يظن البعض أن التسمم الغذائي لا يأتي إلا من تناول الشاورما الفاسدة بسبب طول التخزين، أو من المأكولات البحرية المشكوك بمصدرها.
لكن الواقع أن أخطار التسمم الغذائي قد تلاحقك حتى إن التزمت بما يبدو ظاهرياً بأنه أغذية “صحية”، مثل السلطة والبقول النيئة والعصير الطازج، حسبما يقوله الخبير الغذائي بيل مارلر لصحيفة Metro البريطانية.
مارلر – محامٍ تخصص في كشف حالات التسمم الغذائي وتعقبها والتحقيق من أسباب حصولها -، سبق أن قاضى عدة شركات غذائية لصالح موكليه ممن تعرضوا لحالات تسمم ناجمة عن تناول أطعمة أنتجتها تلك الشركات، وانتزع لصالح موكليه مبالغ وصلت 600 مليون دولار تعويضاً عن الأمراض والأضرار الصحية التي لحقت بهم.
فيما يلي أكثر 6 أطعمة يتحاشاها مارلر ويرفض تناولها، وردت في مقال كتبه ونشره في مجلة Food Poisoning Journal بتاريخ 23 يناير/كانون الثاني 2016، وشملت القائمة الخضار مسبقة الغسل والبقول والعصائر “الطازجة”:
1- السلطة المسبق غسلها
قد تبدو هذه السلطة المباعة في السوبرمركت والهايبرماركت أنظف بكثير من الخضراوات “المتسخة”، لكن كلما خضع الغذاء لعمليات تحضير، كلما زاد عدد الأيدي التي تمسه، ما يؤدي إلى التسمم الغذائي.
يقول مارلر، “أتجنب هذا النوع من السلطة مهما كلفني الأمر. لقد تعودنا على سهولة ويسر الأطعمة المعدة والمنتجة بكميات ضخمة من أجل الاستهلاك الجماعي على نطاق واسع، مثل السلطة المغسولة والمقطعة المعبأة في أكياس أو في علب. جميل أن يكون الطعام معداً وجاهزاً وعملياً، لكن ذلك لا قيمة له أمام المخاطرة بالصحة”.
2- العصائر “الطازجة”
ترى ملصقات تغريك بأن المحتوى “صحي” وعضوي خالٍ من الإضافات، لكن إحدى أوائل الحالات التي تولى مارلر الدفاع عنها كانت حالة تسمم ببكتيريا إي كولاي ناجمة عن تناول عصير تفاح غير مبستر.
يقول مارلر إن هذه العصائر مضرةٌ في كل الأحوال لأنها إن بقيت “طازجة” من دون بسترة تلوثت بالبكتيريا، وإن خضعت للبسترة (قتل البكتيريا بالغليان) ذهبت الحرارة بالفوائد والفيتامينات، لذا فالأجدر تفادي هذه العصائر المحضرة في السوق.
3- البقول النيئة
في أميركا وجدت علاقة مباشرة بين تناول هذه البقول النيئة أو خفيفة الطبخ وبين أكثر من 30 حادثة تسمم غذائي بكتيري على مر الـ 20 عاماً الماضية.
يقول مارلر، “إن عدد حالات التسمم بمستنبتات البقول وخطورتها لا يستهان به أبداً ولا يمكن تجاهله. إنها منتجات لا أتناولها بأي شكل من الأشكال”.
4- لحم البرغر شبه النيء
عندما تطلب شطيرة برغر فاطلب أن يكون اللحم ناضجاً جيد الاستواء حسب ما يوصي به مارلر.
“هناك سبب يجعل المنتجات المفرومة والمطحونة أكثر إشكالية وبحاجة إلى مزيد من الطهو والإنضاج التام، ألا وهو أن أي بكتيريا على سطح اللحم قد تطحن وتفرم داخله، فإن لم تطبخ وتنضج هذه اللحوم بشكل كامل تحت درجة حرارة 70 مئوية على الأقل فقد تتسبب بالتسمم الغذائي ببكتيريا إي كولاي والسالمونيلا وغيرها من الأمراض البكتيرية”، يقول مارلر.
5- البيض النيء أو غير الناضج تماماً
يرى مارلر أنه بالرغم من أن خطورة تلوث البيض بالسالمونيللا في أميركا هذه الأيام أقل بكثير من سابق عهدها قبل 20 عاماً، إلا أنه لا يتنازل عن تناول البيض مطهواً بشكل كامل جيد الإنضاج.
6- المحار
في الأعوام القليلة الماضية زادت مخاطر تناول المحار أكثر من ذي قبل، ويعتقد مارلر أن السبب في ذلك مرده ارتفاع درجة حرارة المياه في البحار والمحيطات.
يقول، “المحار يشبه المصفاة في نمط تغذيته وطعامه، فهو يلتقط كل ما هو عالق في الماء، فإن كان في المياه بكتيريا فستدخل حتماً إلى جهازها الداخلي، وإن تناولتها فقد تقع في ورطة. لقد رأيت وشاهدت حالات من هذه على مدار السنوات الـ 5 الأخيرة أكثر مما شاهدته في الـ 20 سنة الماضية، والأمر ببساطة لا يستحق المخاطرة والتضحية بصحتك”.