أكد المشاركون في فعاليات «قمة الصلب العربي» و«المعرض الدولي للصلب 2016»، أن صناعة الحديد والصلب على مستوى العالم تواجه الكثير من المشاكل، ويجب على الدول العربية أن تتكاتف وتعمل معاً بهدف تطبيق القواعد والتشريعات التي أصدرتها «منظمة التجارة العالمية» WTO)) التي تمنع دخول أي منتجات مغرقة غير مطابقة للمواصفات والمنخفضة السعر وخاصة المدعمة من حكوماتها والتي تضر بصناعة الصلب المحلية وتصدر إلى أسواقنا العربية.
دعا المشاركون إلى تكاثف الجهود لمساندة صناعة الحديد والصلب في الدول العربية والتي يبلغ حجم استثماراتها بأكثر من 100 مليار دولار ويعمل بها إضافة إلى الصناعات المصاحبة لها أكثر من 150 ألف عامل. كما توقعوا أن تستأنف منطقة الشرق الأوسط نموها خلال هذا العام وبصورة ملحوظة العام القادم حيث تشير التنبؤات إلى أن حجم الطلب على منتجات الصلب النهائية سوف يصل إلى 53 مليون طن في 2016، يرتفع إلى 55 مليون طن عام 2017.
انطلقت أمس في دبي فعاليات «قمة الصلب العربي» و«المعرض الدولي للصلب 2016» بمشاركة 160 وفداً يمثلون قطاع صناعة الحديد والصلب في المنطقة وعدد من أبرز شركات الحديد والصلب في المنطقة العربية مثل «حديد الإمارات» و«سابك» و«الراجحي» و«حديد عز» إضافة إلى أهم الشركات من المغرب العربي والجزائر وغيرها من الدول العربية. ويستمر المعرض حتى تاريخ 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتناولت القمة مواضيع عديدة أبرزها صناعة الصلب العربي، والموقع التنافسي واستراتيجيات النمو، وآفاق صناعة الصلب في العالم خلال عام 2016، وفرص واتجاهات الاستثمار في صناعة الصلب في المنطقة العربية، وتأثير ارتفاع أسعار النفط والغاز في اقتصادات تصنيع الصلب وغيرها من القضايا.
وحقق اليوم الأول من المعرض الدولي للصلب 2016 إقبالا لافتاً من قبل الشركات العارضة باعتباره منصة لعرض منتجات الحديد والصلب والحلول التقنية الحديثة المستخدمة وشكل فرصة للتواصل مع المنتجين والعملاء والمهتمين بقطاع صناعة الحديد والصلب في العالم العربي.
وقال محمد الأشقر، الأمين العام للاتحاد العربي للحديد والصلب: «لا يخفى على احد أن صناعة الصلب العالمية مازالت تواجه تحديات لم تشهدها من قبل، وكلنا نعلم أن هناك دورات اقتصادية يتعرض لها العالم على فترات كما حدث عام 1988 و 1993 و 2003 و 2008 والتي كانت تستمر في حدود عامين أو أكثر قليلاً وكانت تتأثر سلباً كل الصناعات بمختلف أنواعها بسببها وكانت صناعة الصلب كذلك تتأثر بتلك الدورات ولكن بشكل أقل كثيراً من الصناعات الأخرى، بل وكانت تظل صامدة أمام الآثار السلبية لتلك الدورات».
من جانبه، قال محمد سالم العفاري، نائب الرئيس للتسويق في «حديد الإمارات»، إن الطاقة الإنتاجية للشركة تبلغ 3,5 مليون طن متري سنوياً وبكلفة إجمالية بلغت 11 مليار درهم (3 مليارات دولار أمريكي)، منها مليونا طن من حديد التسليح و500 ألف طن من أسلاك الحديد يتم إنتاجها فعلياً، إضافة إلى مليون طن هي الطاقة الإنتاجية القصوى من المقاطع الإنشائية والتي يتوقع الوصول لها قريباً.
وأكد العفاري أن الشركة تعمل في الوقت الحالي على تطوير منتجات المقاطع الإنشائية وتقديم منتجات أخرى ذات قيمة مضافة مثل منتج الستائر المعدنية (الألواح الارتكازية) حيث تعد الإمارات هي المصنع الوحيد لتلك المنتجات في الشرق الأوسط، كما تهدف إلى توفير جميع المنتجات التي يحتاج اليها العملاء لأخذ حيز أكبر من السوق.
وقال جورج متى، رئيس قطاع التسويق في «مجموعة حديد عز»: «ظهرت آثار انخفاض أسعار البترول على استهلاكات الصلب في الشرق الأوسط بصورة جلية حيث تعتمد دول المنطقة في 90% من مدخلاتها على صادرات البترول، فقد انكمشت الأسواق بنسبة 1.1% العام السابق بعد تحقيق معدل نمو قدره 6.2% في 2014.
مخططات للحفاظ على البيئة
عن مخططات الشركة للحفاظ على البيئة، أفاد العفاري، أن الشركة تعد من أولى الشركات على مستوى العالم من حيث الحفاظ على البيئة حيث وقعت مبادرة شراكة مع كل من «مصدر» و«أدنوك» لتخزين الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون ليتم استخدامها في آبار النفط، لافتاً إلى أن «حديد الإمارات» تتواجد في جميع المشروعات الكبيرة في الدولة.
وأوضح أن انخفاض أسعار الحديد خلال العام الجاري بنسب ملحوظة هو أمر حدث في جميع دول العالم نتيجة لمجموعة من العوامل الخارجية ومن أهمها وجود فائض في الطاقة الإنتاجية وتراجع أسعار النفط، مرجحاً أن تشهد أسعار الحديد ارتفاعا في الأسواق العالمية .
انخفاض الطلب على المنتجات
انخفض حجم الطلب على منتجات الصلب في الصين مع التوسع الذي تم في الاستثمار في هذه الصناعة خلال السنوات الأخيرة وقد قدر خبراء الصلب والمراقبون أن الطاقة الإنتاجية الفائضة للصلب في الصين تتعدى 300 مليون طن ومنهم من قدر تلك الطاقة الفائضة بما يزيد على 400 مليون طن.
وأوضح الأمين العام للاتحاد العربي للحديد والصلب أن سوق الصلب في الصين أصبح يعانى فائضا في الإنتاج هذا الفائض يتم تصديره لدول العالم بأسعار منخفضة. ولقد تأثرت صناعة الصلب على مستوى العالم بحجم صادرات الصين من الصلب والذي بلغ 55 مليون طن عام 2013 ثم ارتفع إلى 93 مليون طن عام 2014 ثم قفز إلى 112 مليون طن عام 2015 ومرشح للزيادة عام 2016 ولكن بنسبة طفيفة، وهذا كله انعكس على صناعة الصلب العالمية في أغلب دول العالم.
مشاكل عالمية
تواجه صناعة الصلب العالمية العديد من المشاكل والتحديات التي قد تعود إلى مجموعة أسباب داخلية تخص كل دولة مثل ارتفاع أسعار الطاقة ونقص العملة الأجنبية وعدم توافر الخامات للتشغيل، ومنها ما قد يعود إلى أسباب خارجية وهى التي تهمنا وهي الطاقة الإنتاجية الفائضة والتباطؤ الاقتصادي الذي يضرب دول العالم والذي يتسبب في انخفاض الطلب على الصلب مع تباطؤ معدل النمو في الطلب على الصلب في أغلب الدول الصناعية، أضف إلى ذلك انخفاض أسعار النفط مما أثر في حجم الإنفاق في المشروعات الاستثمارية التي تقيمها اغلب الدول العربية النفطية، وعلى هذا يمكن القول إن صناعة الصلب في الدول العربية أصبحت تواجه تحديات جديدة طالت فترة زمنها.