اختتم منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي 2016 أعماله يوم أمس الخميس، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وسط مشاركة أكثر من 1000 خبير ومسؤول في الاقتصاد والأعمال والاستثمار من مختلف دول العالم. وناقش المشاركون خلال يومي المنتدى مجموعة من القضايا المتعلقة بواقع وتوجهات الاستثمارات في الشارقة ودولة الإمارات والمنطقة.
وقد أعلنت “شروق” اعتماد مبلغ 325 مليون درهم لإطلاق عدد من المشاريع السياحية في الإمارة خلال العام المقبل بهدف استقطاب المزيد من الزوار للإمارة.
ومن أبرز المشاريع مشروع «مخيم البداير الصحراوي» الواقع في منطقة البداير، ومشروع توسعة واجهة المجاز المائية، حيث ستتم إضافة 12 مطعماً ومقهى إلى المرافق الموجودة في الواجهة حالياً، إلى جانب افتتاح مشروع فندق «البيت» في منطقة «قلب الشارقة»، إضافة إلى مشروع إنشاء 3 من النزل السكني ذي خدمات استثنائية، وذلك في منطقة «قلب الشارقة» وفي كلباء ومليحة.
وقال مروان السركال المدير التنفيذي لـ«شروق» في تصريحات لـ«وام»، إن قطاع الفنادق قطاع واعد، وهناك إقبال كبير من كبرى شركات الفنادق على دخول سوق الشارقة الزاخر بالفرص الاستثمارية، مشيراً إلى أن شركة «ستاروود» العالمية عززت حضورها في الإمارة من خلال افتتاحها أخيراً فندق «شيراتون» من فئة الخمس نجوم، إلى جانب عملها الجاري لافتتاح فندق «شيراتون فور بوينتس» من فئة الأربع نجوم في شارع الملك فيصل بالشارقة، مؤكداً أن «شروق» تسعى لاستقطاب هذه الشركات العالمية.
وشكّل منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2016 منصة مهمة للمستثمرين، وكبار رجال الأعمال، والمعنيين للتعرف إلى أبرز الآفاق الحيوية والخدمات والتشريعات التي تقدمها إمارة الشارقة بوصفها بوابة للتوسع الدولي، وتضمّن برنامجه مجموعة من دراسات الحالات والجلسات النقاشية والحوارات وقصص نجاح، كما تضمنت اتجاهات الاستثمار مجموعة من المحاور، أهمها المساواة الثقافية، والبيئة المحافظة، وكيفية تسهيل التوسع الخارجي، وأهمية التنوع الاقتصادي.
وسلطت جلسات المنتدى ـ الذي نظمته هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، و«فاينانشال تايمز»، ومجلة الاستثمار الأجنبي المباشر ـ الضوء على التشريعات والقوانين وعوامل الجذب الاستثماري في إمارة الشارقة والإمارات، وآلية تطويرها أيضاً وفقاً لرؤى المستثمرين والخبراء في هذا المجال.
وقال مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، في الكلمة الختامية للمنتدى: «إن الاستثمار الأجنبي المباشر يؤدي دوراً رئيساً في تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية على المستوى العالمي، وفي إطار سعي إمارة الشارقة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات إلى المنطقة، أطلقنا أكبر منتدى للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأطلعنا المشاركين على أفضل السبل والممارسات التي من شأنها تنمية أعمالهم التجارية، كما سلطنا الضوء على الخدمات والتسهيلات التي تقدمها الإمارة، إضافة إلى منشآتها ومرافقها الحيوية».
منافع الاستثمار
وأضاف: «شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتاح الدورة الثانية لمنتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر»، لافتاً إلى أن منافع الاستثمار الأجنبي المباشر لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط.
بل تتعدى ذلك لتشمل الجوانب الثقافية والفنية والأدبية، وتأثيرها الإيجابي في المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وعكست رؤية سموه الحكيمة للدور البارز الذي يؤديه نمو الاستثمار الأجنبي المباشر في دفع مسيرة التنمية الحضارية والثقافية.
محاور
وأضاف أن الملتقى ناقش العديد من المحاور الأساسية، ومن ضمنها الفرص الاستثمارية في الإمارات في مرحلة ما بعد النفط، وكيف هيأت الدولة، وخصوصاً إمارة الشارقة، الظروف المناسبة لازدهار الأعمال التجارية العالمية، من خلال انتهاج أفضل سياسات الاستثمار الأجنبي المباشر وتشريعاته، لجذب المستثمرين الأجانب من جميع أنحاء العالم.
وشارك مجموعة من المتحدثين الذين نجحوا في استثمار أعمالهم التجاري في إمارة الشارقة، وسلطوا الضوء على تجاربهم وعلى مناخ الأعمال في الشارقة، وعلى بيئتها الاستثمارية والممارسات المبتكرة المتبعة فيها التي أسهمت في ازدهار رؤوس أموال الشركات في إمارة الشارقة والدولة.
جلسات
واستعرض منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، في جلساته التي كانت تحت عنوان «اتجاهات الاستثمار – ما هي آفاق الاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة الشرق الأوسط و الإمارات في العام المقبل»، فرص الاستثمار الواعدة في منطقة الشرق الأوسط والإمارات خلال عام 2017.
تحديات
وناقش المنتدى التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، والتي أوجبت على صناع القرار تنويع مصادر الدخول القومية، وتم تناول هذه التحديات في إطار الجلسة النقاشية التي حملت عنوان «ما بعد النفط – الاستفادة من الفرص الاستثمارية في دولة الإمارات العربية المتحدة».
وأجمع المشاركون في الجلسة على أن اقتصادات المعرفة تمثل «النفط الجديد»، وأكدوا أن دولة الإمارات قدّمت للعالم تجربة اقتصادية فريدة، اعتمدت من خلالها على المورد البشري والتكنولوجي اللذين أسهم توظيفهما في مضاعفة حركة النمو الاقتصادي من جانب، والتقليل من الاعتماد على النفط من جانب آخر.
تعزيز الروابط مع المملكة المتحدة
في إطار مساعيه الرامية إلى التعريف بإمارة الشارقة والترويج لها بين المستثمرين في أوروبا بشكل عام والمملكة المتحدة بشكل خاص، سلّط المنتدى الضوء على العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تربط الإمارات وإمارة الشارقة تحديداً، مع المملكة المتحدة والقارة الأوروبية عموماً، متطرقاً إلى سبل تعزيزها والدفع بها إلى مراحل أكثر تطوراً.
وتم تنظيم جلسة حوارية حملت عنوان: «تعزيز الروابط التجارية بين المملكة المتحدة وأوروبا والإمارات»، واستضافت الجلسة، التي أدارتها كوراني فينغار، رئيسة تحرير مجلة الاستثمار الأجنبي المباشر التابعة لمجموعة «فاينانشال تايمز» البريطانية، ديفيد بيرنز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة العمل البريطانية.
وتناولت الجلسة أبعاد العلاقات التاريخية بين الإمارات والمملكة المتحدة وأوروبا، وتأثيرها المباشر في حركتي التجارة والاستثمار، خصوصاً في ظل تقلبات الأوضاع العالمية وتحديات العولمة، وكذلك الآثار الاقتصادية المترتبة على انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-fDp