بلغ إجمالي عدد السياح الصينيين الذين زاروا دبي خلال السنوات الخمس الأخيرة 2.352 مليون زائر، حيث ارتفعت أعداد الزوار من 248 ألفاً في 2013 إلى 764 ألفاً بنهاية العام الماضي بنمو 208%، بحسب بيانات صادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي.
وتعتبر الصين واحدة من أكبر 10 أسواق مصدرة للزوار إلى دبي، حيث يستفيد عدد متزايد من الزوار الصينيين من إجراءات الحصول على تأشيرات دخول عند الوصول لأي من منافذ الإمارات. وبلغ عدد الزوار إلى دبي خلال الربع الأول من العام الجاري 4.7 ملايين زائر، من بينهم 258 ألف زائر من الصين، بزيادة 12% مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي.
وقال خبراء في قطاع السياحة والسفر، إن الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص نجحت في تعزيز مكانتها في السوق السياحي الصيني، نتيجة لمجموعة من العوامل، منها تنوع المنتج السياحي الذي تقدمه دبي ونجاح الإمارات في استقطاب الشركات الصينية للمشاركة في المعارض المحلية، إضافة إلى استضافة المؤتمرات والاجتماعات العالمية لهذه الشركات، كما لعب قرار مجلس الوزراء منح تأشيرات دخول من مطارات الدولة للزوّار من الصين دوراً كبيراً في تدفق الوفود السياحية الصينية إلى دبي.
مزيج ثري
وقال عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، إن المزيج الثري الذي تمتلكه دبي من مراكز تسوق وفنادق ومعالم سياحية عالمية المستوى ساهم في زيادة إقبال السياح الصينيين على اختيار دبي وجهة سياحية، وهذا ما ينعكس في إحصاءات تعداد الزوار القادمين من الصين إلى دبي، ومن المتوقع أن تلعب الصين دوراً مركزياً في تحقيق رؤية دبي السياحية 2020، والتي تهدف إلى استقطاب 20 مليون زائر سنوياً، وتسعى دبي للاستفادة من هذه السوق المزدهرة من خلال توفير خدمة الحصول على تأشيرة الدخول عبر الإنترنت للسياح الصينيين، إلى جانب توفير الرحلات الجوية المباشرة والعديد من المرافق الترفيهية المزودة بموظفين يتحدثون اللغة الكانتونية ولغة الماندرين، وكذلك توفير قوائم طعام ودليل سياحي خاص بالزوار الصينيين.
وأضاف أن السوق الصيني يعتبر من الأسواق المهمة جداً بالنسبة لنا، لذلك نسعى باستمرار إلى تكثيف الحملات الترويجية في هذا السوق الضخم، سواء من خلال توقيع اتفاقيات التعاون، أو تفعيل مكاتبنا الموجودة هناك، مشيراً إلى أن عدد الصينيين الذين زاروا دبي خلال الفترة ما بين يناير وحتى مارس من العام الجاري ارتفع بنسبة 12%، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي ليصل إلى 258 ألف زائر صيني، ولا شك في أن السائح الصيني يعتبر من السياح المهمّين، لاسيما أنه يتمتع بقوة شرائية مرتفعة، ويستمتع بتجارب التسوق المختلفة التي تقدمها مراكز التسوق المتنوعة التي تمتاز بها دبي، علاوة على مشاهدة معالمها الرائعة.
ثلاثة أسباب
من جانبه، قال محمد جاسم الريس، نائب الرئيس التنفيذي للريس للعطلات، إن هناك ثلاثة أسباب رئيسية تجعل القطاع السياحي في دبي يتنبأ بمستقبل كبير للتدفقات السياحية من السوق الصيني، منها وجود المنتج السياحي في دبي والذي يجعلها قادرة على استقطاب مختلف شرائح الزوار من الصين، إضافة إلى وجود أكثر من 6 شركات طيران عاملة بين الصين ودبي. كما أن قرار منح السياح الصينيين التأشيرات من المطارات كان له انعكاس كبير على قطاع السياحة والطيران، وساهم في تعزيز نسب الإشغال الفندقي وتنشيط حركة التجزئة في مراكز التسوق نتيجة للطاقة البشرية الكبيرة التي يتمتع بها هذا السوق.
وأضاف الريس أن مشاركة الشركات الصينية في المعارض والمؤتمرات التي تقام في دبي، إضافة إلى مشاركتها في معرض إكسبو 2020 يعتبر حافزاً كبيراً لتفعيل وتكثيف الحملات الترويجية والتسويقية في السوق الصيني، مشيراً إلى أن ميزة السائح الصيني في حجم الإنفاق، إذ يعتبر من أكثر الجنسيات إنفاقاً، لذلك فإن التدفق السياحي الصيني إلى دبي ينعكس على العديد من القطاعات منها قطاع الفنادق والطيران والتجزئة والمطاعم وغيرها.
إشغالات الرحلات
من جهته، قال سعيد العابدي رئيس «العابدي القابضة» التي تعتبر الممثل الحصري لشركة «تشاينا إيرلاينز» الصينية، والتي تسير 4 رحلات أسبوعياً بين الصين والإمارات، إن متوسط إشغال رحلات شركة «تشاينا إيرلاينز» بين الصين ودبي يصل إلى نحو 80%، في حين يرتفع خلال أعياد رأس السنة الصينية ليصل إلى 100%.
وأشار إلى أن دبي ليست فقط وجهة سياحية نهائية للصينيين، لكن هناك أعداد كبيرة من المسافرين الصينيين تمر عبر مطار دبي عن طريق رحلات الترانزيت أثناء السفر إلى أوروبا، وبعضهم يمكث في دبي لمدة ليلتين أو 3 ليال سياحية قبل المغادرة إلى الوجهة النهائية، داعياً إلى تخصيص برامج للاستفادة من هذه الفئة من الزوار بالتنسيق مع مختلف الأطراف من مطار وفنادق وشركات سياحية وغيرها.
وأضاف العابدي أن تسهيلات التأشيرة كان لها دور كبير في نمو عدد السياح الصينيين إلى الإمارات، باعتبارها المحدد الأساسي لدى اختيار أي وجهة سياحية، مشيراً إلى أن الرحلات المباشرة التي تسيّرها الناقلات الوطنية بين الإمارات والصين وصلت إلى 60 رحلة أسبوعياً، الأمر الذي يظهر أهمية هذا السوق بالنسبة للقطاع السياحي في الدولة.
سوق ضخم
وقال رياض الفيصل رئيس وصاحب شركة «أصايل للسياحة»، إن السوق الصيني يعتبر أضخم سوق عالمي من حيث عدد الزوار الذين يصدرهم للخارج، وفي حال نجحت دبي في الاستحواذ على جزء منه فإنها بلا شك ستصل إلى 20 مليون في وقت أسرع مما خطط له، مشيراً إلى أنه على دبي مواصلة الحملات التسويقية التي تقوم بها في السوق الصيني من أجل تحقيق هذا الهدف.
وأضاف الفيصل أن السياح الصينيين ينقسمون إلى قسمين، الأول بغرض الترفيه وهو غالباً ما يختار الفنادق الفاخرة ويعتبر الأكثر إنفاقاً في مراكز التسوق والمطاعم، أما القسم الثاني فيكون بغرض الأعمال وهو غالباً ما يختار الفئات الفندقية المتوسطة، والنسبة الأكبر من هذه الشريحة تكون ضمن الوفود المشاركة في المعارض والمؤتمرات التي تنظمها دبي، سواء المعارض السياحية أو العقارية أو المتخصصة في الطيران أو غيرها.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-r9i