كشف تقرير أصدرته غرفة دبي أخيراً عن أن قطاع التغليف في الإمارات يعتبر من بين أسرع القطاعات نمواً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تقدر القيمة الإجمالية للقطاع في الدولة بحوالي 8.4 مليارات درهم (2.3 مليار دولار) في 2014 ويتوقع أن يحافظ على نموه الإيجابي على المدى المتوسط يدعمه في ذلك تنامي الاستهلاك المحلي وتنوع أسواق الصادرات.
وأوضحت غرفة دبي في تقريرها أن التنامي المطرد في طبقة المستهلكين، وارتفاع الدخل وتوسع المناطق الحضرية قد أدت إلى زيادة إنفاق المستهلك عالميا وخاصة في الأسواق الصاعدة. على مدى العقد المقبل، يتوقع أن تقارب قيمة سوق السلع الاستهلاكية المعلبة الضعف وأن تبلغ 14 تريليون دولار بحلول عام 2025 وذلك ارتفاعا من 8 تريليونات دولار في 2014.
على مدى السنوات العشرين الماضية، تركزت فرص النمو المحتملة لسوق السلع الاستهلاكية المعلبة في دول مجموعة (بريكس): البرازيل، روسيا، الهند والصين. في الأعوام الأخيرة، حولت الكثير من الشركات إنفاقها على التسويق والموارد الأخرى بعيدا عن دول (بريكس) والأسواق الناضجة مثل أوروبا والولايات المتحدة إلى أسواق صاعدة أسرع نموا مثل دول إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية من خارج مجموعة (بريكس).
سوف يؤدي توسع سوق السلع الاستهلاكية المعلبة في الأسواق الصاعدة إلى خلق فرص مربحة ضمن قطاع التغليف. ساهم النمو الاقتصادي النشط للإمارات وارتفاع دخل الفرد فيها إضافة إلى عوامل ديمغرافية إيجابية وتوسع أسواق صادراتها على مدى العشرين عاما الماضية، في دعم إنفاق المستهلك وتوسع سوق السلع الاستهلاكية المعلبة بالإضافة إلى الطلب على استهلاك مواد التغليف الوسيطة. تهدف هذه المقالة إلى إلقاء الضوء على الاتجاهات الرئيسية في سوق مواد تغليف السلع الاستهلاكية في الإمارات وتحديد الفرص المحتملة في هذه السوق.
محركات النمو
لفت تقرير غرفة دبي إلى أنه وفي عام 2014، احتلت الإمارات المرتبة الرابعة والعشرين عالميا من حيث نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي حيث بلغ 43,200 دولار ويتوقع أن يبلغ 45,340 دولاراً بحلول عام 2020. ويشير ذلك إلى أنه سوف يكون هناك مزيد من الإنفاق على الأغذية المصنعة والسلع الاستهلاكية المعمرة على المدى المتوسط الأمر الذي سوف يحفز مزيدا من النمو في صناعة مواد التغليف. على مدى العقود القليلة الماضية، أدت إعادة صادرات دبي من الأغذية والمشروبات المعلبة ومنتجات أخرى إلى إيران، إفريقيا وأسواق آسيوية أخرى إلى دعم آفاق النمو في قطاع التغليف في الإمارات وخاصة دبي.
ساهمت عدة عوامل في نمو صناعة مواد التغليف والتعليب بالإمارات. مع تنامي الدخل الذي يمكن إنفاقه وتطور أساليب الحياة وكثرة المشاغل، يبحث المستهلكون في الإمارات عن منتجات توفر لهم الراحة وسهولة الاستعمال.
ومع محدودية الزمن المتاح لتحضير وجبات متكاملة، يبحث المستهلكون عن حلول سريعة لتحضير طعامهم. وقد وفر ذلك لشركات التغليف الفرصة في طرح أنواع معلبات أصغر حجما لتلبية الطلب على وجبات للأفراد تكون سهلة الحفظ والحمل.
مع استعداد المستهلكين في الإمارات لدفع أسعار أعلى لأجل راحتهم، دفعت شركات التعليب بالمزيد من ابتكارات التغليف لتلبية العادات المختلفة للمستهلكين. تظهر ابتكارات التغليف في كافة مجالات القطاع ابتداء من منتجات رعاية الأطفال، وانتهاء بالأغذية المعلبة والمحفوظة وكذلك منتجات العناية بالمنزل.
أدت زيادة عدد المهنيين من ذوي الدخل المرتفع في الإمارات إلى تنامي الإنفاق على منتجات عالية الجودة وبالتالي تطور ابتكارات التغليف وارتفاع أسعار منتجاته. كما أدت زيادة المخاوف من ارتفاع معدلات السمنة والأمراض ذات الصلة بها إلى تنامي الطلب على الأغذية الصحية. ويتزايد اهتمام المستهلكين في الدولة بالمعلومات الصحية الملصقة على المنتجات الغذائية بالإضافة إلى البحث عن المنتجات ذات السعرات الحرارية المتدنية.
حجم الإنتاج
في عام 2014، سجلت سوق التغليف في الإمارات نموا بمعدل 6.8%، وفيما يتعلق بحجم الوحدات بلغ عددها حوالي 9.5 مليارات وحدة. ويتوقع أن تحقق سوق مواد التغليف في الدولة نموا سنويا تراكميا في حجم الوحدات قدره 6.5% على مدى فترة التوقعات، على أن تبلغ 12.9 مليار وحدة بحلول عام 2019. يوضح الشكل (1) النسب المئوية لتوزيع الطلب على مواد التغليف حسب القطاع خلال الفترة 2009 ــــ 2019.
اتجاهات
تستخدم قطاعات مختلفة مواد تغليف متعددة بدرجات متفاوتة. حسبما يوضح الشكل (2)، تشكل مواد التغليف من البلاستيك الصلب حوالي 32.6% من إجمالي سوق مواد التغليف في الدولة بإجمالي 3.1 مليارات وحدة ويتوقع أن تزداد حصتها من السوق إلى 34% بحلول عام 2019 وأن تستخدم حوالي 4.4 مليارات وحدة.
تستخدم مواد التغليف المصنعة من البلاستيك المقوى في تغليف المشروبات، الأغذية ومنتجات التجميل والعناية الشخصية حيث شكلت نسب 49%، 44% و6% على التوالي من إجمالي مواد التغليف في 2014.
ويتوقع أن تسجل مواد البلاستيك المقوى نموا تراكميا قدره 7.3% على مدى الفترة 2014 ــــ 2019. يدفع النمو داخل قطاعات الأغذية والمشروبات اتجاهات رفع أسعار المنتجات والتي تعبر عن نفسها من بين أشياء أخرى من خلال زيادة شعبية التغليف المرتفع السعر للحلويات والتي تستهدف بشكل رئيسي أصحاب الدخل المتوسط. على خلفية زيادة الرفاهية في الإمارات، يرغب المستهلكون في عكس صورة معينة عن أنفسهم عبر نوع والجودة المتصورة للمنتجات التي يشترونها.
بالإضافة إلى ذلك، يستخدم بعض المصنعون اتجاهات الاهتمام بالصحة واللياقة والاستهلاك اثناء التنقل وذلك من خلال صنع عبوات صغيرة للوجبات الخفيفة وعادة ما تستخدم حاويات بلاستيكية رقيقة من بين أنواع أخرى من مواد التغليف. ضمن قطاع التجميل والعناية الشخصية، يسجل التغليف باستخدام البلاستيك معدلات نمو عالية.
تنافسية عالية
تتمتع صناعة مواد التغليف في الإمارات بتنافسية عالية ونضج كبير بحسب غرفة دبي. ومع تزايد الوعي الصحي وأهمية الحفاظ على البيئة، فإن آفاق القطاع تبدو إيجابية. ويتوقع أن يؤدي طرح مزيد من المنتجات المتنوعة إلى السوق إلى منح شركات تصنيع مواد التغليف فرصا جيدة لطرح مواد تعبئة وتغليف مبتكرة وبأسعار مرتفعة.
ارتفاع ثقة المستهلكين وإنفاقهم من عوامل الدعم الإضافية
أكد تقرير غرفة دبي بأنه على مدى العقود القليلة الماضية، حافظت الإمارات على استقرار ومرونة اقتصادية ساعدتها في المحافظة على ثقة المستهلك وبالتالي تحقيق نمو نشط في الاستهلاك الخاص. وسوف يدعم تزايد عدد المهنيين أصحاب الدخل المرتفع في الدولة واستضافة معرض اكسبو 2020 في دبي، تحقيق نمو قوي في الاستهلاك الخاص على المدى المتوسط مما ينعكس إيجاباً على صناعة التعئبة والتغليف لمختلف المنتجات.
وفقاً لتقرير غرفة دبي، احتلت مواد التغليف المرنة المرتبة الثانية من حيث الاستخدام حيث شكلت حوالي 31.4% من إجمالي حجم السوق في 2014. وقد سادت هذه المجموعة منذ عام 2013 النمو في أكياس التعبئة المكونة من ثلاثة قوائم وخاصة المصنعة من الألمنيوم أو البلاستيك والتي تستخدم في تغليف أطعمة الكلاب والقطط. إجمالا، يشكل التغليف المرن المستخدم في تعبئة أطعمة الكلاب والقطط حوالي 0.5% من إجمالي استهلاك السوق، ومع ذلك سجل نموا بنسبة 13.7% في 2014 ويتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي التراكمي خلال الفترة 2014 ــــ 2019 حوالي 13.7%.
تستهلك غالبية مواد التغليف المرن في قطاع الأغذية وذلك بحصة قدرها 69% من إجمالي الوحدات التي يستهلكها القطاع. وتستهلك صناعة التبغ حصة قدرها 29% من سوق مواد التغليف المرن، و6% في قطاع المشروبات. ويتوقع أن يهيمن قطاع الأغذية على مواد التغليف المرن بحصة تبلغ 74% من السوق في 2019 وذلك بمعدل نمو سنوي تراكمي قدره 7%.
تأتي الحاويات المصنعة من الورق في المرتبة الثالثة بحصة 14% من سوق مواد التغليف في الإمارات، ويتوقع أن تسجل معدل نمو سنوي تراكمي قدره 5% خلال فترة التوقعات 2014 ـــ 2019.
ويعتبر الورق المقوى القابل للطي مهيمنا على هذه المجموعة. وعلى الرغم من أن قطاع الأغذية يهيمن على مواد التعبئة والتغليف المصنعة من الورق، إلا أن الاتجاه الرئيسي يتمثل في النمو السريع للورق المقوى القابل للطي ضمن فئة منتجات التجميل والعناية الشخصية ويحفزه بشكل رئيسي اتجاه أسعار هذه المنتجات نحو الارتفاع وزيادة الدخل الذي يمكن إنفاقه لدى المستهلكين الذين أصبحوا أكثر اهتماما بشكلهم الخارجي.