قال رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية جمال الصرايرة، إن الشركة حققت أرباحاً صافية حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي بلغت 121 مليون دينار مقارنة مع 89 مليون دينار خلال نفس الفترة من العام الماضي وبنسبة نمو بلغت 36 بالمئة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي اليوم السبت، للإعلان عن النتائج المالية وأهم المؤشرات حتى نهاية الربع الثالث من العام 2019، والخطة الاستراتيجية للأعوام العشرة المقبلة، أن هذه الأرباح تحققت نتيجة لتطبيق خطة متكاملة ومستدامة تهدف إلى تعظيم العائد من منشآت الشركة، ما أدى لتحقيق أرقام قياسية جديدة على مستوى كميات مبيعات وإنتاج مادة البوتاس، إذ بلغت كميات إنتاج مادة البوتاس 88ر1 مليون طن في حين بلغت كميات مبيعات مادة البوتاس 83ر1مليون طن، وهذه الكميات هي الأعلى تاريخياً منذ بدء الإنتاج في الشركة ومن المتوقع أن تنعكس هذه الإنجازات إيجابياً على أرباح الشركة حتى نهاية العام الحالي.
وأشار الصرايرة إلى الدور الهام الذي تلعبه شركة البوتاس العربية في الاقتصاد الوطني من خلال رفد خزينة المملكة بالعوائد والرسوم والضرائب، حيث بلغ مجموع ما تحقق على الشركة من ضرائب ورسوم تعدين وتوزيعات أرباح وتم دفعه إلى الخزينة العامة خلال العام الماضي حوالي 71 مليون دينار، ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم للعام الحالي 2019 ليصل إلى 112مليون دينار، موضحا أن الشركة تعد من أكبر المساهمين في رفد احتياطي العملات الأجنبية في المملكة، حيث رفدت الشركة وشركاتها التابعة والحليفة مخزون العملات الأجنبية في المملكة بحوالي 900 مليون دولار حتى 30 أيلول من العام الحالي.
وركزت الشركة في خططها وموازناتها المالية للأعوام القادمة على التوسع في الإنتاج، بحيث تكون التوسعات المستقبلية أفقية وعامودية من خلال التوسع في إنتاج مادة البوتاس بالإضافة إلى أسمدة مشتقة أخرى من خلال عدة مشاريع.
وأوضح الصرايرة أن العمل جار على التوسع في الإنتاج بواقع 140 ألف طن سنوياً من خلال مشروع السد رقم 19، وتقوم الشركة حالياً بإجراء دراسات الجدوى لمشروع التوسع في منطقة غور فيفا جنوبي البحر الميت والتي سينتج عنها زيادة الإنتاج بحوالي 500 ألف طن، وتعمل الشركة بالتعاون مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية على تقييم مخزون البوتاس في منطقة اللسان من خلال تمويل الدراسات الفنية والتي تم إحالتها مؤخراً.
وبخصوص التوسع في المواد المشتقة، أوضح الصرايرة أنه ومنذ منتصف العام الحالي وبعد أن استلمت الإدارة الأردنية زمام إدارة الشركة تم البدء بدراسة جميع الخيارات المتاحة للاستغلال الأمثل لأملاح البحر الميت والخامات الأردنية الأخرى، وذلك لتصنيع العديد من مواد الأسمدة والكيماويات ذات القيمة المضافة العالية بالإضافة لمحاولة استغلال الأسمدة الفوسفاتية والتي تصدّر حالياً بصورتها الخام.
وعرضت الشركة أمثلة عن أهم المواد التي يتم دراستها وهي: الكلورين، والبوتاس الكاوية، والصودا الكاوية، والأسمدة المتخصصة: أحادي وثنائي فوسفات البوتاسيوم، وأحادي فوسفات الأمونيوم، ونترات البوتاسيوم.
وفي سياق حديثه عن برنامج المسؤولية المجتمعية، أوضح الصرايرة أن الشركة أنفقت حتى نهاية الربع الثالث من هذا العام ما مجموعه 4ر11 مليون دينار على هذا البرنامج، والذي شمل قطاعات متعددة من تعليم وصحة وخدمة مجتمع ومشاريع بنية تحتية، كما يتضمن برنامج المسؤولية المجتمعية الشراكة مع المجتمعات المحلية في مختلف المحافظات.
بدوره، عرض الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية الدكتور معن النسور، تحليلاً للنتائج المالية للربع الثالث من العام الحالي، والتي أظهرت تنوعاً في إيرادات وأرباح الشركة من خلال تسويق معادن البحر الميت من بوتاس ونترات البوتاسيوم والبرومين.
وأوضح الدكتور النسور أن أرباح الشركة حتى نهاية الربع الثالث تأتت بشكل رئيسي من نشاط بيع وتسويق البوتاس والتي شكلت 57 بالمئة من صافي أرباح الشركة، في حين بلغت أرباح الشركة من نشاط بيع وتسويق مادة البرومين 35 بالمئة من خلال حصة الشركة من أرباح شركة برومين الأردن، كما بلغت أرباح الشركة من نشاط الأسمدة المتخصصة والمتمثلة بمادة نترات البوتاسيوم 8 بالمئة ومن خلال شركة كيمابكو.
ومن الجدير بالذكر أن الشركة نجحت من خلال تنويع مصادر الطاقة والاستفادة من اقتصاديات الحجم إلى تخفيض كلفة الإنتاج إلى أدنى مستوياتها خلال التسعة أعوام الماضية، حيث انخفضت كلفة الإنتاج للطن الواحد بواقع 5ر7 بالمئة مما ساهم بشكل رئيسي في زيادة ربحية مبيعات البوتاس.
وأوضح الدكتور النسور أن الشركة مستمرة في مجالات الإدارة الكفؤة للكُلف خلال الأعوام القادمة لتعظيم العوائد وزيادة قدرة الشركة على مواجهة المنافسة الشديدة بأسواق الأسمدة بشكل عام والبوتاس بشكل خاص والضغوطات السعرية المتوقعة في سوق الأسمدة العالمي.
كما عرض الدكتور النسور ملخصاً عن الخطة الإستراتيجية العشرية التي تم إعدادها من قبل المستشار العالمي ديلويت بالتعاون مع الإدارة التنفيذية والتي جرى إقرارها من قبل مجلس الإدارة الأسبوع الماضي.
وأشار إلى موافقة مجلس الإدارة على خطة إستراتيجية طموحة من شأنها النهوض بالشركة وتحسين موقعها التنافسي بشكل يضمن تحقيق نمو مستدام وتكاملي في صناعة الأسمدة الأردنية، حيث تركزت الخطة الإستراتيجية على تعزيز البنية التحتية للشركة من خلال الاستثمار في أصول ومصانع وسدود الشركة، وفي هذا المجال تم رصد الموازنات الرأسمالية اللازمة بما يضمن استدامة تلك الأصول لغايات تحقيق أهداف النمو المبتغاة من خلال التوسع في الإنتاج، ومن ثم ستتركز خطة الشركة على تنويع المواد المنتجة والتي سيتم بيعها لقطاع الأسمدة للنهوض بالزراعة من خلال تقديم حلول شاملة ومتكاملة للإحتياجات التسميدية للمزارعين في الدول المستهلكة.
وبين النسور أن الشركة ستعمل بالتوازي على إدخال أحدث أساليب الحوسبة والأتمتة على عملياتها لمواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم والذي من المتوقع أن يعتمد بشكل كبير على الحوسبة والذكاء الاصطناعي.
وشرح الدكتور النسور أن الخطة الاستراتيجية تم بناؤها في ضوء معطيات العرض والطلب في سوق البوتاس العالمي والذي يعاني حالياً من زيادة كبيرة نسبياً في العرض مما نتج عنه قيام العديد من المنتجين العالميين بتخفيض كميات الإنتاج لديهم وإجراء العديد من الإغلاقات كما انعكس ذلك على انخفاض أسعار البيع في الأسواق الآنية والأسواق التعاقدية، وبالتالي قامت الشركة بالتخطيط المسبق لحالة الفائض في العرض في سوق البوتاس من خلال تنويع المنتجات وتعزيز القيمة المضافة من خلال المعالجة الإضافية التي من شأنها إضافة قيمة لمادة البوتاس بدلاً من بيعها كمادة خام وبحيث يتم إيجاد ما يضمن وجود المرونة الكافية في مصانع الشركة لإنتاج أصناف الأسمدة التي تتميز بالطلب العالي. ومن الأمثلة على ذلك نجاح الشركة في زيادة المبيعات من خلال الدخول في أسواق جديدة أهمها السوق البرازيلي من خلال شحنة من البوتاس الحبيبي الأحمر تمت في شهر أيلول الماضي، حيث يعتبر السوق البرازيلي من أكبر الأسواق الآنية ذات المردود العالي، ويمثل إنتاج البوتاس الحبيبي الأحمر أحد قصص النجاح في الشركة، حيث نجحت الشركة من خلال طواقمها الهندسية من تعديل خطوط الإنتاج لتتمكن من إنتاج البوتاس الحبيبي الأحمر المطلوب في السوق البرازيلي، وهنا تجدر الإشارة بأن نجاح الشركة لم يقتصر فقط على النجاح بتعديلات خطوط الإنتاج وبسرعة قياسية فقط، بل تعدّاه إلى إنتاج بوتاس حبيبي أحمر وبمواصفات فنية فاقت المنتجيين التقليدين لهذا النوع من السماد. ومن الجدير بالذكر أن الشركة في المراحل النهائية للإتفاق مع الجهات المستوردة في البرازيل حول شحنة ثانية من البوتاس الحبيبي الأحمر قبل نهاية العام الحالي.
وعرض الدكتور النسور ملخصاً عن الشراكات الاستراتيجية التي تقوم الشركة بدراستها حالياً وأهمها الشراكة مع الشركات الصينية المنتجة للأسمدة المتخصصة والتي تمتلك تكنولوجيا ورخص فنية متخصصة في تصنيع تلك الأسمدة.
وقال الدكتور النسور إن شراكة شركة البوتاس العربية مع الاتحاد العالمي للأسمدة والاتحاد العربي للأسمدة تمثل عاملاً هاماً، فقد تم مؤخراً الإعلان عن حصول الشركة على الميدالية الذهبية من الاتحاد العالمي للأسمدة في مجال التميز الصناعي “Industry Stewardship” وهي عبارة عن جائزة تقديرية رفيعة المستوى تعطى للمنتج الذي ساهم بشكل متميز في خدمة صناعة الأسمدة في مجالات سلامة المصانع والأمور البيئية، وسيتم تسليم الجائزة للشركة خلال المؤتمر العالمي للأسمدة في نهاية الشهر الحالي.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-yAU