بلغت نسبة التزام المؤسسات الغذائية المستهدفة في دبي خلال العام الأول لمبادرة «تفتيش السعادة» ما يقارب 50%، من أصل 900 مؤسسة ضعيفة المستوى وكانت بحاجة لرفع مستواها الصحي، وتثقيف العاملين فيها على الشروط الصحية المتبعة لدى إدارة سلامة الأغذية في بلدية دبي.
وأكد سلطان الطاهر رئيس قسم التفتيش الغذائي بإدارة سلامة الغذاء في بلدية دبي أنه وفي إطار سعادة مجتمع الإمارة، أطلق القسم العام الماضي مبادرة إبداعية ومبتكرة وهي (مبادرة تفتيش السعادة) لتحقيق سعادة ورفاهية المجتمع بمختلف فئاته من مقيمين وزوار، وسعت المبادرة لتحقيق العديد من الأهداف، والتي تضمن تحقيق السعادة وفقاً لتوجهات الإمارة التي تسعى دوماً للتميز واحتلال المراكز المتقدمة في مسيرة التطور والتميز وإسعاد المجتمع في مختلف المجالات.
حلول مبتكرة
وقال: «دبي مدينة نابضة بالحياة وتعتبر واحة الغذاء للسائحين والمقيمين، وتجذب أكثر من 15 مليون زائر سنوياً، وهذا العدد سيزداد تصاعدياً، خصوصا أننا على وشك استضافة الحدث الأكبر معرض إكسبو 2020، كما تمثل الإمارة أيضاً محوراً رئيسياً لتجارة المواد الغذائية على مستوى المنطقة وإقليم الشرق الأوسط، وتتعامل مع أكثر من 90% من حركة التجارة في البلاد، ويتواجد بها 17 ألف مؤسسة غذائية تعمل في مجال تحضير، وتصنيع، وخدمة الطعام، وتجارة المواد الغذائية، وهذا العدد في زيادة تصاعدية بنسبة 7% سنوياً، عوضاً عن أن المطاعم في الإمارة تقدم مختلف الوجبات الغذائية خاصة مع التنوع السكاني فيها، ويعمل في الأغذية فيها أكثر من 160 جنسية حول العالم يمثلون ثقافات وعادات وأنواعاً غذائية مختلفة».
وذكر أن أجندة السعادة التي تتبناها الحكومة تتطلب من الهيئات الحكومية إيجاد برامج مبتكرة لتعزيز الامتثال بتطبيق هذه البرامج دون الحاجة للعقوبات بالضرورة، ويتحقق هذا الأمر من خلال دعم وتوجيه أفضل للمؤسسات الغذائية، دون تعريضهم للمخالفات والعقوبات، بل إعطائهم الفرص ليكون ذلك دافعاً لهم لتقديم المزيد من الجهد لتحسين أوضاعهم.
وأشار إلى أن الإمارة تعتمد على سلسلة الإمدادات الغذائية العالمية لمعظم مصادر الغذاء، ويتم إعداد وتحضير وتصنيع هذه الأغذية في مرافق ومنشآت كبيرة، إذ يوجد عدد كبير جداً من المقيمين في الإمارة الذين عادة ما يتناولون وجباتهم بعيداً عن مناطق سكنهم في أغلب الأحيان، بالإضافة إلى السائحين والزوار بأعداد كبيرة تسعى المطاعم إلى تلبية حاجاتهم المتنوعة من الوجبات الغذائية، حيث يعتبر هذا أمراً معقداً إلى حد ما لإنتاج هذا الكم الهائل من الوجبات بالتوازي مع الحفاظ على سلامة الغذاء، مبيّناً أن العاملين في هذه المؤسسات الغذائية أحياناً ما يكونون غير مؤهلين ومدربين بالقدر الكافي، ذلك لأنه يتم جلبهم أحياناً من دول ليست لديها أنظمة سلامة أغذية جيدة.
التوجيه والتثقيف
وأضاف: «معظم مالكي ومديري المؤسسات الغذائية لديهم الرغبة الملحة لرفع مستوى سلامة الأغذية ومستوى العاملين في مؤسساتهم، لكنهم لا يعرفون ما الذي ينبغي عمله، حيث يصعب عليهم الحصول على التدريب الكافي والذي غالباً ما يكون السبب في ضعف تنفيذ وتطبيق برامج سلامة الأغذية، لذا الهدف الرئيس لهذه المبادرة يتمحور حول رفع المستويين الصحي والفني للمؤسسات ذات المستوى المتدني جداً من خلال دعمها فنياً، ومساعدتهم لحل كل المخالفات المتراكمة، وضمان استمرارية تطور المستويين الصحي والفني فيها من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية لسلامة الأغذية والإشراف المستمر عليهم».
وبيّن الطاهر: «تستهدف المبادرة المؤسسات الغذائية التي تواجه صعوبات في الالتزام بقوانين وتشريعات السلامة الغذائية والاشتراطات والمتطلبات الخاصة بسلامة الأغذية الصادرة من إدارة سلامة الغذاء في البلدية، على الرغم من خضوعها لزيارات التفتيش الروتينية ومختلف الزيارات الأخرى، إلا أنها لم تتطور منذ وقت طويل، فأتت المبادرة لعلاج وإزالة الأسباب الجذرية للمعوقات والمخالفات التي حالت دون تطورها ورفع مستواها الصحي بحيث يتم ذلك دون فرض غرامات أو رسوم مالية إضافية عليها، والمتابعة المتواصلة حتى التأكد من تطورها مع ضمان الاستدامة في هذا التطور، وبالتالي تحقيق السعادة الدائمة للمثلث المستهدف من فئات المجتمع ويمثله (أصحاب وإدارات المؤسسات الغذائية والعاملين فيها، والمفتشين والعاملين بإدارة سلامة الغذاء، والشريحة العريضة من المستهلكين)».
تحسن ملحوظ
وأوضح الطاهر أن 450 مؤسسة غذائية كانت خلال 2016 غير قادرة على الاستيفاء بأبسط أساسيات ومتطلبات السلامة الغذائية، وكانت ترضخ تحت عقوبات إجراءات التفتيش الروتيني، وتحصل على البطاقات الحمراء التي تشير إلى مخالفات عالية الخطورة، وتتعرض للإغلاق المؤقت من حين لآخر بسبب عدم تمكنها من استيفاء الاشتراطات الصحية وتراكمت عليها المخالفات دون جدوى.
وقال: «بناءً على ما سبق قادنا تفكيرنا إلى تغيير استراتيجية تفتيش تلك المؤسسات بمبادرة مبتكرة، وعليه تم تشكيل فريق من الكوادر المتميزة من المفتشين أطلقنا عليه فريق تفتيش السعادة، ومن خلال بدء المبادرة وقبل انتهاء العام التزمت 150 مؤسسة غذائية وتحسن الوضع الصحي لها بشكل ملحوظ من تقييم متوسط (D) إلى تقييم جيد جداً (B)، بالإضافة إلى تطبيق تلك المؤسسات أنظمة إدارة سلامة الغذاء، وتعيينها لمشرف صحي فعّال، ليكون التفتيش ذاتياً من قبلها وفق أحدث أنظمة سلامة الغذاء، والتي غالباً ما تطبقها المؤسسات الغذائية الكبيرة، علماً أن 228 مؤسسة غذائية في طور التجديد والتحسين والمتوقع الانتهاء من ذلك منتصف العام المقبل».
وأكد أن المؤسسات الغذائية التي تحسنت والتي في طور التحسن والتي شملتها المبادرة بلغت 450 مؤسسة غذائية مستهدفة، و228 مؤسسة في طور التحسن، و222 مؤسسة تطورت من وضع صحي ضعيف إلى جيد جداً.
التزام تام
وأشار الطاهر إلى أنه بعد مرور عام من تنفيذ المبادرة المبتكرة حققت الأخيرة أهدافها بصورة فاقت التوقعات من خلال مؤشرات تقارير الأداء لفريق العمل، ونتائج استبيان السعادة الذي تم تصميمه للمؤسسات الغذائية المستهدفة، حيث تم تصميم استبيان متخصص لقياس مستوى سعادة المتعاملين في المؤسسات المستهدفة، والذي بدوره ينعكس إيجاباً على سعادة فئات المستهلكين والجهات الرسمية والتي تمثلها إدارة سلامة الغذاء والإدارات الأخرى ذات العلاقة بالبلدية، وبينت النتائج مستوى عالياً من السعادة والرضا لما تحقق من دعم.
2019
أعلن سلطان الطاهر أنه وبعد الانتهاء من تعديل أوضاع المؤسسات الغذائية السيئة، والتي حصلت على تقييم ضعيف، فإنه مع منتصف العام المقبل 2019 سيتم تطبيق هذه المبادرة على المؤسسات الغذائية الحاصلة على تقييم (C) «جيد»، للترقية إلى (B) «جيد جداً»، وللمؤسسات الغذائية الحاصلة تقييم (B) «جيد جداً» للحصول على تقييم (A) «ممتاز» حتى تكون كل المؤسسات الغذائية في الإمارة متميزة تتناسب والمدينة الأسعد عالمياً.