مجلة مال واعمال

أسعار النفط تتعافى بدعم انخفاض المخزونات الأمريكية

-

3

تعافت أسعار النفط من أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع بعدما أظهرت بيانات للقطاع انخفاضا كبيرا في مخزونات الخام الأمريكية مما يوحي بأن أكبر سوق للنفط في العالم قد تتحسن بأسرع من المتوقع.
وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت 40 سنتا إلى 51.16 دولار للبرميل وارتفع الخام الأمريكي الخفيف 40 سنتا أيضا إلى 48.72 دولار للبرميل.
وانخفض كلا من الخامين بنحو 3% أمس الأول بعد أنباء عن أن زيادة في إمدادات النفط الليبي ساهمت في تعزيز إنتاج أوبك الشهري من الخام في مايو أيار وهي أول زيادة شهرية منذ مطلع هذا العام.

انخفضت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.34 دولار أو 2.7% لتبلغ عند التسوية 48.32 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى إغلاق منذ الثاني عشر من مايو.

وعلى مدى الشهر هبط برنت نحو 3% في خامس خسارة شهرية على التوالي في حين تراجع الخام الأمريكي أكثر من 2% في ثالث خسارة شهرية على التوالي.

وأظهر مسح أن إنتاج منظمة أوبك من النفط ارتفع في مايو، وهي أول زيادة شهرية هذا العام، في الوقت الذي طغت فيه زيادة في الإمدادات من ليبيا ونيجيريا عضوي أوبك المعفيين من اتفاق تخفيض الإنتاج على تحسن في الالتزام بالاتفاق من قبل بقية أعضاء المنظمة.
وساعد انخفاض إنتاج أنجولا والعراق وارتفاع مستوى امتثال السعودية والكويت في زيادة مستوى التزام أوبك باتفاق خفض الإنتاج إلى 95 % من 90 % في إبريل.
وتعهدت منظمة البلدان المصدرة للبترول بتقلص الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يومياً لستة أشهر من الأول من يناير بموجب اتفاق مع روسيا ومنتجين مستقلين آخرين، وعادت المنظمة ووافقت على تمديد الخفض إلى مارس 2018.
وحققت أسعار النفط بعض المكاسب لكن تخمة في المخزونات وزيادة في الإمدادات من منتجين مستقلين أبقت الأسعار دون مستوى 60 دولاراً للبرميل الذي تريده السعودية. وتمثل زيادة متواصلة في الإنتاج من ليبيا ونيجيريا تحديات إضافية.
وجرى إعفاء ليبيا ونيجيريا بسبب تضرر إنتاجهما جراء الصراع ولكن الإمدادات من البلدين كليهما حققت تعافياً جزئياً في مايو/ أيار مما رفع مجمل إنتاج أوبك بمقدار 250 ألف برميل إلى 32.22 مليون برميل يومياً.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن إنتاج البلاد من النفط الخام ارتفع إلى 827 ألف برميل يومياً متجاوزاً أعلى مستوى له في ثلاث سنوات البالغ 800 ألف برميل يومياً الذي وصل إليه في وقت سابق هذا الشهر.
هبوط حاد
وقال معهد البترول الأمريكي إن مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة سجلتا هبوطا حادا الأسبوع الماضي في حين ارتفعت مخزونات المشتقات الوسيطة.
وأظهرت بيانات المعهد أن مخزونات الخام هبطت 8.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 مايو/ أيار إلى 513.2 مليون برميل في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 2.5 مليون برميل.
وانخفضت مخزونات النفط في مركز تسليم العقود الآجلة في كاشينج بأوكلاهوما بمقدار 753 ألف برميل. وزاد استهلاك مصافي التكرير من الخام بمقدار 136 ألف برميل يومياً.
وأضاف المعهد أن مخزونات البنزين انخفضت 1.7 مليون برميل في حين توقع محللون انخفاضاً قدره 1.1 مليون برميل.

وزادت مخزونات المشتقات الوسيطة، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بواقع 124 ألف برميل في حين كان من المتوقع أن تهبط 755 ألف برميل. وأشارت بيانات المعهد إلى أن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفضت الأسبوع الماضي بواقع 285 ألف برميل إلى 7.8 مليون برميل يومياً.
ومن جهتها قالت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، إن إنتاج البلاد تجاوز 800 ألف برميل يومياً للمرة الأولى منذ عام 2014، ويأتي هذا بعد سيطرة الجيش التابع للبرلمان على الموانئ والحقول النفطية والتي كانت تسيطر عليها مجموعات مسلحة أوقفت ضخ النفط لأكثر من سنتين.
وأضافت أن الإنتاج قد يتراوح بين 1,1 إلي 1,2 مليون برميل يومياً إذا أزيلت العقبات السياسية.
وأضافت المؤسسة في بيانها أن نزاعاً تجارياً مع شريكها الأجنبي «ونترشال» انتهى بتوقف توريد 160 ألف برميل يومياً الأمر الذي سيكلف ليبيا ما يقرب من 250 مليون دولار شهرياً.

وكانت وكالة «بلومبرج» الأمريكية للأنباء الاقتصادية قالت إن ليبيا ستعلن منتصف الشهر الجاري عن مناقصة لبيع نحو 600 ألف برميل نفط من إنتاجها.

وتؤكد المؤسسة التي تخضع لها معظم الحقول والموانئ النفطية على ساحل المتوسط أن ميناءي السدرة ورأس لانوف عادا للعمل بشكل طبيعي بعد الاشتباكات التي شهدتها الفترة الماضية بين قوات ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي وللجيش بقيادة المشير خليفة حفتر الذي عينه مجلس النواب المنتخب قائداً عاما ل«الجيش الوطني الليبي».

يشار إلى أن قوات حرس المنشآت النفطية التابعة للبرلمان تسيطر حالياً على أكبر موانئ النفط وأهمها مثل الحريقة والسدرة ورأس لانوف والبريقة إلى جانب أكبر الحقول الليبية في الجنوب الشرقي للبلاد.
تعزيز النشاط
قالت مصادر مطلعة إن الذراع التجارية لشركة النفط السعودية العملاقة أرامكو تتطلع إلى زيادة فريق العمل في مكتبها بسنغافورة في الوقت الذي تسعى فيه إلى تعزيز النشاط في المركز الإقليمي للطاقة.
وأضافت إن المكتب يهدف إلى توظيف ما بين 10 و15 موظفاً بحلول نهاية العام بعد بدء نشاط المكتب بموظف واحد في أواخر 2015. وسيشمل التعيين موظفين في العمليات والتحليل والأعمال الإدارية.
وتابعت: «الهدف الأساسي هو أن يدعم الموظفون الأنشطة التجارية للمكتب الرئيسي في السعودية». وطلبت المصادر عدم نشر أسمائهم نظراً لأنهم غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام. وأضاف المصدر أن المكتب ربما يتوسع في التجارة إلى ما يتجاوز المنتجات النفطية المكررة والكيماويات.
وبحسب الموقع الإلكتروني للشركة، فإنها تتطلع لتعيين منسق تسويق وكذلك محلل لإعداد أبحاث لسوق الطاقة حول النفط الخام والمنتجات النفطية والكيماويات ويفضل أن يكون لديه خبرة في العمل بشركة نفط هندية مملوكة للدولة.
وتتداول شركة أرامكو السعودية لتجارة المنتجات البترولية حالياً نحو 1.5 مليون برميل من المنتجات المكررة والسوائل الكيماوية والبوليمر يومياً في شتى أنحاء العالم.