مجلة مال واعمال

أصحاب هذه المهن الأكثر عرضة للخطر… هل أنت منهم؟

-

الألومنيوم قد يسبب مرض التصلب المتعدد، الذي قد يجبر الإنسان على اللجوء إلى كرسي متحرك، حسب ما توصّلت إليه دراسة جديدة.

فقد كشفت الأبحاث أن المرضى المتوفين لديهم مستويات عالية من هذا المعدن في أدمغتهم، وفقاً لما ورد في تقرير لصحيفة Dailymail البريطانية.

ويُعتقد أن التعرض للألومنيوم، الذي يُضاف إلى اللقاحات ومضادات التعرق، يتفاعل مع جينات المريض، ما يجعل جهازه المناعي يهاجم بالخطأ الطبقة المحيطة بالأعصاب.

ومرض التصلب المتعدد يصيب الجهاز العصبي للإنسان ويظهر فجأة، ويختلف مساره من مريض لآخر.

ففي حين يعيش مرضى معه دون أي أعراض تُذكر، يضطر آخرون إلى اللجوء إلى كرسي متحرك بعد سنوات قليلة فقط.

وينشأ هذا المرض عندما يهاجم نظام المناعة بطريق الخطأ غلاف الألياف العصبية؛ الأمر الذي يؤدي إلى التهابات في الأعصاب، حسب الدكتور أندرياس شتاينبريشر، رئيس مجلس إدارة الجمعية الألمانية لمرض التصلب المتعدد.

أسباب هذا المرض ما تزال غير معروفة بعد بشكل حاسم، ولكن العلماء يقدّرون أن الأسباب مزيج من الوراثة والعوامل البيئية وحتى بعض الالتهابات.

ارتفاع نسبة مادة الألومنيوم داخل أدمغة مرضى التصلب المتعدد، يعد أمراً لا يمكن تجاهله، حسب المؤلف الرئيسي للدراسة التي تتناول مخاطر الألومنيوم، الأستاذ كريس إكسلي من جامعة كيلي البريطانية.

وقد تم ربط هذا المعدن سابقاً بمرض الزهايمر.

إذ تشير الأبحاث إلى أن المرضى المتوفّين لديهم كذلك مستويات أعلى من هذا المعدن داخل أدمغتهم، مقارنة بأولئك الذين لا يعانون هذا المرض.

حلل الباحثون أنسجة المخ لدى 14 مريضاً يعانون مرض التصلب المتعدد.

وقد تراوح عُمر المرضى، الذين من بينهم 8 نساء، بين 39 و82 سنة عندما توفوا.

وقد نُشرت نتائج هذا البحث في the International Journal of Environmental Research and Public Health.

وتشير النتائج إلى أن أدمغة مرضى التصلب المتعدد لديهم مستويات مرتفعة من مادة الألومنيوم بشكل غير متوقع.

كان كل المشاركين في الدراسة، البالغ عددهم 14 شخصاً، من المصابين بالمرض.

وتبين أن لديهم جميعاً عينة واحدة من أدمغتهم على الأقل تحتوي على «كمية كبيرة من الألومنيوم».

ومن بين الأدمغة التي تم تحليلها، كان نحو 42% من أدمغة المشاركين في الدراسة تحتوي على أكثر من 0.001 ملليغرام من الألومنيوم للغرام الواحد من الأنسجة.

في حين أن 33% من أدمغة المرضى كانت تحتوي على 0.002 ملليغرام، وهي نسب، اعتبرها الباحثون مثيرة للقلق، وترجح أن الألومنيوم قد يسبب مرض التصلب المتعدد.

ولكن تبين أن نسبة الألومنيوم أعلى بكثير لدى الجزء الأكبر من العينة.

إذ كان لدى نصف العينة خمسة أضعاف هذه النسبة الأخيرة.

فقد احتوت أدمغة 7 مشاركين على أكثر من 0.01 ملليغرام ألومنيوم للغرام الواحد من الأنسجة.

وترجح الدراسة أن الألومنيوم، يتراكم لدى مرضى التصلب المتعدد بغض النظر عن سنهم أو جنسهم.

كما أن المعدن لا يرتفع في أي جزء محدد من الدماغ.

ويخطط الباحثون لمقارنة مستويات الألومنيوم في أدمغة مرضى التصلب العصبي المتعدد بالأشخاص الذين لا يعانون هذا المرض.

جاءت هذه النتائج التي تشير إلى أن الألومنيوم قد يسبب مرض التصلب المتعدد، بعد أن أظهرت الأبحاث التي نُشرت، خلال شهر يوليو/تموز 2018، أن المواد الكيميائية الموجودة في الطلاء قد تزيد أيضاً من خطر إصابة الأشخاص بمرض التصلب المتعدد.

فقد وجدت دراسة أجراها معهد كارولنسكا، في العاصمة السويدية ستوكهولم، أن الأشخاص الذين يحملون الجينات التي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض بمعدل يصل إلى 7 مرات إذا كانوا يتعرضون للمواد المذيبة الموجودة في الطلاء.

View image on Twitter
كما وجدت هذه الدراسة أنه حتى دون وجود جينات تزيد من خطر الإصابة بالتصلب المتعدد، فإن التعرض للدهانات والطلاء وحده يجعل الناس أكثر عرضة بنسبة 50% للإصابة بهذا المرض.

كما أن الأبحاث السابقة تشير إلى أن صانعي الأحذية معرَّضون بصورة متزايدة لخطر الإصابة بمرض التصلب المتعدد.

والسبب على مايبدو أن المواد الكيميائية الموجودة بالمواد الملمعة في الجلد والتي من شأنها أن تؤثر على نظامهم المناعي، ويمكن أن تؤدي إلى إصابتهم بهذا المرض.

كما تبين أيضاً أن خطر الإصابة بهذا المرض يرتفع بنحو 30 مرة في حال كان المريض مدخناً.

المياه المعدنية الغنية بالسيليكون تساعد على إفراز الألومنيوم في البول، حسبما يشير الباحثون وفقاً للنتائج الحديثة لعدد من الدراسات.

ويعتقد الباحثون كذلك أنها قد تخفف من أعراض هذا المرض.

وفي هذا السياق، كتب البروفيسور إكسلي على موقع The Hippocratic Post، قائلاً: «في حين أنه من السابق لأوانه تأكيد دور تعرُّض الإنسان للألومنيوم في إصابته بمرض التصلب المتعدد، إلا أن ملاحظة إفرازات البول المرتفعة للألومنيوم لدى الأفراد الذين يعانون هذا المرض والتراكم المفرط لهذه المادة في أنسجة مخ المرضى المتوفين- تعد من النتائج التي لا يمكن تجاهلها».