نظمت اقتصادية دبي النسخة الثالثة من مبادرة حوارات اقتصادية لعام 2017 تحت عنوان تعزيز العمل الإنساني والاستثمار النفعي في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها .
تم التركيز خلال الحوارات على مفهوم المشاريع ذات الأثر المجتمعي والإنساني وعرض التجارب والنماذج المطبقة على المستوى العالمي وكيفية اغتنام الفرص الناشئة للارتقاء بهذه المشاريع في دولة الإمارات العربية المتحدة نحو مستوى جديد من التميز.
وفي إطار تجسيد قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله بأن “ترسيخ ثقافة الخير في الإمارات مسؤولية مشتركة ودور الأفراد والمؤسسات هو تحويل عام الخير إلى منصة للعمل الدؤوب لجعل الخير جزءاً من منظومتنا الوطنية” تم تنظيم النسخة الثالثة من مبادرة حوارات اقتصادية التي حضرها نخبةٍ من الخبراء الدوليين الذين يتعاونون مع أبرز العائلات المعروفة بعملها الإنساني والخيري لالقاء الضوء على تجاربهم وخبراتهم ولتحديد المبادرات والبرامج والاستراتيجيات الضرورية لتحقيق الأهداف التي وضعتها قيادتنا لـ”عام الخير ويقصد بالمشاريع ذات الأثر المجتمعي والإنساني توفير التمويل للمؤسسات أو الأفراد بهدف تحقيق عائد اجتماعي إلى جانب العائد المادي.
وتجمع هذه المشاريع بصورة أساسية بين الأهداف التجارية والمجتمعية لإرساء أعمال مستدامة ذات أثر فاعل ومستدام.. ويعد هذا النوع من الاستثمارات الأمثل لواقع البيئة الاقتصادية اليوم مع تنامي التحديات الاجتماعية والضغوطات المفروضة على الأموال العامة.
و قال سعادة سامي القمزي مدير عام اقتصادية دبي إن الاستثمار النفعي يعتبر متجذراً في قيم وإرث دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً وإمارة دبي بصورة خاصة وهو جزء أساسي من أسلوب مزاولتنا للأعمال بما ينسجم مع مبادئنا الاقتصادية والمالية والإسلامية في إعادة توزيع خيرات البلاد ليس للفقراء فحسب وإنما للمجتمع بأكمله.. ولهذا يسعى النموذج الاقتصادي الإسلامي في جوهره إلى تضييق الفجوة الاجتماعية والحد من التفاوت بين أطياف المجتمع”.
وأضاف القمزي :” إننا نسعى للاستفادة من الأساليب الجديدة في استثمار وتوظيف رؤوس الأموال النفعية والخيرية حول العالم التي حملت معها مفاهيم جديدة للعطاء الإنساني منها تطبيق مفهوم المشاريع ذات الأثر المجتمعي والإنساني على الاقتصاد الاجتماعي ليسهم في تحفيز نماذج مبتكرة وقابلة للتطوير والتغيير الاجتماعي.. و تتمثل مهمتنا المقبلة في توظيف أفضل الممارسات والخبرات الدولية للارتقاء بالمشاريع ذات الأثر المجتمعي والإنساني في دولة الإمارات إلى مستوى جديد من التميز الأمر الذي سيحفز من عملية الابتكار والإنتاجية في البلاد”.
و أكد القمزي أن العديد من البنوك والمؤسسات الخاصة الكبيرة وصناديق التقاعد العامة تبوأت مكانةً رائدة في هذا المجال وهناك في المقابل نشاط متنامٍ لمجموعة أكثر خصوصية وهي العائلات التي تنظر إلى الاستثمارات المجزية من الناحيتين الاجتماعية والمالية كوسيلةٍ للحفاظ على ثرواتها وقيمها العائلية في آنٍ معاً.. وتمثل الشركات العائلية في مختلف أنحاء العالم فرصةً كبيرة للنمو الاقتصادي وقد كان لهذه الشركات في دبي ودولة الإمارات أثر اجتماعي ملموس على امتداد مسيرتهم”.
وقال القمزي إن الدافع لتحقيق الاستدامة والابتكار يكمن في صلب الخطط التنموية لدولة الإمارات ” رؤية الإمارات 2021 ” ورؤية أبو ظبي الاقتصادية 2030 وخطة دبي 2021 .. وسيساهم ذلك إلى جانب قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في توفير فرص كثيرة للاستفادة من التجارب العالمية وكذلك المؤسسات المحلية مثل “هيئة آل مكتوم الخيرية” و”مؤسسة الإمارات” لتعزيز الاستثمار النفعي في دولة الإمارات وخارجها”.
وبدأ الحدث بعقد جلسة حوارية أدارها رائد صفدي كبير المستشارين الاقتصاديين في اقتصادية دبي وتضمنت عروضا توضيحية حول الاستثمار النفعي.
وقال صفدي إن المفهوم التقليدي للاستثمار النفعي كان يركز على الحفاظ على الأهداف الاستراتيجية والموارد المالية للشركات الخاصة لكن مع تزايد الخبرات في سوق الاستثمارات النفعية والتجارب التي ولدت ابتكارات في الأدوات الاستثمارية اتضح أن مثل هذه الاستثمارات في بعض المجالات يمكن أن تحقق إيرادات مالية واجتماعية في آن واحد.. ومن هنا بدأ رأس المال يجد طريقه إلى قطاعات مثل الزراعة المستدامة والإسكان وبأسعار معقولة والرعاية الصحية والتعليم والتكنولوجيا النظيفة والخدمات المالية للفقراء ويحقق منافع اجتماعية إلى جانب أرباح مالية تدعم استمرارية المشروع”.
وأضاف صفدي إنه بالرغم من أن سوق الاستثمار الاجتماعي يتطور بسرعة إلا أنه حتى اليوم لا يزال مجزأ ويحتاج إلى مبادرات تدعم تبادل الخير والتي من شأنها أيضا أن تساهم في تطوير السوق.. ومن هنا تأتي مبادرة اقتصادية دبي لتشجع المستثمرين على التعاون ودعم الابتكار دعما للنمو المستدام والمنفعة الاجتماعية”.
والتقى صفدي خلال الجلسة ريتشارد نانيلي رئيس شركة الاستثمار النفعي في مجموعة فلوريت وتحدث حول “البوصلة الأخلاقية للعطاء” والتي تتضمن مناقشة الاستثمار النفعي والخيري كمنهج عمل وقياس “التأثير الحقيقي” إلى جانب مناقشة تجربته الخاصة مع واحدة من أكبر العائلات المعروفة بعملها الخيري في المملكة المتحدة والتي تعود ملكياتها العقارية لعام 1703.
وناقش بول أوديا مستشار أول – مجموعة فلوريت الذي ناقش مسيرة “التخطيط والعمل الإنساني عبر الأجيال” وكيفية التركيز على عملاء شركة “فلوريت برايفت” التي تعد من العائلات الكبرى في منطقة الخليج والعالم ونهج هذه العائلات في العمل الإنساني إلى جانب طرح أمثلة على تخطيط وهيكلة استراتيجية الأعمال الخيرية.
واستعرض طوني بيري رائد أعمال وشخصية محبة للعمل الإنساني .. العمل الإنساني الاستراتيجي في مشاريع ريادة الأعمال تحت عنوان “يجب أن تكون أنت التغيير الذي تطمح لأن تراه في العالم”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-iKm