يُتوقع بحلول العام 2019 أن يبلغ حجم الإنفاق السنوي على خدمات الاتصال المتنقل على مستوى الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا نحو 185 مليار دولار، وذلك حسبما ورد في «دليل الإنفاق على خدمات الاتصال المتنقل» الجديد من شركة «آي دي سي» IDC، وهو ما يمثل حصة مقدارها 10.2% من إنفاق الشركات والمستهلكين في جميع أنحاء العالم على البرمجيات والخدمات والأجهزة الجوالة، والتي يُتوقع أن تسجل إجماليها العام 2019 مبلغ 1.8 تريليون دولار.
وتمثل خدمات الاتصال المتنقل واحدة من الركائز الأربع التي تكّون المنصة الثالثة لشركة «آي دي سي»، وهي سلسلة من التقنيات الناشئة التي أنهت العمليات التقليدية، ودأبت على خلق فرص تحويلية للشركات الموّردة الحريصة على إشراك مجموعة أكبر من العملاء.
ووفقًا للدليل فإن الدول الأكثر نشاطًا في هذا الصدد بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا هم المملكة العربية السعودية وتركيا وجنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة، إذ تُعد المملكة العربية السعودية السوق الأكبر والأوحد لخدمات الاتصال المتنقل في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، تليها تركيا.
وفي العام 2015، استأثرت المملكة العربية السعودية وتركيا وجنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة معًا على نحو 38.7% من فرص خدمات الاتصال المتنقل على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، إلا انه يُتوقع أن تحقق باقي المنطقة نموًا سريعًا بمعدل نمو سنوي مركّب مقداره 5.1% في الفترة بين عامي 2014 و 2019.وأشار الدليل إلى أنه في حين أن قطاع الخدمات يستحوذ على ثلثي إجمالي فرص خدمات الاتصال المتنقل في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، إلا أن البرمجيات هي الفئة الأسرع نموًا بين فئات التقنيات؛ إذ سيقفز معدل النمو على الإنفاق على البرمجيات من 164.3 مليون دولار عام 2015 إلى 330 مليون دولار عام 2019.
وبحسب دراسة استقصائية لاتصالات الشركات من الشركة فإن 64% من الشركات في المنطقة تخطط للقيام باستثمارات بشتى الأحجام في مجال تطبيقات الأعمال للأجهزة الجوالة. هذا على الرغم من أن الشركات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا لا تواكب أوروبا الغربية في اعتماد خدمات الاتصال المتنقل.وتُعد الشركات الكبيرة الأكثر نشاطًا في هذا الصدد. ففي 2015، بلغ نحو 49% من الإنفاق على برمجيات التنقل في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا للشركات التي يزيد عدد العمالة بها عن 500 موظف، ولكن من المتوقع أن تنمو الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم بقوة.
وتعد قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات المصرفية والمالية من أوائل معتمدي خدمات الاتصال المتنقل. وبينما يعد تحسين الإنتاجية والكفاءة وخدمات العملاء من المحركات المحتملة، ترى الشركة أن ضمان الأمان وخصوصية البيانات والامتثال للوائح والقوانين تظل هي التحديات الرئيسية لاعتماد خدمات الاتصال المتنقل.
ومن المتوقع أن يزيد معدل الإنفاق على خدمات التنقل (بما في ذلك الأجهزة والبرمجيات والخدمات) من قِبل منظمات التصنيع في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا من 5.8 مليار دولار في 2015 ليسجل 6.5 مليار دولار في 2019. وفي غضون ذلك، سيشهد قطاعا التجارة والخدمات المصرفية والمالية زيادة من 3 مليارات دولار إلى 3.8 مليار دولار في عام 2019 خلال الفترة نفسها.وقال كريشنا شينتا، مدير برنامج الاتصالات والإعلام في الشركة: الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا قائلاً، «يشهد سوق خدمات الاتصال المتنقل في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا نهضةً على كافة المستويات، غير أنه نظرًا لتنوع الظروف الاقتصادية في المنطقة، فإن اعتماد خدمات الاتصال المتنقل يكون أكثر نضجًا في أسواق كدول الخليج وتركيا، بينما لا تزال الدول الأفريقية في مرحلة الصعود، فضلاً عن أن أفريقيا نفسها تمثل منطقة متنوعة اقتصاديًا؛ حيث تتسم أسواق بعض الدول كجنوب أفريقيا ونيجيريا بأنها أكثر نضجًا من أسواق مثل غانا وناميبيا التي تزال في طور التطور».