اتش.اس.بي.سي« يتوقع نمو إنتاج دانة غاز في 2012

توقع تقرير صادر عن بنك اتش.اس.بي.سي ل”مال و أعمال” أن يتزايد إنتاج دانة غاز في عام 2012 بمقدار 6800 برميل نفط مكافئ يومياً ليبلغ 73 ألف برميل نفط مكافئ يومياً مقابل 66200 برميل نفط مكافئ يومياً في عام 2011، أي بزيادة نسبتها 10.2%، مشيراً إلى أن هذه الزيادة سوف تكون مدفوعة بالزيادة المتوقعة في إنتاج الشركة من عملياتها في إقليم كردستان العراق والتي سوف تضيف حوالي 5 آلاف برميل نفط مكافئ يومياً.

وأوضح التقرير أن هناك انكشافاً عاليا لشركة دانة غاز على إقليم كردستان العراق من خلال امتلاكها حصة نسبتها 40% في شركة بيرل بتروليوم، وقدر التقرير قيمة هذه الحصة بنحو 905 ملايين دولار، أي ما يعادل 46% من إجمالي القيمة المقدرة للشركة، وأضاف أن أصول شركة دانة غاز في مصر تشكل 37% من إجمالي قيمة أصولها، فيما يمثل حقل الزوراء البحري 8% فقط من إجمالي قيمة أصولها.

مضاعفة الإنتاج 10 مرات

ولفت التقرير إلى أن تقييم بنك اتش.اس.بي.سي في مذكرته الصادرة بتاريخ 28 يونيو 2011 قدر القيمة الأساسية لحصة شركة دانة غاز في شركة بيرل بتروليوم بأنها يمكن أن تصل إلى 2.5 مليار دولار، إذا ما قامت الشركة وشركاؤها بتنفيذ الرؤية الخاصة بمضاعفة الإنتاج عشر مرات على مدى السنوات الست المقبلة وإمداد الغاز الطبيعي لكل من تركيا وأوروبا عبر مشروع خط أنابيب نابوكو لنقل الغاز الطبيعي المخطط إقامته.

ولاحظ التقرير أن هناك قدراً من عدم اليقين يهيمن على أفق تنفيذ مشروع خط أنابيب نابوكو، وينسحب الوضع ذاته على قدرة الشركاء في شركة بيرل بتروليوم على تخصيص ما يزيد على 8 مليارات دولار لتنفيذ المشروع، بيد أنه لفت إلى أن نمو الطلب على الغاز الطبيعي في إقليم كردستان العراق والشرق الاوسط على نطاق متسع يتيح فرصا لزيادة الإنتاج.

أكبر مستثمر أجنبي

وقدر التقرير أن شركة بيرل بتروليوم قد استثمرت في إقليم كردستان العراق حتى تاريخه حوالي 900 مليون دولار، وهو وضع جعل الشركة أحد أكبر المستثمرين الأجانب في المنطقة، ولفت التقرير إلى أن نجاح الشركة في تنفيذ مشروع تطوير حقل خور مور في 15 شهراً فقط قد أظهر الدعم القوي الذي حظيت به من السلطات المحلية والإقليمية، وأبرز كذلك قدرتها على تنفيذ المشروع عملياً.

وأوضح التقرير أن حقل خور مور المكتشف في الخمسينات من القرن الماضي بدأ إنتاج أول كميات من الغاز في أوائل عام 2008، حيث تم بناء منشأة لمعالجة الغاز الطبيعي مجهزة بقطارين بطاقة إنتاجية تبلغ 300 مليون قدم مكعبة يوميا، كما بدأ الحقل إنتاجه للغاز الطبيعي المسال في يناير 2011، وهو الأمر الذي ساهم في زيادة إنتاج الحقل من الغاز الطبيعي المسال من 150 مليون قدم مكعبة يومياً في عام 2010 إلى 290 مليون قدم مكعبة يومياً خلال الربع الثالث لعام 2011، وقدر التقرير أن يزداد إنتاج الحقل بحلول الربع الأخير من عام 2011 بمقدار 300 مليون قدم مكعبة يوميا.

كما توقع أن تتزايد حصة شركة دانة غاز من إجمالي الإنتاج بنسبة 23% لتصل إلى 29.100 برميل نفط مكافئ يومياً في عام 2012 و30 ألف برميل نفط مكافئ يومياً في 2013، مقابل حصة مقدارها 23 ألف برميل نفط مكافئ يومياً في 2011، بيد أنه لا حظ أن رفع مستوى الإنتاج سوف يستلزم استثمارات تتجاوز قيمتها 16 مليون دولار تستخدم في عمليات الصيانة.

وفيما يتعلق بحقل جمجمال، أعرب واضعو التقرير عن اعتقادهم بأن العمل في الحقل المذكور سوف يبدأ في عام 2012 بعدما تتمكن شركة دانة غاز من حل مشكلة تشدد السيولة، وأشاروا إلى أن حقل جمجمال قد تم اكتشافه في ثلاثينات القرن الماضي وأنه غير مدرج في التنبؤات الموضوعة من جانبهم في التقرير.

حجم الاحتياطيات

وتناول التقرير تقديرات احتياطيات حقل خور مور مشيراً إلى أن نشرة إكتتاب صكوك دانة غاز قد أوردت نقلاً عن تقديرات وزارة النفط العراقية ووزارة الموارد الطبيعية في إقليم كردستان العراق أن احتياطيات غاز حقل خور مور تصل تقريباً إلى 2.5 تريليون قدم مكعبة، وهو ما يعادل 420 مليون برميل نفط مكافئ، بيد أن مؤسسة وود ماكنزي للاستشارات قدرت أن الحقل كان يختزن حتى الأول من يناير 2011 احتياطيات غاز قوامها 1.4 تريليون قدم مكعبة و96 مليون برميل من احتياطيات السوائل القابلة للاستخلاص بشكل تجاري، أي ما يعادل في مجموعها 330 مليون برميل نفط مكافئ.

وأشار واضعو التقرير إلى أنهم يتبنون وجهة نظر مؤسسة وود ماكنزي بأن هذه التقديرات ربما تقل عن احتياطيات الحقل المحتملة. كما أن شركة دانة غاز قد قيمت الاحتياطيات الكامنة لحقل جمجمال بأنها تزيد على تريليوني قدم مكعبة فيما قدرتها مؤسسة وود ماكنزي بأنها تبلغ تريليوني قدم مكعبة من الغاز و100 مليون برميل القابلة للاستخلاص ليصل الحجم الإجمالي لاحتياطيات الحقل إلى 450 مليون برميل نفط مكافئ، ولفتوا إلى أن شركة بيرل بتروليوم قدرت أن الإنتاج يمكن أن يصل إلى 10 مليارات قدم مكعبة بعد التطوير الكامل للحقل، وهو ما يشير إلى أن الاحتياطات تبلغ على الأقل 10 تريليونات قدم مكعبة أي ما يعادل ملياري برميل نفط مكافئ.

أرباح التشغيل

وأوضح التقرير أن شركة دانة غاز قد أفادت في نتائجها المالية عن الربع الثالث لعام 2011 بأنها حققت إجمالي أرباح من جراء عملياتها في إقليم كردستان العراق تصل إلى 57 مليون دولار، وبالنظر إلى أن إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي المسال 6700 برميل يومياً، فهذا يعني أن متوسط ربح البرميل الواحد يبلغ 92.5 دولاراً، وهو ما يوازي 83% من متوسط أسعار خام برنت عن هذه الفترة.

وأوعز التقرير أسباب ارتفاع ربحية البرميل الواحد إلى حقيقة تسجيل تكلفة الاستخلاص بوصفها إيرادات، متوقعاً أن تتمكن شركة بيرل بتروليوم من استعادة إنفاقها الرأسمالي الكبير بحلول النصف الثاني من العام 2012، وقدر التقرير أن شركة بيرل بتروليوم تحقق نفط الربح (الربح الذي يستحقه المستثمر الأجنبي على شكل نسبة من الإنتاج المتبقي بعد طرح كميات نفط الكلفة وهذا يسمى بنفط الربح) بقيمة 8.4 دولارات للبرميل الواحد.

ورأى التقرير أن تحقيق شركة بيرل بتروليوم معدلاً لنفط الربح يتراوح بين 8 و9 دولارات للبرميل الواحد يتجاوز التدفق النقدي الذي تحققه الشركات المشغلة صاحبة عقود الخدمات في العراق، ومع ذلك، فمن المتوقع أن يبلغ إنتاج السوائل المستحق لشركة دانة غاز حوالي 9 آلاف برميل نفط مكافئ يومياً بحلول عام 2013، وهو ما يترجم على هيئة تدفقات نقدية منتظمة بقيمة يومية تبلغ 76 ألف دولار، وهو ما يعني أن شركة دانة غاز تحقق تدفقات نقدية سنوية تبلغ قيمتها 28 مليون دولار، وبالتالي فهي تحقق قيمة دائمة تبلغ 230 مليون دولار بناء على معدل رسملة نسبته 12%.

وأعرب واضعو التقرير عن اعتقادهم بأن شركتي دانة غاز وبيرل بتروليوم بحاجة لتعزيز الإنتاج بما يعكس قيمة الأصول التي بحوزتهما، ونصحوا بأن تحقيق هذا الأمر يستلزم ضخ استثمارات إضافية، ويعد ذلك افتراضاً منطقياً فقط في حالة تحسن التحصيل النقدي.

التحصيل النقدي

وأفاد التقرير أن النزاع بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق بشأن مدى صحة نفاذ عقود استخراج النفط والغاز من أراضي الإقليم قد أدى إلى تقليص حجم المدفوعات التي تتلقاها شركة بيرل بتروليوم، حيث تسيطر شركة نفط الشمال على المكونات الرئيسية للبنية التحتية، بما في ذلك خط أنابيب تصدير المكثفات لحقل خور مور، وقدر التقرير أن إجمالي قيمة أرصدة الذمم المدينة لشركة دانة غاز في إقليم كردستان العراق كان 218 مليون دولار في نهاية عام 2011، مقابل 114 مليون دولار في نهاية عام 2010.

وذلك بعدما حصلت الشركة نقدياً ما قيمته 104 ملايين دولار في عام 2011، وتنبأ التقرير بأن تحصل شركة دانة غاز من إقليم كردستان العراق سيولة نقدية في عام 2012 قيمتها 154 مليون دولار، وهو ما يمثل حصة نسبتها 90% من إجمالي إيراداته، مشيراً إلى أن هذا التقدير يتماشى مع متوسط معدل التحصيل في النصف الثاني من العام 2011، وذلك بعدما وافقت الحكومة العراقية على البدء في تقديم تحويلات نقدية محدودة لصالح حكومة كردستان العراق، وذلك على نحو مكن الأخيرة من البدء في تسديد المستحقات المطلوبة منها لشركات النفط والغاز في إطار تغطية تكاليف التشغيل والتطوير. ولفت التقرير إلى أن تمرير قانون النفط والغاز العراقي في عام 2012 من شأنه أن يسهل من رفع قيمة المدفوعات.

وأوضح التقرير أن شركة بيرل بتروليوم تمكنت من تحصيل مدفوعات لقاء مبيعات مباشرة للسوق المحلي بموجب خطوط إرشادية وضعتها حكومة كردستان العراق، فضلاً عن تصدير الغاز البترولي المسال إلى إيران عبر الشاحنات.