في عالم يتسارع إيقاعه وتكثر تحدياته الصحية، تبرز أسماء شابة تؤمن أن العلم رسالة، وأن الصحة نمط حياة لا خيارًا مؤقتًا. من بين هذه الأسماء تلمع تالا عابدين، أخصائية التغذية العلاجية وخبيرة التثقيف الصحي، التي اختارت أن تجعل من دراستها وخبرتها جسرًا نحو حياة أكثر صحة للمجتمع.
تالا الحاصلة على بكالوريوس التغذية والحميات من الجامعة الأردنية، لم تكتفِ بالمعرفة النظرية، بل سعت منذ بداياتها إلى تطبيق علمها على أرض الواقع. فعملت في مراكز رياضية مثل Zerosize Gym حيث قدمت خططًا غذائية مخصصة، ونظّمت ورش عمل تثقيفية حول التغذية الرياضية وإدارة الوزن، مثبتة أن التغذية لا تنفصل عن اللياقة البدنية بل تكملها.
لم يتوقف شغفها عند حدود الأفراد الباحثين عن الرشاقة، بل اتسع ليشمل الأمهات والأطفال من خلال عملها مع عيادات الأطفال بالتعاون مع شركة نستله، حيث كانت تالا مُثقِفة صحية للأمهات، تقدم لهن استشارات غذائية مخصصة، وتساهم في تعزيز صحة الأم والطفل عبر برامج توعوية ومبادرات مجتمعية. هناك، أثبتت أن التغيير يبدأ من البيت، وأن الأم الواعية هي الأساس في بناء جيل أكثر صحة.
إلى جانب ذلك، حرصت تالا على تطوير خبراتها عبر العديد من الدورات والشهادات، بدءًا من التخطيط الغذائي والتغذية الرياضية، وصولًا إلى العلاج الغذائي ودورات الإسعافات الأولية. كما شاركت في مؤتمرات محلية ودولية، ما أكسبها رؤية أوسع حول أحدث ما توصل إليه العلم في مجال التغذية والسمنة.
تالا عابدين ليست مجرد أخصائية تغذية، بل صوت مؤمن بأن الغذاء هو الدواء الأول، وأن نشر الوعي الصحي مسؤولية ورسالة. ومن خلال مسيرتها الممتدة بين العيادات والمستشفيات والمراكز الرياضية، جسّدت نموذجًا للشابة الأردنية الطموحة التي تضع بصمتها الخاصة في مجال الصحة العامة.
ربما يختصر قولها: “التغذية ليست نظامًا مؤقتًا، بل أسلوب حياة” فلسفتها المهنية التي تسعى لنشرها أينما حلت، لتكون قدوة لجيل جديد من المختصين الذين يرون أن الصحة تبدأ من المعلومة الصحيحة، وتستمر بالإرادة.


