مجلة مال واعمال

4 ملايين مغربي مصابون بداء السمنة المفرطة

-

دقت جمعيات طبية ناقوس الخطر بسبب الارتفاع المتزايد لأعداد المصابين بأمراض السكري والضغط الدموي في المملكة المغربية.

وجاء في إحصاءات كشفت عنها منظمات طبية أن عدد حالات الإصابة بداء السمنة المفرطة يزيد عن 4 ملايين تزيد أعمارهم عن 20 سنة، من بينهم 2.5 مليون مغربي مصابون بالسمنة المفرطة المتقدمة.

وقال الدكتور جعفر هيكل، وهو أستاذ جامعي في كلية الطب بالدار البيضاء متخصص في الطب الوقائي وناشط في مجال الصحة الوقائية، إن المغرب دخل مرحلة مقلقة نتيجة ازدياد حالات الإصابة بالسمنة وهو ما يهدد النظام الصحي المغربي.

وأكد جعفر هيكل أن هناك مليون مغربي ممن تزيد أعمارهم عن 20 سنة مهددون أو يعانون من العجز الجنسي بسبب إصابتهم بداء السكري، الذي يعتبر واحدا من الأمراض المزمنة الذي يتسبب فيه الإفراط في الوزن.

وارتفع عدد المغاربة المصابين بمرض الكوليسترول إلى 3.9 مليون شخص، حيث يعتبر أن ارتفاع الضغط الدموي من أبرز مسببات السكتة القلبية في المغرب.

وتشير إحصاءات شبه حكومية أن 10 آلاف مغربي ممن تزيد اعمارهم عن 20 سنة والمصابين بأمراض القلب، ينتظرون دورهم للاستفادة من عملية جراحية على قلب مفتوح، 90 من مئة منهم لا يتوفرون على إمكانات مادية لمواجهة مصاريف هذه العملية.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن الأمراض المزمنة أصبحت تتفشى بشكل متزايد في المغرب، حيث أن تغير نمط عيش المغاربة وطريقة الأكل وضعف مستوى عيادة الطبيب لا تتعدى مرة واحدة كل سنتين وهذه نسبة جد متدنية.

وقال اطباء متخصصون في المجال الصحي الوقائي ان المغرب يشهد الآن تحولا ديموغرافيا، حيث أن 8 من مئة من سكانه ستزيد اعمارهم عن 65 سنة مع حلول سنة 2030، في الوقت بدأت فيه نسبة الخصوبة تتراجع لمستويات منخفضة تبلغ 1.5 مولود لكل مرأة في الوسط الحضري، في الوقت الذي تتزايد فيه نسبة الوفيات بسبب الأمراض المزمنة كالقلب والشرايين وداء السكر والسرطان.

وأوردوا أنه أمام هذه التحولات الديموغرافية وارتفاع مستوى الأمراض المزمنة لكن في المقابل، يضيف جعفر هيكل، هناك غياب لسياسة صحية تعتمد على الطب الوقائي.

وحذروا من أن اكتفاء السلطات الصحية بدور المتفرج على ظاهرة ازدياد السمنة، التي ارتفعت 70 % في العشر سنوات الأخيرة، سيتسبب في تفاقم العديد من الأمراض المزمنة، حيث أكد أن الأشخاص المصابين بالسمنة لديهم استعداد للإصابة بأمراض القلب ثلاث مرات أكثر من باقي الأشخاص العاديين، و2.5 مرات بالنسبة لاحتمال الإصابة بمرض السكري، ومرتين بالنسبة لخطر الإصابة بسرطان القولون والجهاز الهضمي

ووفق الإحصاءات الرسمية فإن أكثر من 10 ملايين مغربي مهددون بالسمنة، بسبب العادات الاستهلاكية للمغاربة وعدم ممارستهم للرياضة، خصوصا في العالم الحضري، الذي يعاني أكثر من العالم القروي من هذه الظاهرة.