أكد أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي «إمباور»، أن جميع المباني والمنشآت المنجزة والتي في طور الإنشاء ضمن المناطق الجديدة في مختلف أنحاء مدينة دبي مزودة بنظام تبريد المناطق بنسبة 100%، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الشركة استطاعت خلال سنوات عملها التغلب على تحدي «#المهارات» التي واجهها في البداية، حيث إن 50% من القيادات العليا والكفاءات الإشرافية، وجميع المهندسين والاختصاصيين هم من أبناء الإمارات.
جاءت ذلك على هامش جلسة نقاش لقادة القطاع من مختلف أرجاء العالم أمس، تحت عنوان «تبني التغيير»، التي تندرج ضمن مشاركة «إمباور» في فعاليات المؤتمر والمعرض السنوي السابع بعد المائة للجمعية الدولية لطاقة المناطق، والذي ينعقد في مدينة سانت باول بالولايات المتحدة الأميركية في الفترة من 20 لغاية 23 من يونيو الجاري.
إنجازات
وأوضح بن شعفار أن الشركة تسعى بصورة حثيثة إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في مجالات تطوير الأعمال بما يرسي دعائم التنمية المستدامة في إمارة دبي، من خلال نشر وتغطية المناطق بأنظمة تبريد متقدمة، الأمر الذي يسهم بفاعلية في تنفيذ الخطط الاستراتيجية للدولة عامةً ولإمارة دبي بصفة خاصة في سبيل تحقيق رؤى وتطلعات القيادة الرشيدة إلى الاستدامة البيئية والتحول بالمدينة لتصبح المركز العالمي الأول للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.
وأضاف: إن «إمباور» تعمل على تخطي خدماتها النطاق المحلي إلى العالمي حرصاً منها على مشاركة جميع دول العالم خبراتها في المجال بهدف نشر الوعي بأهمية تقنيات تبريد المناطق وآثارها الإيجابية على البيئة، تأسياً بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي يدعو دائماً إلى مشاركة الآخرين بالخبرة والمعرفة المكتسبة بما يعود بالنفع على الجميع.
جهود دولية
واستعرض بن شعفار جهود «إمباور» الدولية من خلال حديثه عن التجربة المشتركة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة العام الماضي حول جدوى تطبيق أنظمة تبريد المناطق في الهند، منوهاً إلى أن الدراسات أفضت إلى الارتفاع المستمر للمدن الهندية على تقنيات التبريد من واقع 4% في عام 2010 لتصل إلى نحو 30% بحلول عام 2030.
وشدد على ضرورة توافر قيادة تعمل على توجيه ودفع دفة القطاع في الهند إلى تحقيق مستويات نمو أعلى، مشيراً إلى أن الأخيرة تتميز بكفاءة النظام الهيكلي للكهرباء الذي ينم عن القدرة الاستيعابية الكبيرة لأنظمة الطاقة الحديثة، حيث خصصت «إمباور» بالشراكة مع الحكومة الهندية وبرنامج الأمم المتحدة، فريقاً لبحث الفرص الممكنة، فضلاً عن الحلول التقنية الحديثة.
تحديات
وتطرق بن شعفار إلى التحديات التي واجهتها فرق العمل المشتركة في الهند، موضحاً أنها تكمن في الكهرباء والماء، إضافةً إلى كل من المساحة المترامية الأطراف، والتعداد السكاني الكبير بما يتجاوز حوالي 1.3 مليار نسمة، بما يجعل من مهمة تنفيذ مشروعات التبريد للمناطق الهندية أمراً في غاية الصعوبة.
وبيّن أن الفريق خرج بتوصيات تقدم بها إلى الحكومة الهندية والمطورين العقاريين حول تطبيق أنظمة التبريد الموائمة، والمهارات التقنية المطلوبة، فضلاً عن التجمعات السكانية المناسبة لإدخال التقنيات الحديثة.
ولفت إلى تنامي الطلب في الآونة الأخيرة على أنظمة تبريد المناطق على المستويين المحلي والإقليمي، الأمر الذي يرفع نصيب شركات طاقة المناطق عبر تكريس العمل على التوسع في المشروعات المستقبلية.
قوانين
وفي معرض تناوله لتحديات القوانين السارية والمياه باعتبارها تحد من تطوير عمل طاقة المناطق، قال بن شعفار: تمكنت دولة الإمارات من التغلب على هذين التحديين من خلال التحديث المستمر للقوانين والتشريعات التي تسرع عجلة النمو والتقدم في عمل طاقة المناطق، حيث تم الحد من استخدام مياه الشرب في التبريد وحفظها للأجيال القادمة من خلال إيجاد الحلول الذكية.
وتابع: نحن ماضون إلى تحقيق المزيد من الإنجازات التي تعزز المكانة العالمية المتحققة للدولة ودبي في المجال، كما أننا قادرون على تخطي التحديات التي تواجهنا مستمدين القوة والدعم من خبراتنا المتراكمة التي ميزتنا كعلامة فارقة تقود صناعة تبريد المناطق عالمياً.
نجاح
واختتم بن شعفار حديثه معللاً تفوق ونجاح دولة الإمارات ودبي من خلال «إمباور» على مثيلاتها حول العالم، بأن الشركة استطاعت بكل مرونة الجمع بين كونها هيئة حكومية مستقلة، والتخطيط المستمر كأي شركة تجارية تطمح لتحقيق عوائد استثمارية مجدية.
وضمت الجلسة ممثلين ومتحدثين عالميين وباحثين بارزين من أصحاب الخبرة في مجال تبريد المناطق، والطاقة والمياه، ومجال التمويل والاستثمار، بالإضافة إلى متخصصين في مجال تغير المناخ بهدف الارتقاء بصناعة تبريد المناطق على المستوى العالمي.
كفاءة التصميم تسهم في عمليات التشغيل وخفض الكلفة
شكلت جلسة نقاش نظمت ضمن فعاليات المؤتمر والمعرض السنوي للجمعية الدولية لطاقة المناطق في مدينة سانت باول، تحت عنوان «تبني التغيير»، فرصة لقادة قطاع التبريد من أنحاء العالم، كي يسلطوا الضوء على أسباب زيادة الاهتمام بمشروعات طاقة المناطق، حيث أكدوا أنها تعود في المقام الأول إلى سياسة خفض انبعاثات الكربون واستراتيجيات المناخ المحلية، مؤيدين فكرة كون المنح والصناديق الاستثمارية ورؤوس الأموال الأولية، أفضل الحوافز على تطوير أنظمة طاقة المناطق الجديدة. وأجمعوا على أن أبرز مفاتيح النجاح في مجال تطوير طاقة المناطق تتمثل في دقة وكفاءة التصميم، الأمر الذي يضمن الأداء الأمثل في خفض التكاليف والعمليات التشغيلية.
عمل مشترك
وحثت ليلي رياهي، المستشارة الدولية لدى مبادرة طاقة المناطق في المدن التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، على ضرورة تعزيز العمل المشترك مع الدول ذات الخبرة في المجال، مشيرةً إلى ضرورة إشراك القطاع الخاص.
ونوهت بضرورة نشر الثقافة والوعي بفوائد أنظمة التبريد والتدفئة للمناطق بين شعوب العالم كافة، موضحةً أن مبادرة الأمم المتحدة لطاقة المناطق تتكاتف مع مختلف الدول بالعالم لتحقيق فهم أكبر في هذا الخصوص.
استثمارات
وحول عرض التجربة البريطانية في تطبيق أنظمة التدفئة للمناطق، قال جون سوندرز، المدير الاستثماري لدى دائرة الطاقة وتغير المناخ البريطانية، إن الحكومة خصصت حوالي 20 مليون دولار «ما يعادل 73 مليون درهم» للاستثمار في أنظمة تدفئة المناطق.
وذكر أن نحو 130 مدينة في المملكة المتحدة تستفيد من نظام التدفئة المركزي، مشيراً إلى أن عدد المشروعات الحالية للتدفئة تجاوز 120 مشروعاً، مبيناً أن هناك ما يزيد على 500 فرصة محتملة في الوقت الراهن لتطبيق تقنيات تدفئة المناطق في بريطانيا.
حل بديل
بدوره، اعتبر ياسر الجيده، الرئيس التنفيذي لشركة «قطر كوول»، أن التقليل من استخدام المياه الصالحة للشرب أحد أبرز التحديات التي واجهتها الجهات العاملة في مجال تبريد المناطق على مستوى دول الخليج العربية، نظراً لمحدودية مصادر المياه في المنطقة، الأمر الذي دعا إلى استخدام المياه المعالجة كحل بديل يعمل على تحسين الكفاءة. ولفت إلى أن: «القوانين الحالية المعمول بها تشكل عائقاً أمام التوسع في العمل في مجال تطبيق المناطق، فضلاً عن غياب الإطار الخليجي المشترك في التعامل مع أنظمة التبريد».
%10
أكد أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي «إمباور»، أن 10% من الإيرادات الحالية للشركة تُستثمر في أبحاث التطوير على أنظمة تبريد المناطق، الأمر الذي أتاح فرصة العمل حالياً على مشروع ريادي ضخم، يندرج تحت مظلة برامج المبادرات التي تمتاز بها إمارة دبي، حيث سيتم الكشف عن تفاصيله ليرى النور العام المقبل، مبيناً أن تخطيط «إمباور» في الوقت الراهن يتجه نحو التركيز على ضخ المزيد من الاستثمارات لزيادة حصتها السوقية من المشروعات المستقبلية.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-dxr