مجلة مال واعمال

35 % نمو قيمة العقارات قرب المعالم المتميزة في دبي

-

355

تظهر بيانات سوق تبادل العقارات في دبي أن المعالم العمرانية المتميزة تساهم في تحقيق مكاسب للقيمة العقارية. وتجلى ذلك بشكل واضح من خلال «برج خليفة»، والذي ترك أثراً واضحاً على «وسط مدينة دبي» خاصة والإمارة عامة، وعلى كامل مشروع المنطقة المجاورة التي تبلغ مساحتها 500 فدان التي تحتضن «دبي فاونتن» و«دبي مول».
واستناداً إلى تقارير أداء السوق الصادرة عن «هامبتنز إنترناشيونال» شركة الخدمات العقارية المتكاملة فإن العقارات السكنية والتجارية الواقعة بالقرب من هذه المعالم الأيقونية، مع إطلالة بانورامية على «برج خليفة» أو «دبي فاونتن»، تزيد قيمتها بشكل أوتوماتيكي بما يعادل 35% عن المعتاد.
قال رانجو كابور، مدير عام «هامبتنز إنترناشيونال»: لا تكاد دبي تنتهي من إبداع برج، حتى تبتكر برجاً آخر. وهذه المرة، تحفة معمارية على خطى «برج إيفل» في باريس، و«برج خليفة» في دبي، حيث وافق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على تصميم لبرج المراقبة الجديد، ببنيته الهندسية التي تستبق عصرها، والذي تنفذه شركة «إعمار العقارية» في «خور دبي».

ووضع تصاميم البرج الجديد المعماري سانتياغو كالاترافا الذي صمم محطة مركز التجارة العالمي المركزية للمواصلات في نيويورك، وبرج «شيكاغو سبير تاور»، وجسر «كالغاري بيس»، والمجمع الرياضي الأولمبي في أثينا، وغيرها من التصاميم، وسيكون التصميم الجديد لمسة جديدة تضاف إلى أفق دبي، في الوقت الذي تعزز فيه من ريادتها الحضارية.
فما هي القيمة التي تضيفها هذه الصروح العمرانية إلى قطاع العقارات في المدينة؟ ولماذا تعتبر الأبراج المنجزة ببراعة هندسية جزءاً من خطط التطوير الرئيسية في المجمعات المتكاملة لدى شركات التطوير العقاري، مع دعم الحكومات الواضح لهذه الجهود الضخمة كجزء من رؤيتها المستقبلية للمدن؟
بين كابور ذلك بقوله: «تظهر بيانات سوق تبادل العقارات في دبي أن المعالم العمرانية المتميزة تساهم في تحقيق مكاسب للقيمة العقارية، وتجلى ذلك بشكل واضح من خلال «برج خليفة»، والذي ترك «أثر البرج» على «وسط مدينة دبي»، وعلى كامل مشروع المنطقة المجاورة التي تبلغ مساحتها 500 فدان، وعلى «دبي فاونتن».
وأضاف أيضاً: «تُسوق شركة «إعمار العقارية» عدداً من مبانيها السكنية المزودة بإطلالة مميزة على «برج خليفة» و«دبي فاونتن» باعتبارها تُشكل عرضاً قوياً. وبالمثل، تعول بعض شركات التطوير العقاري التي تبني مشاريع سكنية في المنطقة المجاورة على «أثر البرج» الذي لا يزال محتفظاً بقوته».

«أثر الصرح العمراني»
ويحوز «أثر الصرح العمراني» على اهتمام كبير من المستثمرين في المشاريع السكنية مثل «دبي كريك رزيدنسز» و«كريك سايد 18»، التي أطلقتها شركة «إعمار العقارية» في «خور دبي». وسجلت «هامبتنز إنترناشيونال» زيادة ملحوظة في الاستعلامات عن مشروع «خور دبي» منذ الإعلان عن إنشاء البرج الجديد في تلك المنطقة.
وفي حين يعتبر مثل هذا التأثير مألوفاً على نطاق العالم، باعتبار الصروح العمرانية والمواقع المتميزة مغناطيسياً جاذباً للاستثمارات، إلا أن للأمر في دبي بعداً إضافياً آخر.
وكما لاحظ المهندس المعماري الشهير ديفيد أدجاي، أن أثر العمران لا يقتصر في منطقة الشرق الأوسط على البناء نفسه، بل يتعداه إلى المساحة المحيطة، فالمعالم الشهيرة مثل «برج خليفة» والبرج الجديد القادم في مشروع «خور دبي»، يحيط نفسه بمساحة متميزة لا نظير لها في أي جزء آخر من المدينة.
وتخدم مثل هذه المعالم المتميزة أيضاً في إظهار التزام شركات التطوير العقاري على المدى الطويل، والتي أصبحت بعيدة كل البعد عن أسلوب تمويل العقارات في السابق، حيث كان التركيز منصباً على الأرباح قصيرة الأجل، وزيادة العائد على الاستثمار. وعبر إنشاء صرح متميز، ترتفع القيمة الاقتصادية للعقار والمنطقة المحيطة إلى مستويات غير مسبوقة.

تأمين كلفة إضافية

وأشار كابور إلى أن الوصول إلى تحقيق ذلك ليس قضية سهلة، فكل معلم إنشائي متميز يستدعي تأمين كلفة إضافية، مثل كلفة التصميم والهندسة، ومنهجية البناء التي يجب اتباعها، والتغلب على العوائق التي تعترض العمليات الإنشائية في الموقع، إضافة إلى تكاليف مراعاة جوانب الاستدامة البيئية، والحلول الإنشائية التي يتم استخدامها. وتعتبر التكاليف الناجمة عن هذا عبئاً ضاغطاً على رأس المال. ولكن، عبر الاستثمار في مثل هذه المشاريع، يؤكد المطورون رغبتهم في أن يكونوا شركاء في تطور المدن.
ويعد مشروع «وسط مدينة دبي» على سبيل المثال، قائم بأكمله على «برج خليفة»، في المنطقة التي كانت في يوم ما ثكنة مهجورة، وبالتالي، أوصل هذا البرج قيمة العقارات في «وسط مدينة دبي» إلى حدود غير مسبوقة، وأوجد مركزاً جديداً تماماً في المدينة.
وتظهر الصروح المعمارية مثل «برج خليفة» دورها على المدى الطويل في تنشيط الاقتصاد بشكل عام. والنمو المستدام في السياحة والضيافة وتجارة التجزئة الذي يسجله «وسط مدينة دبي»، مدين بالكثير لوجود هذا الصرح العمراني الشامخ الذي أسهم في تنشيط حركة الاقتصاد المحلي منذ افتتاحه في عام 2010. وتم تصنيفه كأفضل نقطة جذب سياحي في العالم ضمن «جوائز أتراكشن تيكس» في العام الماضي.
وإضافة إلى ذلك، يعتبر «دبي مول»، محطة متميزة أخرى أسهمت بدورها في رفع قيمة العقارات في المناطق المجاورة، في حين تسجل قيمة مبيعات العقارات فيها اليوم ما يقارب 5% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي.

ثقة المستثمرين بتحقيق مكاسب

وارتفعت قيمة العقارات المجاورة لهذه المعالم الشهيرة نتيجة لعوامل مختلفة منها- ثقة المستثمرين بتحقيق مكاسب على المدى الطويل على ممتلكاتهم. وثقتهم في أن «برج خليفة» سيواصل تأثيره الجاذب في المنطقة المحيطة، بما يزيد من إقبال المشترين والمستأجرين المحتملين.
ويميل المستأجرون المحتملون لتقديم اقتراحات تضفي المزيد من القيمة على المشاريع التي يقوم بها المطورون، وعلى سبيل المثال، أضاف مشروع «خور دبي» قيمة قوية للمشروع من خلال ملعب بطولات الجولف الدولي ذي 18 حفرة.
كما استفادت منطقة «نخلة جميرة» من القيمة المضافة التي يقدمها فندق «أتلانتيس»، وهو ما ينطبق على استفادة «جميرا بيتش رزيدنس» من منطقة «ذا ووك» و«ذا بيتش». وبدوره ساهم مشروع «سيتي ووك» الذي تطوره «مِراس القابضة» في إثراء قيمة العقارات السكنية في المناطق المجاورة. كما يستفيد مشروع «مرسى دبي» بدرجة كبيرة من موقعه بجوار الواجهة المائية و«نادي مرسى دبي لليخوت» و«دبي مارينا مول».
ومن هذا المنطلق، فإن البرج الجديد في مشروع «خور دبي» مؤهل لأن يكون المعلم العمراني الأحدث في المدينة ويدفع قدماً بعجلة نمو القطاع العقاري وإرساء منحى جديد للطلب، مما يؤكد أن الصروح العمرانية تحفز أداء السوق وتضمن تحقيق قيمة كبيرة على المدى الطويل للاقتصاد المحلي.