مجلة مال واعمال

60 % بنية تحتية ذكية لطرق دبي في عامين.. وزيادة مقاعد التاكسي الجوي لـ 6 ركاب

-

ximage.jpg.pagespeed.ic.d6zU8LBubx

تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، افتتح سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران، الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، أعمال مؤتمر ومعرض الاتحاد الدولي للطرق الأول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحت شعار (حلول لانسيابية الطرق للقرن 21)، وذلك في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة 200 متحدث خلال 50 جلسة، فيما يشارك في المعرض الذي يقام على مساحة 3 آلاف متر مربع، أكثر من 70 عارضاً.

حضر حفل افتتاح المؤتمر الذي تستضيفه هيئة الطرق والمواصلات في دبي، معالي الدكتور عبد الله بن محمد بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية، وعبد الله المقبل رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للطرق، ومطر الطاير، المدير العام، رئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وعدد من مديري الهيئات والدوائر الحكومية وممثلي حكومات دول المنطقة.

وكشف مطر الطاير أن الهيئة تدرس زيادة عدد الركاب في التاكسي الجوي من راكبين إلى 4 أو 6 ركاب، إلى جانب تطوير البنية التحتية الذكية لشبكة الطرق، بحيث تغطي 60 % من الطرق الرئيسة في دبي خلال عامي 2018 و2019، لافتاً إلى عدد ركاب المواصلات العامة بلغ 1.3 مليون راكب يومياً، وأن رحلات مترو دبي تشكل 9 % من إجمالي رحلات المواصلات العامة حالياً، ونتطلع إلى زيادة هذه النسبة إلى 12.2 % في 2030.

نقلة نوعية

وقال مطر الطاير إن استراتيجية حكومة دبي، أولت الاستثمار المستمر في تطوير البنية التحتية للطرق والنقل أهمية قصوى، حيث ضخت الحكومة مليارات الدراهم لتطوير هذا القطاع، وساهم هذا التوجه في تحقيق نقلة نوعية، منها الحصول على المركز الأول عالمياً في جودة الطرق لأربع سنوات متتالية، طبقاً لتقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

كما ساهمت في توفير حوالي 34 مليار دولار في قيمة الوقت والوقود المهدرين، بسبب الازدحامات المرورية، بين عام 2006 و2016، فيما بلغ إجمالي الإنفاق على مشاريع الهيئة، خلال الفترة نفسها، حوالي 20 مليار دولار، كما ساهمت هذه الخطوة في زيادة نسبة رحلات النقل الجماعي من 6 % عام 2006، إلى 16 % عام 2016، وانخفاض معدل وفيات حوادث الطرق من قرابة 22 حالة وفاة لكل 100 ألف من السكان عام 2006، إلى 3.5 حالات وفاة لكل 100 ألف من السكان عام 2016.

جاء ذلك في الكلمة الرئيسة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ومعرض الاتحاد الدولي للطرق الأول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعنوان: (بنية تحتية ذكية لمستقبل التنقل في دبي).

النمو السكاني

وأكد الطاير أن البنية التحتية التقليدية في مختلف دول العالم، لن تكون قادرة على مواكبة متطلبات النمو الحضري والسكاني المتوقع مستقبلاً، حيث يتوقع أن يصل سكان المدن إلى أكثر من 5 مليارات نسمة، بما يمثل 60 % من سكان العالم بحلول عام 2030، على الرغم من أن المدن تمثل أقل من 5 % من مساحة اليابسة على الكرة الأرضية، كما يُتوقع أن يزيد عدد المركبات بنسبة 60 % خلال السنوات العشر القادمة، ليصل إلى قرابة ملياري مركبة، مشيراً إلى أن استيعاب المدن للأعداد الإضافية من السكان والمركبات، يتطلب تطوير ورفع كفاءة وفعالية البنية التحتية والخدمات التي تقدمها المدن، والتحول إلى المدن الذكية والمُبتَكِرة والمستدامة.

المدينة الذكية

وأضاف الطاير: تعد هيئة الطرق والمواصلات، شريكاً رئيساً في تنفيذ مبادرة المدينة الذكية، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قبل أربعة أعوام، لتحويل دبي إلى المدينة الأذكى والأسعد عالمياً، حيث تقود الهيئة محور التنقل الذكي، وتسهم في محاور أخرى، تشمل الاقتصاد الذكي، والحياة الذكية، والحكومة الذكية.

وتطرق الطاير لتحديات تطوير البنية التحتية الذكية في دبي، التي تتلخص في النمو السريع في عدد السكان الذي يصل لـ 7 % سنوياً، وكذلك التطور العمراني السريع، والظروف المناخية القاسية، وتعدد الجنسيات والثقافات، إضافة إلى التحديات العالمية المتعلقة بالتشريعات والقوانين، والخصوصية والأمن والسلامة، ودرجة نضج واعتمادية الأنظمة التقنية الحديثة.

وتابع: للتغلب على التحديات، طورت الهيئة تصوراً واضحاً للمتطلبات الحالية والمستقبلية للبنية التحتية الذكية للطرق والمواصلات، وتتضمن خريطة الطريق، التي وضعتها الهيئة للمدينة الذكية 62 مشروعاً ومبادرة، في مجالات البنية التحتية الذكية، والمواصلات المستدامة، والمركبات الذكية، والتحول الرقمي، وقد تم إنجاز 64 % من هذه المشاريع والمبادرات.

التنقل ذاتي القيادة

وتناول الطاير في كلمته، جهود الهيئة في تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتحويل 25 % من إجمالي الرحلات في دبي، إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030، وقال: تم إطلاق استراتيجية هيئة الطرق والمواصلات للتنقل ذاتي القيادة، وتختلف هذه الاستراتيجية عن الاستراتيجيات الأخرى، في أن الحكومة في دبي، هي التي تقود عملية التحول نحو التنقل ذاتي القيادة، في حين أن الشركات الخاصة، هي التي تقود هذا التحول في العديد من المدن الأخرى.

وأضاف: كما تتضمن استراتيجية دبي، جميع وسائل النقل الجماعي، من قطارات وحافلات ووسائل نقل بحري ومركبات أجرة، إضافة إلى المركبات الخاصة، بينما تركز كثير من المدن على عدد محدود من الوسائل.

مشيراً إلى أن الهيئة نفذت حزمة من المشاريع الداعمة لمبادرة التنقل ذاتي القيادة، ومنها مترو دبي، وبطاقة ذكية، وهيكل تعرفة موحد لبطاقة (نول) لكل وسائل النقل الجماعي، وتوفير محطات نقل جماعي متعددة الوسائل، وتوفير خدمات مركبات الأجرة ومركبات التأجير الذكية، ومواقف للدارجات الهوائية، عند محطات المترو، وكذلك تطوير مشاريع تهدف إلى تشجيع استخدام النقل الجماعي، مثل مشروع واحة الاتحاد.

الطرق الذكية

وقال الطاير: تعمل الهيئة حالياً على تنفيذ مجموعة من البرامج والمشاريع والمبادرات الرئيسة، لتعزيز البنية التحتية والخدمات الذكية للطرق والنقل، وتشمل تطوير البنية التحتية الذكية لشبكة الطرق، بحيث تغطي 60 % من الطرق الرئيسة في إمارة دبي خلال عامي 2018 و2019، وإنشاء مركز تحكم مروري جديد، يستخدم أحدث تقنيات إدارة الشبكة المبنية على البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، ومبادرة الطباعة ثلاثية الأبعاد، لإنتاج قطع غيار المترو، ومظلات الحافلات، وتصنيع جسور المشاة.

دبي نموذجاً

وأِشاد أنطوني فوكس وزير النقل السابق في الولايات المتحدة الأميركية، خلال كلمته، بتطور البنية التحتية لشبكة الطرق في دولة الإمارات، التي تعد نموذجاً يحتذى به من حيث الجودة وحلول الربط المتكاملة لمختلف المناطق، سواء عبر الطرق السريعة أو الطرق الداخلية، إضافة إلى تبنى الابتكار والحلول الذكية في تسهيل عملية تنقل السكان، مؤكداً أن دبي مؤهلة للتنافسية العالمية في مجال الطرق والنقل، وذلك بفضل تبنّي التحول نحو المدينة الأذكى عالمياً.

وقال فوكس: «تواجه حركة تنقل السكان في القرن الـ 21 خمسة تحديات، هي التنقل الشخصي للسكان، وحركة نقل البضائع بين المدن، والتغيير المناخي وتأثيره في البنية التحتية، واستخدامات التكنولوجيا وتأثيراتها الإيجابية والسلبية، والحوكمة في اعتماد وضع حلول للازدحام، مشيراً إلى أن دولة الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص، بدأت في التغلب على بعض هذه التحديات، من خلال استراتيجية واضحة وطموحات كبيرة».

تكريم

وكرّم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، يرافقه عبد الله المقبل، المؤسسات والشركات الراعية للمؤتمر، كما كرّم أنطوني فوكس وزير النقل السابق في الولايات المتحدة الأميركية، المتحدث الرئيس في المؤتمر.وعقب التكريم، قام سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي يضم 70 شركة عارضة من 50 دولة، تقدم فيه أحدث ما توصلت له التكنولوجيا في مجال تصميم وتشغيل شبكات الطرق، وأحدث الابتكارات في هندسة النقل والمدن الذكية والمركبات ذاتية القيادة.