فيما تصر أشهر الماركات العالمية على أن يكون لها فروع عديدة في مصر، تواصل الأسواق الشعبية انتشارها وتحقيقها أكبر نسب وأرقام وحجم للمبيعات، سواء في الملابس أو المفروشات أو الأثاث والديكور.
والأسواق الشعبية في مصر لا يقصدها فقط محدودو الدخل أو الفقراء، حيث امتدت إلى الأثرياء أيضاً، لأنها توفر العديد من المنتجات وبأسعار تناسب الجميع، وتنافس المنتجات المعروضة فيها أشهر وأقوى الماركات العالمية.
في وسط القاهرة، تشتهر منطقة العتبة بأنها من أكبر الأسواق الشعبية على مستوى مصر، والمترددون عليها ليسوا فقط من سكان إقليم القاهرة، بل إنها تعد المقصد الأول لكل تجار الجملة من جميع محافظات مصر.
ولا تشتهر منطقة العتبة بأنها أكبر سوق للملابس والأحذية فقط، بل تضم أكبر مركز للحقائب ولعب الأطفال، وتتجاوز حجم التجارة الخاصة بالمنطقة عدة مليارات جنيه، وفقاً لتجار وأصحاب محال تجارية بالمنطقة.
أما شارع عبدالعزيز الممتد بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، فيشتهر بأنه أكبر مركز تجاري لجميع المنتجات والأجهزة الكهربائية، وهو الشارع الوحيد على مستوى مصر الذي يجمع بين كافة المنتجات والأجهزة المنزلية والتكنولوجية والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر.
ويختفي تماماً الحديث عن بيع إو إيجار المحال التجارية بمنطقة شارع عبدالعزيز، نظراً لزيادة إقبال الباعة وكبار التجار على المنطقة، ويدار الشارع وفقاً لقواعد وعادات وتقاليد وأعراف أرساها كبار قدامى التجار، وما يتاح من إيجار هو فقط “كشك” أو “فاترينة” من تلك التي وضعها أصحاب المحال أمام محالهم التجارية، والتي يتجاوز إيجار الواحدة منها أكثر من 15 ألف جنيه أي ما يعادل نحو 1800 دولار تقريباً.
وتعد منطقة المناصرة الموجودة داخل القاهرة والقريبة من منطقة رمسيس، إحدى أهم أسواق المفروشات والأثاث، والتي يقصدها جميع المقبلين على الزواج أو ملاك الوحدات السكنية الجديدة.
وتشتهر المنطقة بأنها من أكبر الأسواق الشعبية التي تنتج المفروشات والأثاث الذي يتناسب وظروف شريحة المصريين متوسطي الدخل، وقد حقق عدد كبير من التجار مكاسب خيالية خلال سنوات تواجدهم بالمنطقة.
ورغم أن حجم تجارة المنطقة يتجاوز مليارات الجنيهات، إلا أن ذلك لا يبدو على واجهات المحال الموجودة في حواري وشوارع ضيقة لا تسمح إلا بمرور المشاه فقط، ورغم ذلك فإن أقل محل من هذه المحال يبيع بأكثر من 5 ملايين جنيه شهرياً، تصل مكاسبه فيها إلى أكثر من 40% من إجمالي المبيعات.
ومدينة الحرفيين التي تبعد عن وسط القاهرة بأكثر من 40 كيلومتراً، تعد مقصداً مهماً لملاك السيارات والتجار، وهي من أكبر أسواق تجارة قطع غيار السيارات على مستوى مصر.
ولا تقتصر المدينة فقط على سكان إقليم القاهرة الكبرى، بل إنها مقصد كل من يبحث عن قطاع غيار سيارات نادرة أو غير موجودة، سواء في محافظات الوجه البحري أو صعيد مصر.
ويسيطر على حركة التجارة بمدينة الحرفيين عدد من العائلات، وكل عائلة تعمل في إحدى ماركات السيارات، فهناك عائلة تخصصت في بيع قطع غيار جميع السيارات من ماركة “هيونداي”، وآخرون في ماركة “كيا”، لكن من يعمل في السيارات الألمانية يعد من أكبر الرابحين أو ممن يحقق مكاسب خيالية بسبب الارتفاع الكبير في قطع غيار السيارات المستعملة المعروضة للبيع.
وبالقرب من منطقة الحسيني التاريخية أو الأثرية بالقاهرة، نجد منطقة الصاغة، التي تعد أكبر سوق لتجارة الذهب في مصر، وتضم أكبر تجار الذهب على مستوى مصر تتجاوز تجارتهم ملايين الجنيهات.
أيضا هناك منطقة “شق التعبان” التي تقع بالقرب من “المعادي” بالقاهرة، وتعد محطة أنظار لجيمع تجار الرخام، حيث يتوافد إليها الكثير من التجار المصريين وغير المصريين. تلك المنطقة تعتبر سوقا تجارية لجميع أنواع الرخام والجرانيت، وتصدر إلى الخارج خاصة الدولة العربية، ويتوافد إليها جيمع التجار لحجز الطلبيات تمهيدا لإرسالها إلى الخارج، فضلا عن أنها تحتوي على مصانع يتخصص كل منها في أنواع محددة من الرخام، وتتجاوز تجارة النوع الواحد عدة ملايين من الجنيهات.
أما منطقة “الوكالة” فتعد من أكبر الأسواق الشعبية الخاصة بالملابس المستعملة والجديدة، حيث يتوافد إليها مئات الآلاف من المواطنين يوميا، خاصة الفقراء لأسعارها المناسبة.
ومع أن المنطقة تقصدها الأسر البسيطة، لكنها مصدر دخل لكثير من المواطنين الذين افترشوا الأرصفة والطرقات بملابس ليست فاخرة وإنما قد تنال إعجاب الفقراء، وتتناسب وإمكاناتهم المادية.
أما سوق “العبور” فهو أكبر سوق بمصر مخصصة لبيع السلع والخضراوات والفاكهة واللحوم والأسماك بجميع أنواعها، وتقع بمنطقة النهضة في القاهرة، وتستقبل جميع أنواع السلع والخضراوات من شتى المحافظات، لتكون واحدة من أهم الأسواق التي تصدر وتوزع الخضر والفواكه على تجار مصر.
ومن ضمن الأسواق الشعبية التي تواصل تحقيق أكبر نسب وأحجام للمبيعات، سوق النارجيلة “الشيشة” الذي يقع بمنطقة الجمالية بالقاهرة، وتتعامل هذه السوق مع السائحين من الجنسيات الأجنبية التي تزور المنطقة، ومع أن شوارع المنطقة لا تسمح إلا بمرور المشاة فقط، لكن لا يوجد بها محال تعرض للإيجار، أما البيع فقد اختفى تماماً من المنطقة منذ عشرات السنين، خاصة أن مجموعة من العائلات تسيطر عليها.
وأخيرا هناك قلعة صناعية متخصصة في صناعات أجهزة العرائس تسمى “أبو النمرس” بالجيزة، ويتوافد عليها جميع التجار العاملين بذلك المجال. وتمتاز تلك المنطقة بأنها عبارة عن محال تجارية إلى جانب بعضها بعضا، تحقق أرباحا طائلة، وتباع فيها جميع الأجهزة الكهربائية وكافة مستلزمات تأثيث منزل جديد.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-aVq