تنتظر عمان حدثا سياحيا لافتا يشكل اضافة للافواج السياحية العربية والاجنبية، ويتمثل بتشغيل الباص السياحي المكشوف وفق افضل المعايير المعتمدة عالميا، وينتظر ان تطلق شركة النقليات السياحية الاردنية / جت مشروعها منتصف شهر حزيران المقبل من مجمع رغدان السياحي بحيث يجوب الباص السياحي مناطق وسط العاصمة، الى المتحف في جبل القلعة ثم الى المناطق السياحية حول عمان، وترفع الشركة شهريا عدد الباصات السياحية المكشوفة الى ثلاث حافلات.
أكد ذلك رئيس جمعية النقل السياحي المتخصص، المدير العام لشركة النقليات السياحية الاردنية (جت)، مالك حداد وقال لـ « الدستور» ان المشروع يهدف الى تقديم منتجات جديدة لتنشيط السياحية وتقديم برامج اضافية بما يؤدي الى تعميق السياحة، والمساهمة في تنشيط الحركة التجارية في الاسواق المحلية وزيادة القيمة المضافة للقطاع في الاقتصاد الاردني، مشيرا ان الشركة مستمرة في تحديث وتطوير اسطولها لربط العاصمة بالمحافظات تدريجيا بخطوط منتظمة لنقل الركاب باسعار محددة من جهة، وتوفير خدمات النقل المتخصص للافواج السياحية العربية والاجنبية الى مناطق الجذب السياحي في المملكة من جهة اخرى.
واضاف حداد ان مقبوضات المملكة من السياحة تتأتى من المجموعات السياحية التي ترتبط بالفنادق والمطاعم والنقل السياحي والحرص على ارتياد المواقع السياحية على انواعها، مشيرا ان 90% من السياحة الى الاردن فردية الطابع لاتشغل كما يعتقد البعض للفنادق المصنفة، وان 10% هي سياحة المجموعات التي يعول عليها، ودعا حداد الى الاهتمام بسياحة المجموعات وتقديم برامج متكاملة بحيث تعظم القيمة المضافة للسياحة في الناتج المحلي الاجمالي.
وقال مالك حداد ان السياحة وقطاع النقل السياحي تأثرا سلباً بالأحداث التي سادت في الدول المجاورة منذ بداية العام 2011 وحتى نهاية العام الماضي، وتوقع ان يشهد القطاع بدايات تعافي خلال عامي ( 2014 – 2015) وتحقيق نمو يقدر بمعدل 15% جراء تضافر جهود الترويج السياحي لوزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، حيث استطاع الاردن توصيل رسالته الى شعوب العالم انه مستقر وآمن وقادر على اجتذاب المزيد من الافواج السياحية في اقليم يعاني من التقلبات.
ووصف زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس الاول للمملكة بالتاريخية وتساهم في تعزيز صورة الاردن كدولة منفتحة وآمنة ومستقرة، مشيرا الى ان المواقع السياحية في المملكة تتجاوز العشرين الف موقع سياحي، ولابد للعالم ان يتعرف عليها، وهذه المواقع تعد شاهدا وحافلة بعبق التاريخ فهي ارض الانبياء والحضارات، ويعزز هذه الصورة الامان والاستقرار الذي ينعم به الاردن وزواره من مختلف الاتجاهات.
فالاردن لديه مخزون سياحي كبير، وتنوع مناخي، ففي فصل الشتاء والبرد القارص يستطيع الزائر التمتع بالدفء والسباحة في منطقة البحر الميت، وينتقل من الربيع الاخضر والجبال العالية الى الصحراء وصفاء السماء في منطقة ( وادي القمر) وادي رم، الى المدينة الوردية، عاصمة الانباط البترا، ليتمتع الزوار بمدينة قدمت صورا مشرقة من ابداعات الانسان وحضارة من الحضارات المهمة عبر التاريخ، الى منطقة مكاور المشهورة برقصة سالومي…وهي مهمة للسياحة الاجنبية والمهتمين بالتاريخ والحضارات القديمة، يمتلك ست مدن من اصل عشر مدن زارها السيد المسيح، الى قائمة طويلة من الكنائس، وفي هذا السياق تتواجد في المفرق اول واقدم كتدرائية في التاريخ بمنطقة رحاب / المفرق و 128 كنيسة.
ويضيف حداد ان تراب الاردن يحتضن مقامات صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في مناطق عدة منها مؤتة والغور الاوسط، وصوامع النساك، وهذه مجتمعة تقدم مخزونا هائلا للسياحة الدينية والتاريخية والآثارية، كما يعتبر الاردن من المناطق المفضلة للاشقاء الخليجيين للسياحة العائلية الآمنة وتلبي كافة احتياجاتهم، خاصة وان الاردن مستمر في تشجيع الاستثمار في المرافق الفندقية والترويحية لاسيما في منطقة البحر الميت مشروع بورتو، والعاصمة عمان مشروع تطوير منطقة العبدلي التي تتقدم بشكل ملموس ليقدم نموذجا فريدا، وفي العقبة مشروع مرسى زايد، ومشورع ايلة، وتوقع ان تضيف المشاريع الجاري تنفيذها نحو خمسة الاف غرفة فندقية مصنفة في المملكة بما يزيد القدرة على استقطاب السياحة خلال السنوات القليلة المقبلة.
وفي رده على سؤال حول الخطة الرئيسية للشركة للعام الحالي قال مالك حداد إن هناك جهودا ملموسة للتعزيز الترويج السياحي، وسجل بدايات العام الحالي تحسنا ملموسا وزاد اعداد المجموعات السياحية، اما بالنسبة لشركة / جت فأن التوسع الافقي هو المحور الاول لربط المحافظات مع العاصمة بحافلات كفوءة وحديثة للتسهيل على المواطنين، حيث تم انجاز ربط كل من العقبة واربد والزرقاء بالعاصمة بخطوط نقل منتظم للركاب باسعار محددة، وفي هذا المجال فقد تم اعتماد مجمع رغدان السياحي الذي انشئ حديثا بدعم الوكالة اليابانية للانماء ( جايكا)، كما أسست شركة جت / اربيل شمال العراق مملوكة بالكامل لـ جت الاردن، لخدمة النقل في شمال العراق من اربيل الى المحافظات الكردية وصولا الى اسطنبول / تركيا، وقال ان المشروع يرمي الى توسيع استثمارات الشركة.
وفي دبي قال حداد لقد تم تسجيل شركة جت لنقل الركاب في السيارات الفخمة ( VIP )، وحاليا يتم اجراء الدراسات والتفاصيل لاطلاق المشروع نهاية العام الحالي لخدمة ضيوف دولة الامارات العربية من القطاعين العام والخاص، واضاف ان تأسيس الشركة بدعوة كريمة من حكومة امارة دبي، بخاصة وان هذا النمط من النقل غير متاح في دبي، والاردن اول دولة في المنطقة استحدثت هذا النمط من النقل المتخصص وفق معايير دولية، من حيث الحافلات والخدمات المقدمة للركاب.
وفيما يتعلق بموقع الشركة على المستوى العربي قال حداد ان جت حصلت على جائزة التميز في الوطن العربي للعام 2012/2013 كأفضل شركة نقل عاملة في القطاع والنقل السياحي المتخصص، وتم ادراج الشركة ضمن قائمة افضل 500 شركة في الوطن العربي من كافة القطاعات حسب تقرير لـ «فوربس العالمية»
وفي رده على سؤال حول دور جمعية النقل السياحي المتخصص باعتباره رئيسا لها قال مالك انها تضم في عضويتها ثماني شركات نقل سياحي متخصص رؤوس اموالها 80 مليون دينار يزيد حجم الاستثمار الفعلي فيها عن 200 دينار، وتمتلك حاليا اكثر من 725 حافلة كبيرة وسيارة ركوب متوسطة وصغيرة سياحية مجهزة وفق مواصفات عالمية تلبي متطلبات السوق المحلي وتعمل على تأمين الراحة والسلامة العامة لمتلقي هذه الخدمة من السياح، كما ويعمل في هذه الشركات ويستفيد من ريعها بشكل مباشر وغير مباشر مالايقل عن خمسة آلاف موظف وعامل ومستخدم معظمهم من الأردنيين، وتتنافس شركات القطاع بالروح الايجابية بما يحسن الاداء ويطور الشركات العاملة في السوق .