في زوايا عمّان، حيث تلتقي الحرفة بالإبداع، يلمع اسم ليندا مفيّد ضمرة كواحدة من أبرز مصممات الأزياء وصانعات الأنماط (الباترونات) في الأردن والعالم العربي. أكثر من 18 عامًا من الخبرة الممزوجة بالشغف، جعلت من ليندا ليست مجرد مصممة أزياء، بل معلمة ومُلهمة لأجيال من المصممين الشباب.
تخرّجت ليندا في جامعة الزيتونة الأردنية بدرجة البكالوريوس في تصميم الأزياء، بعد أن حصلت على دبلوم في تصنيع الملابس من الكلية الجامعية المتوسطة في عمّان. منذ ذلك الحين، اختارت أن تسلك طريق الإبداع والتعليم، مؤمنة بأن سرّ الصناعة الحقيقية يكمن في نقل المعرفة.
في عام 2023، أسست أكاديمية ليندا ضمرة للتعليم والتدريب المهني، التي سرعان ما أصبحت قبلة الطامحين في مجال تصميم الأزياء. تقدم الأكاديمية دورات مهنية متخصصة في الخياطة، التصميم، التطريز، وصناعة الحرف اليدوية، مع تركيز على المهارات التطبيقية التي تؤهل المتدربين لدخول سوق العمل بثقة.
تُعرف ليندا بابتكارها في تبسيط علم صناعة الأنماط، وهو ما توّجته بتأليفها كتاب “الباترون الذكي”، الحائز على حقوق ملكية فكرية نظير أساليبه التعليمية المبتكرة. هذا الكتاب أصبح مرجعًا مهمًا في تطوير مهارات المصممين الجدد وتجاوز تحديات الصناعة.
لكن إنجازات ليندا لا تقف عند حدود القاعات الدراسية. فقد تعاونت مع منظمات دولية مرموقة مثل الإغاثة الإسلامية ومنظمة REAL لتقديم ورش عمل للاجئين، تمكّنهم من اكتساب مهارات مهنية تمنحهم الاستقلال الاقتصادي وتعزز من فرصهم في الحياة.
تمتاز ليندا بقدرتها على الجمع بين الحرفة والتقنية، حيث تتقن استخدام أدوبي إليستريتور لتصميم الأنماط الرقمية، إلى جانب مهاراتها اليدوية الدقيقة في الحياكة والتفصيل. ولعلّ مرونتها واهتمامها بالتفاصيل هو ما جعلها تبرز في هذا المجال التنافسي، مع مهارات حل المشكلات والعمل تحت الضغط.
في عالمٍ سريع التغيّر، تُؤمن ليندا أن الإبداع الحقيقي ينبع من القدرة على التكيف وتطوير الذات. ولذلك، لا تكتفي بتدريب الآخرين بل تستمر في صقل مهاراتها ومواكبة أحدث الاتجاهات في صناعة الأزياء.
بين الخطوط والقصّات، بين الأقمشة والألوان، تواصل ليندا ضمرة غزل قصتها… قصة امرأة صنعت لنفسها ولمن حولها دربًا من الخيوط الذهبية نحو التميز والتمكين.