في أقل من عام، شهد قطاع الطيران المصري 3 حوادث قاسية، تسببت في أن يتكبد القطاع السياحي أكبر خسائر تجاوزت جملة الخسائر التي أعقبت اندلاع ثورة يناير 2011 وما تبعها من أزمات حتى الفترات الماضية.
ورغم حاجة مصر الشديدة إلى تحريك المياه الراكدة في القطاع السياحي الذي يعتبر أحد أهم مصادر العملة الصعبة في البلاد، لكن تأتي حوادث الطائرات لتزيد الضغوط على احتياطي البلاد من النقد الأجنبي، في الوقت الذي تتراجع فيه عائدات القطاع السياحي بنسب حادة ومرعبة.
تحطم الطائرة الروسية
في أكتوبر الماضي، تحطمت الطائرة الروسية من طراز إيرباص 321 في سيناء بعد دقائق على إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، ما أدى إلى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها. وأعلن فرع “داعش” في سيناء مسؤوليته عن الاعتداء.
وتسبب الحادث الذي لم تتخلص مصر من تداعياته حتى الآن في جملة خسائر كبيرة، وذلك وفقاً لتقديرات وزارة السياحة المصرية حيث بلغت إجمالي الخسائر نحو 2.2 مليار جنيه خلال الأشهر التي تلت وقوع الحادث، كما تسببت في انخفاض وتراجع نسب الإشغال الفندقي والسياحي من 70% إلى 30%، ثم هوت إلى ما دون الـ 10% في بداية العام الجاري.
الهروب من مصر
وقال مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية، الدكتور عادل عمر، إنه بمجرد الإعلان عن مثل هذه الحوادث فإن عدداً كبيراً من النزلاء يقررون مغادرة مصر والعودة إلى بلاده، ومن المتوقع أن نشهد خلال الأيام المقبلة إلغاء حجوزات خاصة بموسم الصيف الجاري.
وأوضح أن حجم الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها مصر خلال فترة الاحتجاجات والاضطرابات السياسية طيلة الفترات الماضية تتراوح ما بين 9.5 و17 مليار دولار، وربما تتضاعف هذه الخسائر خاصة مع توقف العديد من القطاعات الحيوية ومنها السياحة والخدمات والمالية.
حادثة الاختطاف
وفي مارس الماضي، تعرضت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران على متنها 55 راكبا للخطف، وأبلغ قائدها عن تلقيه تهديدا من أحد الركاب بوجود حزام ناسف، ما أجبر قائدها على الهبوط في مطار “لارنكا” بقبرص.
ورغم أن حادث الخطف كان مثار الحديث الدولي، وربما تسبب في هروب بعض السائحين من مصر، لكن وزير السياحة المصري، يحيي راشد، اعتبر أن واقعة اختطاف الطائرة المصرية أمر إيجابي لإظهار مصر للعالم عدة رسائل من بينها المهنية العالية لقائد الطائرة ومنحه الأولوية لأمان الركاب.
اختفاء الطائرة
ثم جاءت الحادثة الأخير باختفاء طائرة تابعة لشركة مصر للطيران أثناء عودتها من باريس إلى القاهرة، وعلى متنها نحو 66 شخصاً بينهم 10 أفراد طاقم الطائرة، وحتى الآن لم تتوصل جهات التحقيق إلى سبب الحادث الذي أودى بحياة جميع الركاب.
ورغم حالة القلق والارتباك التي سيطرت على الركاب وجميع الحاجزين على خطوط شركة مصر للطيران، وتردد أنباء عن تأجيل وإلغاء رحلات عقب الإعلان عن الحادث، لكن مصادر بالقطاع التجاري بشركة مصر للطيران نفت حدوث أي إلغاءات للركاب الحاجزين مسبقا على رحلات الشركة القادمة والمغادرة بعد يومين من سقوط طائرة باريس خلال رحلتها إلى القاهرة.
زيادة طلبات السفر
وقالت المصادر إنه تمت مراجعة قوائم الحجز لرحلات الشركة لمتابعة مردود الحادثة على الركاب الحاجزين وتبين عدم وجود إلغاءات على الرحلات سواء الدولية أو الداخلية أو القادمة والمغادرة من القاهرة، مما يؤكد ثقة العملاء في شركة مصر للطيران.
وأضافت أن بعض مكاتب الحجز تلقت طلبات من عدد من المصريين لتحويل حجزهم من شركات طيران أجنبية للسفر على رحلات مصر للطيران خاصة المتعاقدة مع مصر للطيران للمشاركة بالرمز، والتي تسمح بتنقل الركاب بين شركات الطيران بحرية دون فرض رسوم إضافية، مشيرة إلى أن هناك متابعة مستمرة لمؤشرات الحجز أو الإلغاء من خلال مكاتب المبيعات المنتشرة في العالم.
خسائر الربع الأول
كانت مستشار وزير السياحة المصري، عادلة رجب، قد كشفت في وقت سابق، أن إيرادات السياحة في مصر بلغت نحو 500 مليون دولار فقط في الربع الأول من 2016 لتشكل تراجعاً حاداً مقارنة مع 1.5 مليار دولار في الفترة ذاتها العام الماضي أو ما يعادل 66%.
وأوضحت أن 1.2 مليون سائح فقط زاروا مصر في الربع الأول من 2016 مقابل نحو 2.2 مليون خلال نفس الفترة من العام الماضي، بنسبة تراجع تقدر بنحو 45%.