قال جورج الحيدري، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى إتش.إس.بي.سي، إن البنك يخطط لإضافة مزيد من الموظفين لعملياته في السعودية في الوقت الذي تشهد فيه المملكة واحدا من أكبر التحولات الاقتصادية على مستوى الدول.
وقال الحيدري في مقابلة، إن الفرص المتاحة للبنوك الاستثمارية زادت بفضل رؤية 2030، وهي برنامج الإصلاح الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد البلاد وإنهاء الاعتماد على صادرات النفط.
التحول الوطني
ولدى الرياض خطط طموحة للخصخصة تشمل جمع 100 مليار دولار عبر طرح عام أولي لحصة تصل إلى 5% من شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية في سوق الأسهم المحلية وفي واحدة أو أكثر من الأسواق الخارجية.
وعلاوة على ذلك تشير تقديرات إتش.إس.بي إلى أن فتح البورصة السعودية قد يجتذب ما يصل إلى 20 مليار دولار من رأس المال الأجنبي، بينما تشجع الرياض السكان المحليين على ادخار المزيد من الأموال.
وقال الحيدري “هذا التحول غير مسبوق على الأرجح في المنطقة وله سوابق تاريخية قليلة خارج المنطقة على هذا النطاق”.
وأشار إلى التحولات الاقتصادية للصين في العقود الأخيرة والتغيرات الكبيرة في بريطانيا في عهد رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر في الثمانينيات.
وأضاف “رؤية السعودية 2030 واحدة من هذه الخطط الضخمة للتحول”.
وتتنافس البنوك الاستثمارية الكبيرة بقوة لاقتناص الصفقات في السوق السعودية. وقالت مصادر لرويترز في يونيو/حزيران إن بنك سيتي غروب حصل على رخصة لمزاولة الأنشطة المصرفية الاستثمارية بالسعودية في أبريل/نيسان بينما قدم غولدمان ساكس طلبا للجهة المعنية بتنظيم أسواق المال للحصول على رخصة لتداول الأسهم. ويعتزم كريدي سويس التقدم بطلب للحصول على رخصة أنشطة مصرفية كاملة، كما يزيد جيه.بي. مورغان عدد المصرفيين.
وقال الحيدري إن إتش.إس.بي.سي، الذي يعمل لديه بالفعل أكثر من 12 ألف موظف في أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا يخطط للقيام بعملية توظيف ضخمة. لكن البنك المدرج في بورصة لندن سيعين بعض الموظفين الجدد وينقل البعض الآخر إلى السعودية. وتابع أن الإضافات الجديدة ستكون تدريجية، لكنه امتنع عن ذكر رقم محدد.
وإتش.إس.بي.سي هو أكبر بنك دولي في المنطقة، والمستشار الأول للاندماجات والاستحواذات وصفقات الدين في السعودية، وخامس أكبر بنك في أسواق رأس المال المساهم به منذ بداية العام بحسب أحدث بيانات لتومسون رويترز.
وفي أبريل/نيسان، كان البنك أحد المنسقين العالميين لصكوك سعودية مقومة بالدولار قيمتها 9 مليارات دولار، وهو أيضا واحد من ثلاثة بنوك تقدم المشورة لأرامكو بشأن ما قد تكون أكبر عملية بيع لأسهم على الإطلاق.
ومن بين الصفقات المهمة الأخرى تقديمه المشورة للبورصة السعودية بشأن طرحها العام المزمع لأسهم ولصندوق الاستثمارات العامة بخصوص شراء محتمل لحصة في أكوا باور التي تقوم بتطوير وتشغيل محطات الكهرباء والمياه.
وقال الحيدري إن البنك يتوقع أيضا توسيع نطاق أعماله نتيجة فتح سوق الأسهم السعودية أمام المستثمرين الأجانب، وهي خطوة ستخلق فرصا لأنشطته في مجال البحوث والمبيعات وتنفيذ الصفقات وخدمة العملاء وخدمات الحفظ الأمين.
وتم السماح للمؤسسات الأجنبية المؤهلة بأن تستثمر بشكل مباشر في الأسهم السعودية عام 2015، كما تم تيسير متطلبات التأهل في العام الماضي.
وتراجع هيئة السوق المالية أيضا قواعد لمساعدة السوق السعودية على الانضمام إلى مؤشرات الأسهم المجمعة العالمية وهو ما سيجلب المزيد من النقد الأجنبي.
مؤشر الأسواق الناشئة
وقال الحيدري “يظهر تقديرنا الاقتصادي أن انضمام السعودية لمؤشر إف.تي.إس.إي وكذلك مؤشر إم.إس.سي.آي للأسواق الناشئة قد يصل بحجم التدفقات الكلية إلى المملكة لما بين 15 مليارا و20 مليار دولار”.
وتتمثل إحدى الركائز الأساسية الأخرى لرؤية 2030 في تشجيع السعوديين على زيادة مدخراتهم من ستة بالمئة من إجمالي دخل الأسرة حاليا إلى عشرة بالمئة.
وقال الحيدري إن هذا الهدف خلق فرصا “رائعة” لعمليات البنك في السعودية التي تتضمن حصة 40% في بنك ساب و49% في إتش.إس.بي.سي العربية السعودية وهو وحدته الاستثمارية.
وأضاف “عندما يزيد معدل الادخار ينبغي أن تعطي الناس منتجات من خلال أسواق الأسهم أو منتجات إدارة أصول أو منتجات سندات أو صكوك”.
وسيعزز البنك وجوده في السعودية عن طريق اندماج بين بنك ساب والبنك الأول المحلي. وسيتمخض ذلك عن ثالث أكبر بنك في المملكة، ويقول محللون إن هذا قد يشمل أيضا استحواذ إتش.إس.بي.سي على الحصة البالغة 40% التي يمتلكها رويال بنك أوف سكوتلاند في البنك الأول.