أكدت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) أنها تعمل منذ سنوات عدة على استراتيجية متكاملة للاستفادة من المقومات الاقتصادية والتشريعات الاستثمارية المرنة في الإمارة، مشيرة إلى أن علامة “استثمر في الشارقة” التي جرى إطلاقها خلال «منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2016»، بنيت استراتيجيتها على أساس التكامل والعمل المشترك لتعزيز البيئة الاستثمارية.
وستشكل «استثمر في الشارقة» انطلاقة جديدة لاستراتيجية الشراكات الاستثمارية، حيث تتضمن العلامة استراتيجية وخطة عمل ومجموعة من المبادرات لتعزيز البيئة الاستثمارية واستقطاب مزيد من الاستثمارات النوعية والمتنوعة إلى الإمارة.
حوارات ونقاشات
وشهد «منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2016»، الذي نظمته كل من هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) و«فاينانشال تايمز» البريطانية ومجلة الاستثمار الأجنبي المباشر، إقامة العديد من الجلسات الحوارية والنقاشية التي أوردت بمجملها طروحات مهمة ورؤى اقتصادية متنوعة وشاملة، إلا أن جلسته الختامية، التي حملت عنوان «الرؤى ووجهات النظر حول آفاق الاستثمار ونمو الأعمال في إمارة الشارقة والإمارات»، تميزت بأهميتها الكبيرة.
فقد شكلت بالنهاية تلخيصاً لأهداف المنتدى، الساعي إلى تعزيز مكانة الإمارات عموماً، وإمارة الشارقة تحديداً، على خارطة دول العالم الجاذبة للاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات، عبر تعريف المستثمرين بشفافية بالواقع الاستثماري المحلي، وتوجيههم إلى القطاعات الاستثمارية التي من الممكن أن تشكل لهم فرصاً لتحقيق عائدات متنامية.
إضافة إلى التأكيد على أهمية عقد الشراكات الاستراتيجية مع الشركات المختلفة الراغبة بالتوسع في أعمالها إلى الإمارة، والمجتمع المحلي والمؤسسات التعليمية لتوفير أجواء من الثقة المتبادلة تعزز جودة مناخ الاستثمار القائم.
شراكات استراتيجية
شارك في الجلسة، خالد عيسى الحريمل، الرئيس التنفيذي لشركة الشارقة للبيئة «بيئة»، ومحمد جمعة المشرخ، مدير مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر في (شروق)، وأدارها تيم روغمانز، الأستاذ المساعد، في كلية الاقتصاد جامعة زايد.
وأكد المشرخ أن «منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، بكل ما احتواه من محتوى معلوماتي وفكري ثرٍ، وتنظيم راقٍ، ومشاركة محلية ودولية واسعة، وإطلاق لعلامة «استثمر في الشارقة»، هو خير دليل على نجاح التكامل في العمل الحكومي بالشارقة، كما أنه دليل على نجاح آخر لسياسة الترويج الاستثماري التي ننتهجها في الشارقة.
لكن هذا لا يعني أبداً أن نركن إلى ما وصلنا إليه ونتوقف عنده، لأننا عندها سنفقد لذة النجاح، فالترويج للفرص الاستثمارية إنجاز كلما حققنا منه جزءاً، ازدادت رغبتنا في تحقيق جزء أكبر، وفي النهاية، سنجد أن هذه العملية بكل بساطة لا تنتهي، طالما أن الطموح في الوصول إلى القمة لا يزال قائماً.
وجهة ثقافية وصناعية واقتصاد متنوع
ذكرت صحيفة التايمز إن الشارقة بنت اقتصاداً متنوعاً، وطورت 3 موانئ عميقة، وأنشأت 3 مناطق حرة من الطراز العالمي لتصبح قلب الإمارات الصناعي، مما مكنها من الصمود في وجه الركود العالمي.
وأضافت الصحيفة اللندنية، أن هذا التحول العصري الذي تحقق في أربعين عاماً، لم يثن الإمارة عن المحافظة على تراثها وتقاليدها.
وتم تطوير المنطقة الحرة بالحمرية والمنطقة الحرة بمطار الشارقة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وأكدت المنطقتان نجاحهما، حيث تضمان أكثر من 13 ألف شركة من مختلف دول العالم.
وقال جيمس موفات الرئيس التنفيذي لشركة لامبريل، شركة بناء منصات حفر الغاز والنفط المدرجة في لندن، إن المنطقة الحرة بالحمرية وفرت للشركة منصة قوية ومستقرة. وتواصل الشارقة توفير نمو قوي للمستثمرين، ليس في مجال الصناعة فحسب، ولكن أيضاً في مجالات الصحة والسياحة.
مركز صناعي
وأشارت الصحيفة إلى أن الشارقة عملت بجد لترسيخ مكانتها كمركز صناعي ووجهة تجارة عالمية، وعاصمة للثقافة، ووجهة للتعليم. وساهم التنويع في تجاوز الإمارة لآثار الأزمة المالية العالمية ومكنها من تسجيل نمو سنوي بمقدار بين 4.2% و8.3% في السنوات الخمس حتى 2014.
وقال جيسون تيرفي خبير الشرق الأوسط في الاقتصادات الرأسمالية، مؤسسة الدراسات المستقلة «إن الشارقة إمارة متنوعة، ولا تعتمد على النفط، ولذلك فإن تأثيره على الإمارة أقل كثيراً مما هو في أماكن أخرى، ولذا فإنها تصمد جيداً». من جانبه، أكد بنجامين يونغ محلل الائتمان «أن اقتصاد الشارقة، ووضعها النقدي، غير معرضين لتقلبات أسعار البترول».
وقال سلطان عبدالله بن هده السويدي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة، إن الإمارة تدعم القطاعات الأسرع نمواً، مسلطاً الضوء على أبرز هذه القطاعات وهي البناء، والتجزئة، والقطاع الصناعي، التي سجلت معدل نمو 7%، 6%، و3% على التوالي. وقد تعزز النمو بفضل مشاريع عدة في البنية التحتية في النقل، والكهرباء، والسياحة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-fE4