أكد رولاند بوش رئيس قطاع العمليات ورئيس قطاع التقنيات المؤسسية وعضو مجلس إدارة شركة سيمنس أن إكسبو 2020 دبي لا يشكل فحسب منصة عالمية لاستعراض التكنولوجيا المبتكرة في العديد من المجالات، لكن البنية التحتية بحدث ذاتها في موقع الحدث هي خطوة هامة في مسيرة المدن الرقمية والمستدامة مستقبلاً.
وأشار بوش في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» إلى أن استخدام تطبيقات التحوّل الرقمي المتطورة ستجعل من إكسبو 2020 دبي حدثاً مختلفاً عن كل المعارض العالمية التي سبقته، مشيراً إلى أن مبادرة «دبي الذكية» يمكن أن تكون مثالاً يحتذى به للمدن الأخرى، نظراً لتركيزها على التعاون والابتكارات التكنولوجية لإقامة مدينة ذكية وسعيدة.
مدن مستدامة
وأضاف عضو مجلس إدارة شركة سيمنس أنه من خلال إقامة واحد من أكثر المعارض العالمية اتصالاً في التاريخ، سيقترب بنا إكسبو 2020 دبي خطوة جديدة نحو إقامة المدن الذكية والمستدامة التي ستعتبر أمراً مسلماً به في المستقبل، إذ إن التكنولوجيا الذكية يمكنها مساعدة المدن من كل الأحجام وفي كل المناطق الجغرافية على تحسين نوعية الحياة، وذلك في إطار استراتيجية شاملة، موضحاً أن معظم المدن مازالت في بداية التحول لأن تصبح مدناً ذكية.
وأضاف بوش «شهدت خلال زيارتي الأخيرة لموقع الحدث ربط أول مباني المعرض بتكنولوجيا انترنت الأشياء من خلال تطبيق خاص تم ابتكاره بالاشتراك بين سيمنس وإكسبو 2020 دبي.
ويقوم هذا التطبيق الذي يعتمد على تكنولوجيا الحوسبة السحابية ومازال في مرحلة الاختبارات التجريبية بموقع المباني الإدارية، بدمج بيانات المراقبة البيئية مع نظام الري الذكي، وسيتم تطويره بحيث يقوم بالتشغيل الرقمي لكل مكونات وعناصر الحدث بالكامل».
تحليل البيانات
ولفت رولاند بوش إلى أن البيانات سيتم جمعها من أكثر من 200 ألف مجس وتحليلها عن طريق تكنولوجيا الحوسبة السحابية ووضع تصور مرئي لها في الموقع، بما يتيح المراقبة والتحكم اللحظي، بهدف تقليل استهلاك الطاقة والمياه وضمان بيئة آمنة ومريحة للزائرين.
وفي النهاية، سيستفيد هذا التطبيق من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات لدعم التنبؤات، مثل استخدام بيانات الطقس في وضع نماذج التنبؤ بحالة الطقس، وإبلاغ مركز العمليات في موقع إكسبو من أجل إعداد البنية التحتية وفقاً لتلك النماذج التنبؤية.
وأشار إلى أنه وكما هو الحال في أي مدينة، فإن البنية التحتية لمعرض إكسبو معقدة ومتشعبة بطبيعتها، نظراً للعدد الهائل من الزائرين والذي من المتوقع أن يصل لحوالي 25 مليون زيارة خلال عام 2020؛ وهو ما يعادل سكان شنغهاي تقريباً. إننا نطمح أن تدعم الدروس المستفادة من استخدام التكنولوجيا الرقمية في الحدث، إقامة المدن الذكية في جميع أنحاء العالم خلال المستقبل.
وأضاف: لقد أبرزت المعارض العالمية على مدار الـ160عاماً الأخيرة مجموعة هائلة من الابتكارات الجديدة التي ساهمت في تشكيل وتغيير حياتنا للأبد.
فمعظم التطبيقات والابتكارات التكنولوجية التي نستخدمها بشكل يومي في عالمنا المعاصر، مثل الشاشات التي تعمل باللمس والتلفزيون الملون على سبيل المثال، تم الكشف عنها للجمهور باعتبارها ابتكارات حديثة وقت ظهورها في عدد من أشهر وأكبر المعارض العالمية المتخصصة.
وأوضح أنه على سبيل المثال، قام مؤسس شركة سيمنس، فيرنر فون سيمنس في معرض لندن الدولي الأول بالكشف عن اختراعه الجديد والمتمثل في جهاز التلغراف الإبَري عام 1851. إنّ هذا الابتكار الجديد لعب وقتها دوراً محورياً في نمو أعمال الشركة بمنطقة الشرق الأوسط، كما كان له تأثير واسع على عالم الاتصالات.
ومن ناحيتي، كان لي شرف زيارة موقع معرض إكسبو 2020 دبي مؤخراً، وهو ما أتاح لي تجربة خاصة وفريدة للاطلاع على نموذج لمدينة المستقبل كما يتخيلها المعرض العالمي الكبير. إنّ هذه المدينة المستقبلية والتي تختلف عن المدن التقليدية كما نعرفها اليوم، ستدعمها بالكامل بنية تحتية رقمية فائقة التطور.
تنافسية اقتصادية
وأوضح رولاند بوش أن البنية التحتية تلعب دوراً رئيسياً في رفع مستوى التنافسية الاقتصادية وجودة الحياة في كل المجتمعات المتطورة. فاليوم تعاني البنية التحتية في معظم مدن العالم من ضغوط هائلة ناتجة عن تنامي الطلب على استهلاك الطاقة والمياه، والآثار السلبية الناتجة عن حركة التمدن والتحضر، مثل التكدس السكاني والاختناقات المرورية وتلوث الهواء.
وبالتالي فإذا كانت البشرية جادة في التعامل مع التحديات الكبيرة والقضاء عليها، والتي من أهمها النمو السكاني الكبير والتغير المناخي، فإنّ المدن ستحتاج لوضع الاستدامة في مقدمة أولوياتها. ولهذا السبب، فإنّ معرض اكسبو 2020 دبي يتناول 3 موضوعات رئيسية هي: الاستدامة والفرص والتنقل، وهو المعرض الذي يأتي في موعده تماماً.
وأشار إلى أنّ سكان المدن على دراية تامة بالضغوط التي تكتنف الحياة في المدن – مثل الاختناقات المرورية والضوضاء والتلوث. ويمكن لتطبيقات التحول الرقمي مساعدتنا في التعامل مع الآثار السلبية لحركة التمدن والتحضر السريعة التي تشهدها كافة دول العالم.
فعندما نقوم بدمج كم البيانات الهائلة مع التطبيقات الرقمية مثل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا تعلم الآلات وبرمجيات المحاكاة الرقمية وحلول التشغيل الآلي، يمكننا ابتكار أنظمة ذكية ذات استجابة فائقة السرعة والدقة، تعمل على تحسين الأداء وترشيد استهلاك الموارد.
وطبقاً للدراسة التي أجرتها ماكينزي، فإنّ تطبيقات المدن الذكية يمكنها تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تتراوح من 10 إلى 20%، وتقليل استهلاك المياه بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، وتقليل فترة ركوب المواصلات بين 15 إلى 20%. إلا أن معظم دول العالم لم تشرع حتى الآن في استخدام تلك التطبيقات الرقمية المتطورة التي تتيح لها الاستغلال الأمثل لمواردها.
منظومة متكاملة
وأضاف أن بعض الشركات تختار التعاون مع منظومة متكاملة من الشركاء بسبب وتيرة التغير المتسارعة التي يشهدها العصر الرقمي بحسب بوش الذي يضيف قائلاً: تُعد مشاركة العملاء لنا في ابتكار حلول جديدة في مراكز تطبيقات مايندسفير الخاصة بنا حول العالم، من أهم الأساليب التي نتبعها في هذا المجال باستخدام نظام تشغيل مايندسفير، نظام التشغيل المفتوح القائم على تطبيقات الحوسبة السحابية لتكنولوجيا انترنت الأشياء من سيمنس، حيث يقوم مطورو البرامج وخبراء سيمنس بتصميم وابتكار حلول جديدة بمشاركة العملاء، بهدف معالجة المشكلات الخاصة بهم.
ويركز كل مركز من مراكز مايندسفير على صناعة معينة، مثل مركز هونج كونج الذي يركز على حلول المدن الذكية. فمن خلال هذا الأسلوب، يمكننا الابتكار بوتيرة سريعة، والتوسع وتبادل المعلومات. فعلى سبيل المثال، يمكن تعديل تطبيق تم تطويره لمعالجة تلوث الهواء في هونغ كونغ كي يناسب مدينة بوينس آيرس في الأرجنتين مثلاً.
بيانات
تتميز التكنولوجيا الرقمية بروعة يكمن في قدرتها على تسهيل الابتكار فيما توفر أنظمة التشغيل المفتوحة لتكنولوجيا انترنت الأشياء مثل مايندسفير أدوات للشركات القائمة والناشئة والهيئات الحضرية قدرات للتعامل مع التحديات.
«إكسبو 2020 دبي» يطلق استراتيجية التوطين
أعلن «إكسبو 2020 دبي» عن استراتيجية برنامج التوطين، التي تهدف إلى استقطاب المزيد من المواطنين للمشاركة في مسيرته للترحيب بالعالم، وليكونوا جزءاً من إرثه المرتقب.
ويسعى البرنامج إلى جذب مرشحين إماراتيين من جميع الأعمار والمهارات المهنية لاستقبال ملايين الزوار في أضخم حدث يتم تنظيمه على الإطلاق في العالم العربي.
وتماشياً مع الأجندة الوطنية لدولة الإمارات 2021، جرى تصميم برنامج التوطين في إكسبو 2020 لضمان أن يؤدي مواطنو دولة الإمارات دوراً رئيسياً في إقامة حدث استثنائي، مع بناء إرث طويل الأمد، حيث تقدم استراتيجية التوطين، من خلال برامجها الأساسية أدواراً متنوعة وخبرات مهنية لا تقدر بثمن لمواطني دولة الإمارات، بالإضافة إلى إعداد كوادر إماراتية قادرة على إنجاز مشاريع مستقبلية على مستوى إكسبو، بهدف تعزيز آفاق النمو الاقتصادي والمساهمة في مسيرة تقدم البلاد.
وتتضمن الاستراتيجية تعيين 350 مواطناً شاباً في برنامج إكسبو أكاديمي، الذي سيعلن عن تفاصيله لاحقاً، إلى جانب توفير أكثر من 400 فرصة للمواطنين الموظفين في القطاع الحكومي وشركاء إكسبو الرسميين، من خلال برنامج الإعارة والانتداب، فضلاً عن فرص لتدريب 300 مواطن حتى وقت الحدث الدولي، من خلال برنامج التدريب المهني، وأيضاً إتاحة فرص تأهيل أصحاب الهمم للالتحاق بسوق العمل مع احتمالية توظيفهم.
نقل المعرفة
وقالت فاطمة اللوغاني رئيسة أكاديمية إكسبو والتوطين- إدارة الموارد البشرية والمتطوعين في إكسبو 2020 دبي لـ«وكالة أنباء الإمارات»: إن شباب دولة الإمارات عليهم مسؤولية وطنية لإنجاز إكسبو دولي استثنائي ونقله إلى مستوى عالمي جديد، مشيرة إلى أن استراتيجية التوطين تعمل على نقل المعرفة لأبناء الدولة، واستقطاب الكفاءات وبناء المزيد من الكفاءات.
وأضافت: «إكسبو 2020 دبي فرصة فريدة من نوعها قد لا تتكرر وهذا الحدث الضخم نقطة تحول في تاريخ دولة الإمارات لتحقيق المزيد من التطور والازدهار، ويجب علينا أن نكون جزءاً من إنجازاته وأن نسهم في رد جزء من أفضال بلدنا الحبيب، حيث يعمل على إنجاز هذا المشروع الوطني فريق إماراتي عالي الأداء، جنباً إلى جنب مع خبراء بارزين من أنحاء العالم لإنجاز إكسبو دولي بنكهة إماراتية عريقة».
ودعت فاطمة اللوغاني جميع الإماراتيين من خلال برنامج التوطين في إكسبو للاستفادة من فرص العمل في جميع إداراته والمشاركة في تدشين مرحلة نمو وتطور جديدة تعود بالنفع على دولتنا والعالم العربي الذي يستضيف لأول مرة هذا الحدث الدولي الضخم والمساهمة في تعزيز المهارات لتطوير اقتصاد المستقبل.
ويعمل إكسبو 2020 دبي على ضمان مشاركة المواطنين بدور فعال في النمو الاقتصادي المتواصل لدولة الإمارات، عبر إتاحة الفرص للمساهمة الفعالة والتقدم الوظيفي.