاب بعد الولادة.
حصري لمال وأعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا باذن خطي
المصدر : https://wp.me/p70vFa-tjy