مجلة مال واعمال

ملتقى الاستثمار الاردني الاماراتي بوابة للتعاون وتجسيد العلاقات الاخوية بين البلدين

-

DSC_0407 (1)

بسط الاردن  و الامارات العربية المتحدة كل الاوراق لرسم انطلاقة مميزة  لعلاقات البلدين التجارية والاستثمارية متكئين على ارث تاريخي وروابط اخوية تجمعهما بمختلف المجالات.

وجاء إنعقاد ملتقى الاستثمار الاردني الاماراتي وعلى مدار ثلاثة سنوات متتالية ليجسد عمق العلاقات التاريخية بين الاردن ودولة الامارات العربية المتحدة  وليأتي الملتقى في نسخته الثالثة والذي أفتتح اليوم برعاية كريمة من معالي سلطان المنصوري وزير الإقتصاد ووزير العمل الأردني علي الغزاوي نافذة جديدة لعلاقاتهما الاقتصادية للسير معا لمواجهة تحديات عميقة تعيشها المنطقة على مختلف المستويات.

ويشارك بالمنتدى  وفدٌ رفيع المستوى من القطاعين العام والخاص،  من كلا الدولتين سعيا من البلدين الشقيقين لتبادل وجهات النظر حول سبل تطوير علاقاتهما الاقتصادية والتجارية.

ويسعى القائمون على المنتدى لتأسيس قاعدة متينة للتواصل والعمل على دفع عملية التبادل التجاري وتدفق مزيد من الاستثمارات الاماراتية الى المملكة لتستفيد من الحوافز وبيئة الاعمال الناهضة.

و قال معالي سلطان المنصوري وزير الاقتصاد الاماراتي خلال كلمته الترحيبية  التي ألقاها في الملتقى ” يأتي إنعقاد هذا الملتقى الرائد ليمثل محطة مضئية أخرى في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأضاف “كما اود أن اثني على الروابط التاريخية التي تجمع بين دولة الامارات والاردن روابط لاتقف عند حدود المصالح فحسب انما تتعداها الى ثوابت وقيم حضارية وثقافة أصيلة أرست على مر السنوات دعائم وطيدة من الاخاء والتعاون الصادق بين البلدين والشعبين الشقيقين”.

معالي سلطان المنصوري

وأشار معاليه الى التطلعات الدائمة والمستمرة بين البلدين والارادة الساعية دوما الى مزيد ومزيد من التعاون لتحقيق تطلعات قيادتي البلدين.

وأشار الى اهمية هذا الملتقى والذي يصب في مصلحة البلدين مما له من دور في تعزيز العلاقات وفتح افاق جديد للتعاون بين القطاع العام والخاص في البلدين؛ ليصبح الاستثمار المشترك باقة مميزة في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وقال المنصوري “في ظل السياسة الاقتصادية الطموحة التي تتبناها الحكومة الاماراتية والتي عبرت عنها محددات رؤية الامارات 2021 ببناء اقتصاد تنافسي متنوع قائم على المعرفة والابتكار بقيادة كفاءات وطنية حقق اقتصادنا الوطني نموا بنسبة 3.8% في عام 2015 مثبتا قدرته على الحد من اثار المتغيرات العالمية بفضل مقومات تمنوية.

كما وأثمرت جهود التنوع الاقتصادي عن رفع مساهمة القطاعات غير النفطية  الى نحو 70% من الناتج المحلي الاجمالي للدولة وتبؤات الامارات مكانتها كثاني أكبراقتصاد عربي وباتت مركزا اقليميا وعالميا للاستثمار والاعمال.

كما وتعمل الدولة على دعم هذا المسار التنوي من خلال تطوير علاقاتها التجارية والاستثمارية مع مختلف الشركاء وفي مقدمتهم الاردن من خلال الرغبة الصادقة التي لمسناها لدى الاشقاء لتعميق اواصر الشراكة في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المتبادل”.

كما وأكد معاليه على اهمية تنمية الاستثمارات الاماراتية والتي تعد أحد ابرز اوجه التعاون والشراكة كونها ركيزة لسياسة التنوع الاقتصادي وعاملا مهما في تعزيز التنافسية ونقل المعرفة.

وأضاف وقد انعكس هذا الامر على  نمو الاستثمارات الاماراتية الصادرة كما ونوعا حيث بلغ اجماليها عام 2015 نحو 9.3 ووصل الرصيد التراكمي للاستثمارات الاماراتية في الخارج الى 87.4 مليار دولار وتبؤات الاستثمارات في الدول العربية الصدارة.

وعلى الرغم مما وصلت إليه علاقاتنا الثنائية من تطور ونماء على مختاف الصعد, فإننا موقنون بأن الإرادة المشتركة لقيادتي البلدين , هي السبيل الى تعزيز هذه العلاقات.

وأضاف معاليه” يمثل تعميق التعاون في كافة المجالات الإقتصادية ذات الأولوية , أحد أهم أوجه الشراكة بين دولة الإمارات والمملكة الأردنية , حيث يتبنى البلدان رؤى اقتصادية تحمل العديد من المشتركات, من خلال سعيهما نحو استيفاء شروط النمو المستدام  ورفع القدرات التنافسية

وبالفعل, جاءت أرقام التبادل التجاري لتعكس ذلك المنحى الإيجابي لتطور علاقاتنا الإقتصادية , حيث بلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2015 نحو 1.3 مليار دولار أمريكي, في حين بلغ خلال عام 2015 نحو ملياري دولار .

وفي ظل المشهد الإقتصادي الراهن وتحدياته المتعددة, فإن هذه الأرقام تعبر بالتأكيد عن شراكة تجارية وثيقة ولكن مع ذلك, ماتزال هناك إمكانات كبيرة للمضي قدماً, والطموحات لاتقف عند هذا السقف, بل نتطلع إلى تعظيم فرص الإستفادة من ثمار هذه العلاقة الإقتصادية الرائدة وفق أطر واضحة المعالم  تعود بالنفع على الجانبين” .

معالي علي الغزاوي

 من جانبه أكد معالي وزير العمل الأردني علي الغزاوي” على إن العلاقات الاردنية الاماراتية علاقات وثيقة ولا زالت قائمة بين البلدين الشقيقين. وتجسيداً لهذه العلاقات لا بد من من تعزيز مسيرة التعاون المشترك والدفع بها الى آفاق أرحب وأشمل بما يحقق تطلعات وطموحات البلدين الشقيقين”.

وأضاف الغزاوي  كما أن مسيرة العلاقات بين المملكة الاردنية الهاشمية ودول مجلس التعاون الخليجي لا زالت في تطور وتقدم مستمر وهناك جهود مبذولة لترسيخ هذا التعاون وتعزيز العلاقة الاستراتيجية وفق خطة العمل المشتركة للتعاون بينهما خلال الفترة من العام 2013 وحتى 2018 والتي حددت أبعاد الشراكة وأهدافها وغاياتها التفصيلية وكذلك الآليات والبرامج اللازمة لتنفيذها.

سعادة جمعة العبادي

وأكد سعادة سفير المملكة الاردنية في الامارات جمعة العبادي خلال كلمته التي ألقاها على العلاقات المتينة التي تجمع ما بين الشقيقين الاردن والامارات وما يربطهما من وشائج وصلات على كافة المستويات والتي أرسى دعائمها واشاد بنيانها المغفور لهما سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراهما واكمل مسيرتهما العطرة وبصيرتهما الثاقبة بعزيمة لا تلين صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله بن الحسين وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ” حفظهما الله ورعاهما” في بناء حالة فريدة ونموذجا يحتذى لما يجب ان تكون عليه العلاقات بين الأخوة والأشقاء.

كما عبر سعادته عن فخره وإعتزازه بهذه العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة وعلى وجه الخصوص ما تم تحقيقه من إنجازات عبر العقود الماضية في المجالات المختلفة حيث باتت الإمارات شريكا رئيسيا وهاما للمملكة في تلك المجالات.

واشار العبادي الى ان إنعقاد هذا الملتقى جاء تحقيقا لرؤى قائدي البلدين في دفع العلاقات الثنائية الى مجالات اوسع بما يعود بالخير والنفع على البلدين.

إضافة الى اهمية إنعقاد هذا الملتقى في وقت تمر به منطقة الشرق الاوسط بتحديات جسيمة ليؤكد وبدلالة واضحة على ان الاردن والامارات يسعيان الى توسيع افاق التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين وما فيه من رسالة واضحة لما يتمتع به  البلدين من استقرار وأمن وبيئة محفزة للإستثمار.

وأضاف ان الشراكة الإستراتيجية المتميزة بين البلدين والإرادة السياسية التي تدعو على الدوام الى بذل مزيد من الجهد من القطاعين العام والخاص  والتي تمثل دافعا وحافزا يدعو الى العمل المتواصل للوصول الى النتائج الملموسة والتي تصب في مصلحة الشقيقين من خلال اتفاقيات التجارة الحرة وتشجيع وحماية الإستثمارات المتبادلة.

وأختتم العبادي كلمته بالإشارة الى الإنجازات التي تحققت في الفترة السابقة حيث بلغ حجم الاستثمارات بين البلدين الى ما يقارب الـ 15 مليار دولار في مختلف القطاعات الاقتصادية ذات القيمة العالية الامر الذي يوفر الارضية الصلبة ويهيء الفرص لتحقيق الطموحات والأمال المنشودة ولم ينسى ان يعبر عن شكره للجهود المبذولة من البلدين لتحقيق التطلعات المشتركة متمنياً ان يحقق الملتقى أهدافه.

مخلد العمري

من جانبه اكد الدكتور مخلد العمري  مدير عام هيئة تشجيع الاستثمار في الاردن على اهمية انعقاد هذا المنتدى في الوقت الحالي  مشيرا الى سعادته الغامرة بالحفاوة التي استقبل بها الاماراتين اخوانهم  الاردنيين مشيراً الى ان هذه الحفاوة جاءت من منطلق  العلاقات السياسية التي تربط الشقيقتين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمتجدْرَة على درجة عالية من التميز

وعبر العمري عن امله في أن تتكلل أعمال هذا الملتقى بالنجاح والتوفيق ويحقق أهدافه ومقاصده , نحو مزيد من التعاون والتكامل والشراكات الإقتصادية والإستثمارية والتجارية  بين  البلدين.

وأشار مخلد الى الانجازات التي حققها الاردن خلال السنوات الماضية من خلال الاصلاحات التي ساهمت في تعزيز الثقة في الاقتصاد الاردني وحفزت المستثمرين لتوجيه استثماراتهم الى الاردن حيث انجز الاردن بشكل كبير عملية تحديث التشريعات الاقتصادية الهامة ووفق افضل الممارسات الدولية ومن ضمنها قانون الاستثمار وقانون الشراكة بين القطاع العام والخاص وقانون الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وقانون ضريبة الدخل وقانون المعاملات الالكترونية وقانون الاموال غير المنقولة لتعزيز البيئة الاستثمارية.

كما وضع الاردن خطة للسنوات القادمة والمتمثلة في رؤية الاردن لعام 2025 والتي بنيت ضمن اطار تشاركي واسع وحقيقي بين القطاعين العام والخاص وشملت المبادرات ذات الاولوية.

د.جلال الدبعي

كما اشار الدكتور جلال الدبعي الرئيس التنفيذي لهيئة المدن الصناعية الاردنية الى اهمية الفرص الاستثمارية الممنوحة من الهيئة مشيرا الى الانجازات التي حققتها الهيئة  من خلال مدنها المتوزعة في كافة انحاء المملكة والتي يعمل داخلها العديد من الشركات الاردنية والعربية والاجنبية في بيئة عمل مناسبة اوجدتها الهيئة  وهذا ما يؤكد جاذبية الاستثمار في المدن الصناعية بعد إقرار بعض الحوافز الجديدة”.

وبين الدبعي إن هذه  الاستثمارات  تعتبر تأكيدا واضحا وصريحا على أن الحوافز التي أقرتها الشركة مؤخرا قد ساهمت بشكل كبير في ايجاد بيئة استثمارية جاذبة ضمن المدن الصناعية ما جعل من هذه الحوافز اساسا استثماريا جاذبا ومشجعا لإقامة المشاريع الاستثمارية ويحظى بقبول المستثمرين الصناعيين الذين لمسوا أن الهدف من هذه الحوافز تشجيعا حقيقيا ويحقق المصلحة الصناعية ويرضي رغبات الصناعيين”.

كما تم خلال الملتقى عرض افلام وثائقية عن الاستثمار في الاردن والحوافز المقدمة للمستثمرين وقد حضر الحفل الدكتور فوزي الحموري رئيس جمعية المستشفيات الخاصة ومدير المستشفى التخصصي ورئيس غرفة صناعة الاردن عدنان  ابو الراغب وعدد من رجال الاعمال الاماراتين والاردنيين.

نايف البخيت