مجلة مال واعمال

استثمارات التكنولوجيا المالية السعودية ترتفع ستة أضعاف لتصل إلى 666 مليون دولار في 2023

-

قال وكيل التمويل والاستثمار في هيئة السوق المالية عبدالله بن غنام لصحيفة عرب نيوز إن استثمار رأس المال الجريء في شركات التكنولوجيا المالية السعودية، وخاصة في قطاع التمويل، ارتفع ستة أضعاف في عام 2023 مقارنة بالعام السابق.

وقال بن غنام: “جمعت الشركات في هذا القطاع 2.5 مليار ريال سعودي (666.02 مليون دولار) عبر 10 جولات تمويلية في عام 2023. ويمثل هذا نموًا كبيرًا في القطاع، مع زيادة مبلغ الاستثمار بأكثر من ستة أضعاف، وزيادة عدد جولات التمويل بأكثر من الضعف مقارنة بعام 2022”.

وفي حديثه على هامش فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من حدث التكنولوجيا المالية، قال المسؤول: “شهد قطاع التكنولوجيا المالية في المملكة العربية السعودية نمواً هائلاً في عام 2023، مدفوعاً بشركات ناشئة جديدة، وزيادة الاستثمارات، وارتفاع نماذج الأعمال المبتكرة”.

لقد لعبت مبادرة البيئة التجريبية التنظيمية التي أطلقتها مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) في عام 2018 دوراً محورياً في دفع عجلة الابتكار في مجال التكنولوجيا المالية في المملكة.

وبحسب بينجنام، فإن الأفكار التي اكتسبتها من البيئة التنظيمية أثرت على السياسات التي توازن بين الابتكار واستقرار السوق. وأضاف: “نهدف إلى تعزيز بيئة حيث يمكن للتكنولوجيا المالية الاستمرار في دفع أهداف التنويع الاقتصادي في المملكة”.

كما سلط المسؤول في هيئة السوق المالية الضوء على النمو الاستثنائي الذي يشهده قطاع التكنولوجيا المالية في المملكة. وأشار بن غنام إلى أنه “بحلول نهاية عام 2023، بلغ عدد شركات التكنولوجيا المالية في المملكة العربية السعودية 216 شركة، متجاوزة الهدف البالغ 150 شركة بنسبة 144%، وتجاوزت الوظائف المباشرة في القطاع 6500 وظيفة، أي أكثر من ضعف هدفنا”.

وأكد على التوازن الذي حققته هيئة أسواق المال بين تعزيز الابتكار وحماية المستثمرين. وأوضح بنغنام أن جميع تطبيقات التكنولوجيا المالية تخضع لتقييمات صارمة لتقييم المخاطر والفوائد المحتملة. وقال: “الهدف من هذه الاعتبارات ليس خلق بيئة خالية من المخاطر لمنتجات التكنولوجيا المالية، بل تعزيز الابتكار داخل بيئة خاضعة للرقابة حيث يمكن احتواء عواقب الفشل”.

وأضاف بن غنام أن التعاون كان له دور حاسم في تقدم قطاع التكنولوجيا المالية في المملكة. وقال: “نحن ندرك تمامًا أن مهمتنا في هيئة السوق المالية تتطلب تضافر الجهود والتعاون مع الجهات ذات الصلة في المملكة”.

ومن الأمثلة الرئيسية على هذا التعاون مبادرة Fintech السعودية، التي أطلقت في عام 2018 من خلال جهد مشترك بين هيئة السوق المالية ومؤسسة النقد العربي السعودي. ولعبت المبادرة دورًا فعالاً في دعم نمو قطاع التكنولوجيا المالية ودمجه في الاقتصاد الوطني.

لقد ساهمت الاستثمارات من قبل اللاعبين المحليين والإقليميين والعالميين بشكل كبير في تسريع النمو والابتكار في قطاع التكنولوجيا المالية في المملكة العربية السعودية. كما لعبت البنية التحتية الرقمية المتقدمة في المملكة دورًا حاسمًا في دعم تطوير وتوسيع حلول التكنولوجيا المالية.

وأكد بينجهانام أن “الأمر الأهم هو أنه من الضروري أن تعمل الجهات التنظيمية للخدمات المالية على خلق بيئة تنظيمية تعزز نمو التكنولوجيا المالية مع الحفاظ على الأمن والثقة والامتثال”.

بالإضافة إلى الرقابة التنظيمية، ركزت هيئة أسواق المال على دمج ابتكارات التكنولوجيا المالية في النظام المالي التقليدي. أصبحت نماذج الأعمال الجديدة، مثل خدمات الاستشارة الآلية، والتداول الاجتماعي، والتمويل الجماعي للأسهم، شائعة بشكل متزايد. منذ أطلقت هيئة أسواق المال مختبر التكنولوجيا المالية الخاص بها في عام 2018، أصبحت 38 شركة نشطة في النظام البيئي للتكنولوجيا المالية في سوق رأس المال، مع منح 14 تصريحًا تجريبيًا في عام 2023.

وأوضح بن غنام كيف تواصل هيئة السوق المالية تنظيم ودعم نمو قطاع التكنولوجيا المالية مع ضمان الالتزام بالمعايير التنظيمية الصارمة. ومع تطور مشهد التكنولوجيا المالية، تظل هيئة السوق المالية ملتزمة بتعزيز برامجها ورعاية بيئة يمكن أن تزدهر فيها التكنولوجيا المالية، بما يتماشى مع أهداف التنويع الاقتصادي للمملكة بموجب رؤية 2030.