أظهرت بيانات من مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري أن إيرادات قناة السويس ارتفعت 2.5 في المئة خلال تموز (يوليو) مقارنة بالشهر السابق. وبلغت إيرادات قناة السويس 429 مليون دولار في تموز مقارنة بـ 418.7 مليون دولار في حزيران. وقناة السويس واحدة من المصادر الأساسية للعملة الصعبة. وتبذل مصر قصارى جهدها لإنعاش اقتصادها منذ انتفاضة 2011 التي تسببت في عزوف السياح والمستثمرين الأجانب وهما مصدران آخران للعملة الصعبة. وافتتحت مصر في آب (أغسطس) 2015 مشروع توسعة قناة السويس. وتمكنت مصر في غضون عام من حفر مجرى ملاحي مواز لقناة السويس بطول 35 كيلومتراً وبعرض 317 متراً وبعمق 24 متراً، ليسمح بعبور سفن بغاطس يصل إلى 66 قدماً.
إلى ذلك، يعتزم المستثمر الإيطالي أرنستوا برياتوني تنظيم 8 رحلات طيران أسبوعياً بين شرم الشيخ وأربع مدن إيطالية هي روما وميلانو ونابولي وباري، بدءاً من 2 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. وقالت المديرة الإعلامية للشركة المنظمة أماني أبوالفتوح في تصريح الى «الحياة» أن «المستثمر، الذي يملك فندق دوميناكورال، يتفاوض مع شركة مصر للطيران على خفوضات لتلك الرحلات، وينوي الاستثمار في المجال السياحي في مصر بنحو بليون دولار»، مشيرة إلى أن «كل رحلة ستنقل 180 راكباً».
وقال برياتوني في بيان صحافي»: ليس هدفنا إعادة السائح العادي لشرم الشيخ، بل أثرياء إيطاليا، وسنعمل على ذلك من خلال مبادرة جديدة بعنوان شرم الشيخ آمنة ولن نغادر». ولفت إلى «تسيير خطوط طيران مباشرة من مدينتي نابولي وباري المعروف عن مواطنيهما حبهم للسفر، وبذلك تكون المبادرة تجاوزت فكرة استعادة السائح العادي، لتستهدف الأثرياء».
وأضاف: «لا أفهم لماذا تتعالى أصوات في إيطاليا بحظر السفر لشرم الشيخ عقب مقتل الشاب ريجيني، وأنا حزين جداً لمقتله، ولكن الجرائم لن تتوقف في العالم، ونعم أتمنى الوصول للقتلة ومعاقبتهم، ولكن تلك الجريمة لا يجب أن تعطلنا عن العمل ولا أن تمنع الأحياء من الاستمتاع بحياتهم». وأشار إلى أن المبادرة لقيت ترحيباً مصرياً من محافظ جنوب سيناء خالد فودة الذي أكد استعداد المحافظة الكامل لتذليل أي عقبات أمامها».
وتعد إيطاليا دولة مهمة جداً لمصر، باعتبار أن أكثر من مليون سائح يتدفقون منها إلى مصر. وتأتي السياحة الإيطالية في المراكز الأولى بين نظائرها الأوروبية بما نسبته 70 في المئة، ما جعل للسائح الإيطالي اهتماماً خاصاً لدى الحكومة المصرية، وعلى رأسها وزارة السياحة لإعادة توجيه الرحلات السياحية إلى جنوب سيناء.
وكان مدير إحدى الشركات الكبرى السياحية الإيطالية أكد أن عدم توافد السياح الإيطاليين خلال الفترة الماضية تسبب بخسائر كبيرة لشركته. وتأتي السياحة الإيطالية في المركز الثالث بين الدول الأكثر إقبالاً على مصر، ولكن السياحة المصرية مرت بظروف صعبة بعد ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، وما زالت، إلا أنها في طريقها نحو التعافي.
وتحتل السياحة الإيطالية في مصر المركز الثالث بعد روسيا وألمانيا، ولها استثمارات سياحية ضخمة في شرم الشيخ. ومن اللافت أن حجم الاستثمارات الإيطالية في مصر يقدر بنحو 5 بلايين يورو، وتأتي إيطاليا في المرتبة الثامنة لجهة المساهمة في رؤوس أموال الشركات المُستثمرة في مصر وفي أكثر من 800 شركة.
وتخطط شركة «أف تي آي» الألمانية لنقل 9 آلاف سائح أسبوعياً إلى مصر بدءاً من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل ولمدة 6 أشهر. وقال المدير التنفيذي للشركة علي العقدة: «سنسيّر 55 رحلة جوية أسبوعياً إلى مطارات مرسى علم والأقصر والغردقة، وستلجأ الشركة لمشغلها الجوي الرئيس شركة صن إكسبريس، إضافة إلى شركات إر برلين وكوندور». وتسيّر «أف تي آي» أسبوعياً 14 رحلة إلى الغردقة و7 رحلات إلى مرسى علم و4 رحلات إلى الأقصر. ولفت إلى أن من المخطط أن يشهد الموسم الشتوي المقبل أكبر عدد مستهدف من السياح مقارنة بالسنوات الماضية. تستعد مصر لإطلاق حملتها الترويجية في السوق الألمانية منتصف الشهر الجاري في الميادين والشوارع الرئيسة وعدد من وسائل الإعلام.
ولفت العقدة إلى أن «أف تي آي لم تتلق إخطاراً بعد من وزارة السياحة أو من اتحاد الغرف السياحية يفيد بقرب صرف مستحقاتهم المتأخرة من برامج تشجيع الطيران العارض الذي تنظمه الوزارة لتنشيط الحركة الوافدة». وأكد أن «الشركة تحملت الأخطار ولم توقف خطوطها خلال الفترة الأخيرة، بهدف جذب مزيد من الحركة السياحية إلى مصر».