أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أن الإمارة ماضية في دعم وتطوير «الصناعة»، باعتبارها قطاعاً إنتاجياً حيوياً وحقيقياً، وقاعدة متينة للاقتصاد الوطني، وقاطرة للتنمية الشاملة والمستدامة في رأس الخيمة.
وشدد صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، خلال تدشينه، صباح أمس الأول، التوسعة الجديدة والتطوير في مصنع حافلات شركة «أشوك ليلاند»، في منطقة «الغيل الصناعية»، نحو 45 كيلومتراً جنوب مدينة رأس الخيمة، على قوة وصلابة الاقتصاد الإماراتي في مواجهة شتى الظروف والأزمات الاقتصادية وسواها في المنطقة والعالم، فيما برهن الاقتصاد الوطني على قدراته ومرونته في مختلف الظروف ووسط معطيات صعبة إقليمياً وعالمية، مشيراً إلى نجاح الإمارات في استقطاب الاستثمارات ورؤوس الأموال الأجنبية، واحتضان المشاريع الضخمة والنوعية ورجال الأعمال من مختلف بقاع العالم.
حضر فعاليات تدشين التوسع في إنتاج المنشآت الصناعية للشركة، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وجي بي هندوجا، وديراج جي، وحشد من المسؤولين ومديري الدوائر والمؤسسات الحكومية في رأس الخيمة، وبعض كبار الشخصيات من أسرة هندوجا، وكبار المسؤولين بشركة «أشوك ليلاند»، وعدد من رجال الأعمال والمهتمين، من بينهم فينوك كا داساري، العضو المنتدب بشركة «أشوك ليلاند».
ونوه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، في كلمة خاصة ألقاها خلال فعاليات تدشين التوسعة الجديدة ل«مصنع الحافلات والمركبات»، بالعلاقات التاريخية المتينة، التي تربط الإمارات والهند، وهو ما ينطبق على العلاقات الراهنة بين البلدين الصديقين، فيما يتمتعان بعلاقات اقتصادية خاصة، وسط تبادل تجاري واسع النطاق، واستثمارات مشتركة ضخمة، في ظل حرص قيادتي البلدين على تنمية العلاقات الوثيقة في مختلف القطاعات، وتوسيع التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة وتطوير العلاقات الاقتصادية إجمالاً.
ووضع صاحب السمو عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، خلال الفعاليات، التي أقيمت داخل مقر المصنع والشركة، حجر الأساس لمركز متخصص يعمل على زيادة الطاقة الإنتاجية وتقديم خدمات التصميم والتدريب لمنشأة «أشوك ليلاند للتصنيع» برأس الخيمة، الأمر، الذي اعتبرت الشركة أنه يعزز حضور والتزام العلامة التجارية لمجموعة «هندوجا» في الإمارات والمنطقة.
وأعلنت «أشوك ليلاند» ضخ استثمارات جديدة بقيمة 25 مليون دولار في منشأتها الصناعية برأس الخيمة، ما يعادل نحو 5 .91مليون درهم، لرفع الطاقة الإنتاجية لمصنعها في رأس الخيمة، الذي بدأ فعلياً، وإنشاء مركز ل«التصميم وخدمات التدريب» الجديد، لتلبية الاحتياجات المتزايدة في المنطقة لتلك النوعية من الخدمات والطواقم الفنية المتخصصة.
استثمارات وخطوط إنتاج جديدة
وقال فينوك كا داساري، العضو المنتدب ل«أشوك ليلاند» المحدودة: إن الشركة ستضخ استثمارات جديدة بقيمة 10 ملايين دولار في مصنع رأس الخيمة، لزيادة إنتاج النماذج الحالية، وإدخال نماذج جديدة في السوق الإقليمية، وتشمل النماذج الجديدة «الحافلات المتوسطة» و«الشاحنات».
وينتج مصنع رأس الخيمة حالياً 2500 حافلة سنوياً، بواقع 12 حافلة يومياً، وترفع الاستثمارات الجديدة الطاقة الإنتاجية إلى 6 آلاف حافلة سنوياً، ما يعادل 20 حافلة يومياً. ولا يزال مصنع رأس الخيمة، الذي افتتح في ديسمبر/كانون الأول 2010 من قبل صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، في نمو متواصل وتوسع مطرد.
وأشار فينوك كا داساري إلى الأهمية الخاصة، التي يكتسبها حضور صاحب السمو حاكم رأس الخيمة لفعاليات وضع حجر الأساس لتوسيع مرافق التصنيع في منشآت الشركة برأس الخيمة. مؤكداً أن المنشأة الصناعية للشركة في رأس الخيمة هي البؤرة والمنطلق الرئيسي حالياً لتصدير الحافلات، التي تنتجها، إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، لتلبية احتياجاتها من هذا النوع من المركبات ووسائل النقل الجماعي، منوهاً بخطط طموحة للشركة المصنعة ل«الحافلات» لتصدير منتجاتها من منشآتها في رأس الخيمة إلى قارة إفريقيا، فيما تعمل الشركة على مزيد من التوسع لمنشآتها الصناعية في رأس الخيمة.
وأوضح كا داساري أن «أشوك ليلاند» هي ثاني أكبر منتج للسيارات التجارية في الهند، ورابع أكبر مصنع للحافلات في العالم، ومصنع «أشوك ليلاند الإمارات» في رأس الخيمة هو مشروع مشترك بين أشوك ليلاند وهيئة رأس الخيمة للاستثمار، وهو مصنع الحافلات المحلي الوحيد في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي حتى الآن.
أضاف داساري: أن هذا «المحور» الرائد لصناعة السيارات في رأس الخيمة عزز الروابط الاقتصادية والتجارية الوثيقة بين الهند والإمارات، وساهم في استمرار النمو الاقتصادي لرأس الخيمة، مشيراً إلى توفير المنشأة الصناعية لفرص عمل إضافية، في ظل الزيادة في القدرة الإنتاجية، وبالتالي ارتفاع نسبة التعيين، ما يشمل فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
70 % حصة «العلامة التجارية
أضاف داساري: «سنتوسع في قطاع سوق السيارات في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي خلال العام الحالي 2016، لتعزيز حافظة منتجاتنا، في ظل سيطرتنا في قطاع الحافلات المدرسية في الإمارات، في ظل امتلاكنا لحصة في السوق تصل إلى ما يفوق 70%، بفضل تصميم حافلاتنا القوي، وتعزيز مستوى الأمان والسلامة».
«أشوك ليلاند»
تعتبر «أشوك ليلاند» واحدة من شركات التصنيع الأكثر تكاملاً، بلغت نسبة أرباح الشركة عام (2014-2015) 2.2 مليار دولار. ويقع مقر الشركة الرئيسي في شيناي بالهند. وتوجد «أشوك ليلاند» في أكثر من 50 بلداً حول العالم، ولديها 7 مصانع في الهند، ومصنع في رأس الخيمة، وآخر في ليدز بالمملكة المتحدة.
وتصل القدرة الإنتاجية للشركة إلى 15 ألف سيارة سنوياً. ول«أشوك ليلاند» شركات زميلة في المملكة المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، ومشروع مشترك في سريلانكا.
مجموعة «هندوجا»
تعتبر مجموعة «هندوجا» مجموعة استثمارية ومصرفية، مع محفظة عالمية متنوعة من المقتنيات، عبر خدمات التصنيع والقطاعات المصرفية. أسسها شري بي. دي. هندوجا عام 1914، لديها أنشطة في 3 مجالات أساسية، هي الخدمات المصرفية الاستثمارية، والتجارة الدولية، والاستثمارات العالمية.
وبحسب مسؤولي «هندوجا»، تدعم المجموعة الاستثمارية الأنشطة الخيرية والإنسانية في مختلف أنحاء العالم، عبر مؤسسة «هندوجا»، وهو ما تدرجه كجزء من استثماراتها العالمية، وتمتلك المجموعة شركات في سوق السيارات، تقنية المعلومات والإعلام والترفيه والاتصالات، الخدمات المصرفية والمالية، تطوير مشاريع البنية التحتية، الأعمال الزراعية والكيميائية، الطاقة، والعقارات والتجارة والرعاية الصحية.
رأس الخيمة مركز للتميز
أكد مسؤولو «أشوك ليلاند»، أن الشركة تسعى ليصبح مصنع رأس الخيمة مركزاً للتميز، وللتوسع في الخارج، وإنشاء مركز للتصميم وخدمات التدريب في مقر الشركة برأس الخيمة يشكل خطوة في هذا الاتجاه، وهو ما يعد جزءاً من مساعي الشركة لإضافة قيمة إلى قدرات التصنيع المحلية، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني.
وأنشأت «أشوك ليلاند» مركزاً للمبيعات في رأس الخيمة والإمارات المجاورة. وقال داساري: «نسعى لزيادة معدلات التوطين في منشآت الشركة قريباً، انسجاماً مع توجهات دولة الإمارات، وتفعيلاً لرؤيتها في هذا الجانب، ونعمل على ذلك بشكل وثيق بالتعاون والتنسيق مع هيئة رأس الخيمة للاستثمار، فيما نسعى لتعزيز سوق السيارات في رأس الخيمة، حيث سنفتتح مراكز بيع تجارية».