مجلة مال واعمال

10 أسباب تدفعك للتخلِّي عن وظيفتك.. الآن!!

-

1_701998_large

كنت خائفاً بعد أن طُرِدت من الجامعة، فلم أرغب في قضاء حياتي في سجنٍ، لم أرغب في الحصول على وظيفة بدوامٍ كامل، أفهم أن وظائف الدوام الكامل ليست جميعها سيئة، ولكنني لم أرغب حتى في وظيفة أحبها؛ كنت أخشى ألَّا أستطيع أن أفعل ما يحلو لي خلال النهار.
بهذه الكلمات بدأ جايمس آلتشور مقاله الذي نشر في النسخة الأميركية لموقع Buisness Insider، مضيفاً “عندما كنتُ في الجامعة كنتُ أذهب إلى المتحف خلال النهار، وأقضي وقتاً مع أصدقائي خلال النهار، وأحاول كتابة روايات خلال النهار، وكنت ألعب خلال النهار وأحياناً طوال اليوم. بمجرد أن حصلت على وظيفة، أصبحتُ محاصراً؛ فقد كان عليَّ العمل حتى يحل الظلام، ولم تكُن لديَّ سيارة فكان عليَّ أن أطلب من الآخرين توصيلي إلى المنزل. كان عليَّ أن أتملَّق مديري حتى لا يفصلني، أو يُرقِّيني، أو حتى يُكلفني بمهام أقل ملالاً”.
ويضيف آلتشور، “لم أحب أن يأمرني شخصٌ آخر، ولم أحب خوفي منه. كنتُ أغلق باب مكتبي لأتمكَّن من كتابة الروايات الخيالية طوال اليوم، ولكنَّه كان يكتشف أمري وينذرني كثيراً. كنت أكره أن (ينذرني) شخصٌ تافه ما لأنَّني أحيا الحياة التي أريد أن أحياها، حتى إذا كنتُ قد أنهيت كل مهامي التافهة. كنتُ أقع دائماً في مشاكل، وكنتُ دائماً خائفاً، خائفاً على وجودي الخالي من المعنى”.
يقول الكاتب إنه كان يحيا حياةً لا تستحق أن يلحظها أحد، والأسوأ أنَّ مستقبله كان يبدو أقل أهمية، “استدعاني المدير إلى مكتبه، كان في الـ 25 من عمره، لم يكُن أكبر مني كثيراً، ولكنه كان شخصاً تافهاً على وشك أن يصبح مليارديراً، بينما كنتُ أنا شخصاً تافهاً لا يساوي شيئاً. قال: (ألا تفتخر بعملك على الإطلاق؟) تورَّد وجهي بينما ظلَّ ينظر إليَّ ثم قال: (أجب عن السؤال). ولكن لم تكُن لديَّ إجابة، فلم أكُن أفتخر بعملي، لذا فُصِلت. أُصبت بالإحباط، وشعرتُ بأنَّني عديم الفائدة، كنتُ سأختفي دون أن أترك أي أثر، كنتُ خائفاً”.
نحيا الآن في عالم جديد، عالم ليس علينا فيه أن نحصل على وظيفة، فيه فرص تمد إلينا أيديها، تنتظر أن نلمسها ونحبها، إذا حاولنا الوصول إليها بقدر الإمكان.
جايمس آلتشور يقدم لك 10 أسباب لكي لا تحصل على وظيفة، وتشمل أسباباً لتكون متفائلاً:
1- وظيفة واحدة تعني مصدراً واحداً للدخل
لدى المليونير العادي 7 مصادر مختلفة للدخل، وفقاً لمصلحة الضرائب الأميركية. الوظيفة هي مصدر واحد فقط للدخل. ليس هذا فحسب، بل يُقتطَع من راتب وظيفتك الواحدة هذه 50% تقريباً للضرائب، فيذهب معظمه للدخول في حروب وللإنفاق على أمور لم تكُن لتدفع مقابلها قط.
بالإضافة إلى أنَّ مديرك لا يأخذ منك مالاً مقابل التأمينات وحسابات المعاشات فحسب (لأنك لا يمكنك الادخار بنفسك)، ولكنَّه يأخذ منك مالاً أيضاً مقابل المكتب والكمبيوتر وحقك في العمل لديهم (لأنَّه بحاجة إلى أن يستنزف منك قيمةً أكثر من تلك التي تُقدِّمها بنفسك لكي يجني مالاً أكثر ممَّا تجني)، فهو يُقيِّدك إذ يمنحك ما يكفيك لتحيا فقط لا لتزدهر.
2- تخيل أنَّ وظيفتك هي مشروعك الخاص
يكون للمشروع خطوط دخل متعددة، فتقضي بضع ساعات أسبوعياً في العمل على كلٍ من خطوط المنُتجات، أمَّا الوظيفة فتستغرق 60 ساعة على الأقل، أكثر من 40 ساعة من العمل، بالإضافة إلى 10 ساعات أخرى من التنقُّل في المواصلات، بالإضافة إلى مهام مُلهية تقوم بها لتحصين نفسك من الألم الناتج عن اضطرارك إلى العودة إلى العمل في اليوم التالي.
يُذكِّرك شيءٌ ما باستمرار أنَّ عليك العودة إلى العمل، لذا تضطر إلى فعل أي شيء لساعتين أو ثلاث ساعات ليلاً لتنسى تلك الحقيقة المؤلِمة.
إذا نظرتَ إلى وظيفتك كما ينظر رجل الأعمال إلى خط أرباح، ستقول: “هذا أسوأ مشروع ممكن، عليَّ أن أغيِّر المشروع”.
3- وظيفتك في طريقها إلى الموت
كنتُ أتحدث إلى روبين تشيس، مؤسِّسة شركة Zipcar، وقالت، “ستكون السيارات دون سائقين هي السيارات الوحيدة الموجودة على الطريق في النهاية، ربما بعد 10 سنوات. سيكون موظفو صناعة السيارات وكل الصناعات المُكمِّلة لها أقل بنسبة 90% ولن يكون لأولئك الموظفين أي مأوى”.
أخبرني صديق آخر، وهو ستيفن كوتلر (مؤلِّف كتابَي Tomorrowland وBold)، أنَّه لم تعُد هناك حاجة حتى إلى المعالجين النفسيين. إذ قال، “يتحدَّث الجنود العائدون من الحرب إلى معالجين نفسيين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتحديد ما إذا كانوا مصابين باضطراب كرب ما بعد الصدمة أو اكتئاب أم لا. ستحل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والإنسان الآلي قريباً محل المحامين والمعالجين النفسيين وحتى كوادر الإدارة الوسطى”.
من سيبقى إذاً؟ سيختفي العمَّال وسيختفي معظم الموظفين. ستبقى الأقلية (التي تُشكِّل نسبة 0.1%)، أولئك الذين سيبتعدون برأس المال عن تعيين العُمَّال ويتَّجهون به نحو تعيين الإنسان الآلي لتعبئة أرفف المحال التجارية ولمعالجتك نفسياً وللاعتناء بحاجاتك القانونية والمحاسبية وتوصيل الأقلية إلى محالهم ومراكزهم التجارية.
سألتُ روبين، “ماذا سيحدث للآخرين الذين يُشكِّلون 90%؟” ولكن لم تكُن لديها إجابة، فقالت: “سيكونون بحاجةٍ إلى المساعدة”. ولكن مَن سُيساعدهم؟ مَن؟ لا توجد إجابة، فلا أحد يهتم، إذا لم تترك وظيفتك، ستتركك الوظيفة.
4- ليس لديك أصدقاء
لقد خسرتُ العديد من الوظائف، أعترف أنَّني مثير قليلاً للشفقة، ولكنِّي لم أحظَ بأي أصدقاء من الوظائف السابقة، كان معظم أولئك الأصدقاء لطفاء معي لأنَّني كنتُ أجلس أمام المكتب المجاور لهم أستمع إليهم يتوسَّلون إلى حبيباتهم أو أحبائهن طوال النهار بعد شجار ما، ثم يغلق أحدهم الهاتف. ثم يأتون إلى مكتبي ويحاولون تفريغ إحباطاتهم في الموظفين الآخرين، كان الجميع يثرثر، وكان الجميع حزيناً.
كان دليل الموظف يملي دائماً ما علينا ارتداؤه، وما علينا قوله لزملائنا من الجنس الآخر، ومَن علينا التقرُّب إليه إذا كان من الممكن حدوث هذا في مثل هذه البيئة القاحلة.
وفي أسوأ الأحوال كان يمر المدير لنقف جميعاً بعلامات الموظف الإداري المثالي البارزة على أقمصتنا الرسمية البيضاء، ثم أحصل على وظيفة جديدة وأصدقاء جدد. أتمنى أن يكون الأصدقاء الذين ألتقيهم الآن أصدقاء حقيقيين، لأنَّ صداقتنا تنبع من اهتمامات وأسس مشتركة وحُبٍّ كما آمُل.
5- الدخل في انخفاض مستمر
انخفض الدخل الفعلي للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً من 36,000 دولار إلى 33,000 دولار سنوياً خلال الـ 25 عاماً الماضية، لماذا؟ لا أحد يعلم، لأنَّ لا أحد يهتم. ثم يخبرك التافهون الذين يظهرون في التليفزيون أنَّ عليك البدء بالادخار خلال تلك الأعوام، بينما قد ارتفعت تكلفة المعيشة، كيف تدَّخر عندما تُكلِّف المعيشة أكثر من قبل بينما الأموال التي تدخل إلى حسابك البنكي أقل؟
المجتمع يختنق، لا ألوم أحداً، فهو ليس ذنب الحكومة، وليس ذنب وول ستريت، ولا ذنب مين ستريت، فالوظائف منذ البداية هي أسطورة، نمَّطت الثورة الصناعية المجتمع لكي يبدأ عُمَّال المصانع العمل في نفس الوقت، ويحظوا بنفس التعليم، ويدقوا نفس المسمار في نفس الوقت، ويتلقُّوا أجرةً كل أسبوعين.
ثم جاء اقتصاد الانترنت، الذي صبغ فكرة الوظيفة بصبغة العولمة، والآن نعيش في اقتصاد الأفكار، الذي تنتقل فيه الثروة من الأشخاص الذين يعملون إلى أصحاب الأفكار. ليس هذا الوضع شرّاً، إنه فقط مسار التاريخ البشري، فالتغيير حتمي دائماً.
6- الانكماش الاقتصادي
إنَّ الاقتصاد على وشك المرور بتغيير هائل، ظللنا قلقين من التضخُّم -وهو الفكرة القائلة بأن الأسعار ترتفع باستمرار – لمـ 100 عام، ولكن استخدام كلمة (دائماً) دائماً ما يكون خاطئاً.
مع التغييرات في مجال التكنولوجيا الحيوية ستنخفض تكاليف الرعاية الصحية في النهاية إذ سيكون التركيز على الوقاية بدلاً من العلاج، ومع وجود سيارات دون سائق، بالإضافة إلى بطاريات جديدة، ستنخفض تكاليف السيارات والطاقة، ومع وجود الذكاء الاصطناعي والإنسان الآلي سيُنجَز الكثير من الوظائف بكفاءة أكبر، ليست من فعل البشر.
تنخفض الآن أسعار الكمبيوتر، وستتسبَّب الطباعة ثلاثية الأبعاد والطائرات دون طيار في اختفاء تكاليف الشحن في النهاية، فمع وجود الواقع الافتراضي ستختفي تكاليف كل شيء من الألعاب وحتى النقل.
لقد حقَّقت التكنولوجيا الآن الحلم، وهو فكرة أنَّ مزايا التكنولوجيا ستُخفِّض من التكاليف اللازمة للحصول عليها، وهو أمر جيد (إذ سندفع مالاً أقل مقابل الأشياء التي نحبها)، وسيء (إذ لن تكون هناك حاجة لك، فلن تكون هناك حاجة لدفع أي أموال لك). ليس هذا في المستقبل بعد 50 عاماً، بل يحدث الآن بالفعل، وسيسوء/يتحسَّن الوضع أي ما كانت الحلول التي ستُقدِّمها الحكومات لإنقاذ الناس.
7- هناك بدائل
– هناك مجموعة من الناس لديها سعة زائدة (مثل غرف زائدة لا تُستخدَم في المنزل، أو مقاعد زائدة في السيارة).
– هناك مجموعة من الناس قد تشتري تلك السعة الزائدة.

– هناك منصة صُنِعت لتتوسَّط بين الطرفين (أ) و(ب)، وتتولَّى كل المعاملات النقدية والمشاكل واللوجستيات…إلخ. (مثل Airbnb وUber وغيرهما)
يستمر اقتصاد (السعة الزائدة) هذا في النمو، هناك الكثير من الطرق التي يمكنك بها أن تنتمي إلى المجموعة (أ)، هناك العديد من المنصات الآن، ليس فقط Airbnb وUber، بل هناك أيضاً Alibaba وEbay وEtsy، وInfusionsoft، وربما مئة أخرى غيرها.
ابدأ في البحث عن السعة الزائدة في حياتك وكيفية تحويلها إلى نقود، ربما تكون حتى سعة عقلية زائدة، لا تُقلِّل من قدر ما يوجد في عقلك أو في مرآب منزلك.
نحن نعيش في زمن “اقتصاد الأفكار”، لذا ربما عليك أن تُمرِّن عضلة الأفكار أولاً، لا تشترِ دورةً تعليمية أو ورشة أو أي هراء يحاول كهنة المساعدة الذاتية بيعك إيَّاه، دوِّن فقط 10 أفكار يومياً لتمرين عضلة الأفكار، ستبنيها، وسيكون الأمر سحريّاً، صدقني.
8- إليكَ بعض الأفكار لتبدأ بها
كنتُ خائفاً لأنَّ أشخاصاً كثيرين كتبوا إليَّ أنَّهم يخسرون وظائفهم ولا يعرفون ماذا يفعلون، فكتبتُ رسالة قصيرة لمات براين، المدير التنفيذي لأكبر شركة وظائف حرة في العالم، Freelance.com. سألته: “كيف يمكن أن يجني الناس 2000 دولار في يومين دون تدريب يزيد عن بضعة أشهر؟” ردَّ على الفور:
“كل مشروع مُفصَّل خصيصاً ليناسب احتياجات كل صاحب عمل ومتطلباته، ولكن ستجد قائمة بالمشاريع التي تُمكِّن الموظَّفين الأحرار من الحصول على 2000 دولار أو أكثر في يومين فقط:
تحريك الفيديو: إنَّ مشروعات الفيديو لشركة KickStarter أو Indiegogo، أو الفيديوهات المتحركة لإطلاق منتج جديد أو خدمة جديدة هي وظيفة سهلة وسريعة على الانترنت.
2. البرمجة: لمتاجر التجارة الالكترونية على سبيل المثال (مثل Shopify وMagneto)، فقد شهدنا زيادة ضخمة في التجارة الالكترونية، بالإضافة إلى تجارة مواقع التواصل الاجتماعي.
3. اختبار المواقع الالكترونية أو استخراج بياناتها (Web Scraping): تريد الشركات التأكُّد أنَّ الموقع سيعمل كما ينبغي، فيُعيِّنون ببساطة شخصاً ليختبره كله، لإجراء التغييرات في اللحظات الأخيرة قبل إطلاقه.
4. تطوير المواقع الالكترونية وتصميمها (يدخل ووردبرس ضمن هذه الفئة): يمكن صنع نماذج لهذه المهام ولكنها سريعة وفعَّالة وتبدو حسنة.
5. رسومات لكتب الأطفال: وهي وظيفة رائجة للغاية على الموقع وتُحقِّق أجراً جيِّداً جداً، فالنشر الذاتي منتشر جداً هذه الأيام ويمكن للرسَّامين على الموقع تقديم مجموعة كبيرة متنوعة من طرز التصميمات المختلفة التي تناسب أي متطلبات.
6. الكتابة: رأينا طلبات هائلة من أشخاص يحتاجون إلى مساعدةٍ في خطط مشروعاتهم أو تحرير كتبهم لتعيين خبراء في المجال على موقع Freelancer.com، هذا الطلب رائج جداً بين غير المُتحدِّثين باللغة الأصلية عند حاجتهم إلى فعل شيء باللغة الإنكليزية أو لغة أخرى ويريدون فعله على نحوٍ صحيح.
7. التصميم المعماري ثلاثي الأبعاد: وهو مهارة ضخمة، فالاستوديوهات مستعدة لدفع الكثير من المال للحصول على دعم ومساعدة في مشروعاتهم أو مسابقاتهم في اللحظات الأخيرة.
8. معمارية البرمجيات
9. تطوير التطبيقات: لا يكون الموظَّفون بدوام كامل أو العُمَّال الأحرار المؤقتون متاحين دائماً للمساعدة، وخاصةً خلال العطلات الأسبوعية، بينما يتمكَّن المُطوِّرون على الموقع من إصلاح أي مشكلة بسهولة أو المساعدة في إنهاء المشروع عندما تكون المواعيد النهائية قريبة للغاية.
10. الفوتوشوب أو أي عمل آخر في التصميم: تدفع الشركات أموالاً كثيرة لكي يُصمّم عروض الباوربوينت والإنفوغراف والكُتيِّبات وعروض كينوت الخاصة بهم مُصممٌ محترف على الموقع.
لا أقول إنَّ عليك فعل هذه الأمور، ولكن الفرص والتعليم مُتاحة الآن.
9- أين التعليم؟
إنَّ Lynda.com وKhan Academy وCoursera وUdemy وCodeacademy وUdacity وSkillshare هم بضعة من المواقع المتاحة، لن يجعلك أيٌ من هذه المواقع أفضل في وظيفتك، ولكنَّها ستمنحك أفكاراً لمصادر بديلة للدخل يمكنها الحل محل وظيفتك في النهاية.
10- أسطورة الراتب الثابت
إنَّ أسوأ ما يمكن أن تحصل عليه هو راتب ثابت، فالراتب الثابت لا يمنحك تقييماً عن عملك، فأنت تجني نفس القدر كل أسبوعين. لا بد أن يكون دخلك تقييماً، إذا ارتفع يمكنك توسيع مصادر دخلك الناجحة، وإذا انخفض يمكنك تغيير الأشياء غير الناجحة، هكذا يجني الناس الكثير من المال.
الراتب الثابت إدمان يخدع المرء ليعتقد أنَّ وضعه جيد حتى يُفصَل من العمل، أمَّا التقييم فهو معرفة، والمعرفة تؤدِّي إلى سعادة أكبر. فلتسعد بالقليل
منذ عام تقريباً، ألقيت بكل شيء أملكه، إذا لم تتَّسع له حقيبة واحدة، لن أملكه إذاً، يحتاج البعض إلى حقيبتين، أو إلى 10. ولكن بعض الناس يحتاج إلى مبلغ “س” في البنك أو لطالما أراد ص ليضعه في دولابه.
فضِّل القصص والتجارب على الأغراض، يمكنك الحصول على قصةٍ اليوم مجاناً، إذا لم تكُن قصتك، استمع إلى الآخرين إذاً. تخيَّل قصةً، قصتك من الآن وحتى اللحظة التي تغلق فيها عينيك إلى الأبد، القصة التي سيحكيها الناس في جنازتك، ماذا يحدث في هذه القصة؟ هل أنت غارق بين الأوراق في المكتب؟ هل تخدم أشخاصاً لا يستحقونك؟ هل تصادق أشخاصاً سيثرثرون من وراء ظهرك؟ هل تتلقَّى أوامر من الأسياد؟
عندما كنتَ طفلاً، كنتَ ترغب في الرسم والكتابة والتمثيل وإضحاك الناس، إلى متى ستؤجِّل كل هذا حتى يفوت الأوان؟ إلى متى ستظل هاتان اليدان اللتان خُلقتا لصنع الجمال عاجزتين عن النمو بينما لا تصنعان شيئاً.
قبل أن نبلغ الـ 5، كنا أحراراً من جروح آبائنا وأحبابنا وأقراننا، ثم أصابتنا جروحهم العاطفية المفتوحة التي تسبَّب فيها آباؤهم وأصدقاؤهم، بمُجرَّد أن نُصاب بالعدوى، نبدأ في أن نعيش حياتهم، وآلامهم وجروحهم وأمراضهم ودموعهم.
حانت الآن فرصتنا لعلاج أنفسنا، ونحيا الحياة التي نريدها، ونشعل لهب إبداعنا من جديد، ونتحرَّر من حياة السجن والرعب، أستيقظ كل يوم آملاً أن أستطيع ذلك، لا أريد أن أموت اليوم، أريد أن أحيا الحياة التي لطالما حلمتُ أن أحياها.