مجلة مال واعمال

8 قصص نجاح بطلها الإصرار

-

29

سمعنا جميعنا قصص نجاح عن أشخاص تركوا المقاعد الدراسية الأولى أو الجامعية، ليؤسّسوا شركاتهم الناشئة، أو من خاضوا ظروفاً معيشية قاسية، كالنوم على أريكة عند احد الاصدقاء، أو تناول الحساء يومياً، وجبةً أساسيةً، لعدم وجود المال. لكن بعض المبادرين، أقدموا على أكثر من ذلك، بغية تحقيق أحلامهم ونقل شركاتهم الى آفاق عالمية. سنعرض لكم في هذا التقرير، بعض تجارب من حققوا نجاحات مبهرة في تأسيس شركاتهم، من “AirBnB” الى “PayPal” وسواها.

  1. “آير بي أن بي” جمعت تمويلها عبر بيع رقائق الذرة الخاصة بها:  إن موقع “AirBnB” الذي يتيح للناس، في العالم أجمع، تأجير غرفهم ومنازلهم وفللهم، لسياح ومسافرين، بات يقدر اليوم بـ1،3 مليار دولار. لكن قبل أن يبلغ هذه المرحلة من الازدهار والتوسّع، توجب عليه ايجاد التمويل المطلوب لمرحلة الانطلاق. ففي البداية، لم يكن إيجاد المستثمرين أمراً سهلاً، لهذا السبب عمل المؤسسون على بيع رقائق الذرة الموضّبة في علب من الكرتون، تحمل صور بعض السياسيين، منهم أوباما، ومدوّناً عليها عبارة “نسخة محدودة”. تمكنوا بهذه الطريقة من بيع 800 علبة خلال شهرين، كل واحدة منها بـ 40 دولاراً، فجمعوا أكثر من ثلاثين ألف دولار.
  2. مؤسّس “ريديت” (Reddit) فتح آلافاً من الحسابات الوهمية. إن هذا الموقع الذي يعرف بـ”الصفحةالرئيسية للانترنت” يرتكز على ما ينشره الاعضاء من روابط. في عام 2013، كان لديه 731 مليون زائر. إنما في مرحلة الانطلاق، أي في 2005، كان لديه عدد قليل جداً من الزوار، الى درجة ان المؤسسين المشاركين، اضطروا إلى فتح حسابات وهمية، ونشروا روابط على الموقع، ووضعوا لأنفسهم اجابات، بهدف الايحاء ان للموقع زواراً حقيقيين. أكثر من ذلك، بما أن المؤسّسين فتحوا آلاف الحسابات الوهمية، كان بإمكانهم التحكم بكل ما ينشر على الموقع، وإضفاء الاجواء التي يريدونها. هذه السياسة التي ارتكزت على زوار وهميين، نجحت في نهاية المطاف؛ إذ إن قاعدة الزوار الحقيقيين اتسعت الى درجة أنه صار بإمكانهم التخلي تدريجياً عن الزوار الوهميين.
  3. مؤسس “واربي باركر” (Warby Parker) ابتاع حافلة مدرسية صفراء وقديمة، وجاب كل انحاء الولايات المتحدة. تتخصّص علامة “واربي باركر” ببيع النظارات التي تحمل علامات مصممين، بأسعار أرخص. وقد راودت الفكرة أحد مؤسسي هذه الشركة، ويدعى دايف غيلبوا، عندما أضاع نظارته التي يبلغ ثمنها 700 دولار، ولم يكن بإمكانه أن يشتري بدلاً منها.

بهدف استقطاب اهتمام الوسائل الاعلامية في مرحلة الانطلاق، عمل الفريق المؤسس على ابتياع حافلة مدرسية صفراء وقديمة. ثم حوّلها إلى متجر متنقل، لكي يطوفوابها كل انحاء الولايات المتحدة ويبيعوا النظارات. وأطلقوا على هذا المتجر المتنقل اسم “The Warby Parker Class Trip” أي “رحلة واربي باركر الفاخرة”. إن هذه الحيلة الذكية لم تأت مصادفة، إذ إن المؤسسين أدركوا جيداً أن سرّ نجاحهم يكمن في الدعاية التي تنتقل عبر أفواه الزبائن. وهذا ما حصل فعلاً، إذ منذ عام 2010، تمكنوا من بيع مليون نظارة.

  1. مؤسس “باي بال” (Pay Pal) وزّع الاموال مجاناً على المشتركين. إن خدمة “باي بال” المتخصة بالدفع الالكتروني الآمن في العالم، تقوم حالياً بعمليات تقدر بـ315،3 مليون دولار في اليوم الواحد. إنما في مرحلة الانطلاق، اضطر المؤسسون إلى دفع 10 دولارات لكل مستخدم جديد، لتشجيعه على الانضمام الى الخدمة المذكورة. كما عرضوا مزيداً من الاموال لمن يدعون أصدقاؤهم للانضمام الى “مجتمع باي بال”. في البداية، تكبّد الفريق المؤسس خسائر فادحة، ليتمكن من جذب المستخدمين، لكن الموازين تبدّلت، حين تمكنوا من جمع اول مليون مستخدم خلال عام واحد.
  2. مؤسسة “ذا ميوز” (The Muse) منعت من استخدام “Gmail” بسبب ازعاجها المستخدمين المحتملين، عبر ارسال كميات هائلة من الرسائل الالكترونية. “ذا ميوز”، الموقع المتخصص بإسداء النصح في مجال التوظيف وعرض فرص وظيفية، باتت تستعين به اليوم شركات كبرى منها “فيس بوك”، و”ماكينزياندكو”. في البداية، حين لم يسمع بـ”ذا ميوز”، أدركت المؤسسة كاثرين مينشوو، ان الدعاية عبر الفم ستكون حاسمة، وهي تقرّ اليوم، انه في مرحلة الانطلاق “لم يكن لديّ أي فلس لأنفقه على الاعلانات، لذلك قررت ان ارسل رسائل الكترونية أطلب فيها من المتلقين نشر المعلومات التي أرسلتها اليهم، لتأسيس شبكة من المستخدمين”. استخدمت “جي مايل” (Gmail) لنشر الخبر، بعدما حضرت لائحة بكل العناوين البريدية، الى درجة اضطر ” Gmail” لاغلاق حسابها، بسبب ازعاجها مستخدميه.

لم تكن حادثة الاختراق هي الاولى التي تقوم بها. وكانت مخيلة هذه الشابة واسعة، إذ بهدف ابقاء “ذا ميوز” واقفاً على قدميه مالياً، أعدّت حفلة لإطلاقه، ودعت اليها 150 شخصاً، على أن يدفع كل منهم10 دولارات. كما دفعت راتب موظف واحد كان يعمل لديها، من حسابها المصرفي الخاص.

  1. مؤسس “بنترست” (Pinterest) كتب شخصيا رسائل الكترونية لآلاف المستخدمين.

باتت تتمتع شبكة “بنترست” اليوم، بأكثر من 70 مليون مستخدم في العالم. في البداية، كان “مجتمع” بنترست صغيراً جداً، الى درجة ان المؤسس بن سيلبرمن، كان يكتب شخصياً لأول 7000 شخص انضموا الى الشبكة، ليسألهم عن آرائهم فيها. اما اليوم فيعترف سيلبرمن، بأن سرّ نجاح هذا الموقع، يعود الى المستخدمين الذين أنصت الى حاجاتهم وانتقاداتهم، وحاول ان يستجيب اليها.

  1. مؤسس “سيلز فورس” (Salesforce) ذهب الى ابعد حدود في حيله التسويقية، حتى باتت شركته اليوم مصنّفة من جانب “فوربز”، “أكثر شركة ابتكارية في الولايات المتحدة”. رغم ان الشركة ترتكز على استراتيجية اعمال واضحة، يتحلى الرجل المؤسس بقيم ابتكار عالية.

يُعرف مارك بينيوف بتقنياته التسويقية المجنونة. فقد وظّف محتجين وهميين، لعرقلة مؤتمر أكبر شركة منافسة له، وحجز كل سيارات الاجرة في ذلك الحدث، ليرسلوا اعلانات عن منتجه الخاص. وفي حادثة أخرى، ألغى خطابه الذي كان من المفترض ان يلقيه في احد المؤتمرات، ليطل في المقابل في مطعم قريب، ألقى منه الخطاب، في ظل استقطاب اعداد كبيرة من الناس.

أكثر من ذلك، نظم حفلات صاخبة، دعا اليها اكثر من تسعين الف شخص، من بينهم موسيقيون، مثل “ميتاليكا” و”إم سي هامر” و”ريد هوت تشيلي بيبر”، ورواد في مجال الاعمال، منهم ريتشارد برانسون وطوني روبنز.

  1.  طلبت مديرة التسويق لدى “واتسي”، من حارس أحد النوادي الليلية، ان يسأل كل الزوار التصويت لهذه المؤسسة غير الربحية، المشاركة في إحدى المسابقات. تشكل “واتسي” منصة عالمية تعمل على توفير الرعاية الطبية لمرضى عاجزين عن دفع تكاليف الاستشفاء. وقد تمكنت من جمع 3 ملايين دولار لمصلحة مرضى في 20 دولة، بعد عام ونصف العام فقط من انطلاقها.

لم يكن جمع كل هذه المبالغ امراً سهلاً في مستهل الطريق. بداية، كانت “واتسي” تتطلع الى نيل 10 آلاف دولار، وهي الجائزة التي قدمتها آنذاك صحيفة “هافينغتن بوست”، ضمن مسابقة ترمي الى تشجيع روح المبادرة لمصلحة المجتمع، وكان عنوانها “IgniteGood Impact Challenge”. كان فريق العمل لدى “واتسي” مؤلفاً من متطوعين يعملون بنصف دوام، لأكثر من عام، وكانوا قد بلغوا مرحلة يستحيل الاستمرار من دون الحصول على التمويل اللازم. تقرّ مديرة التسويق غرايس غاري: “كنا محبطين. نريد الحصول على التمويل، لنتمكن من الارتقاء في العمل وتوفير الرعاية الصحية لمزيد من الناس”. خلال الساعة الاخيرة من المسابقة، كانت نسبة التصويت متقاربة جداً بين واتسي ومنافسها. تقول غاري: “كنت سأصاب بنوبة قلبية لمجرد رؤية الجائزة تذهب الى منافسنا، فيما نقف نحن عاجزين عن القيام بأي شيء. كنت حينها في احد النوادي الليلة برفقة اصدقاء. بدأت أطلب من الجميع في المكان ان يلتقطوا هواتفهم ويصوّتوا لـواتسي، بمن فيهم حارس النادي”. لكن اندفاع هذه الشابة لم يتوقف هنا، إذ طلبت من الحارس ان يسأل كل شخص يدخل الى النادي ان يشارك في التصويت. وهكذا تمكنوا من الفوز بالمسابقة بفارق ضئيل جداً.