تتسابق شركات صناعة السيارات والطائرات وشركات التكنولوجيا ذات العلاقة من أجل ابتكار «سيارات طائرة» أو ما يُسمى «تاكسي طائر» وهو التاكسي الذي سيتم اختباره في إمارة دبي قريباً لأول مرة على مستوى العالم، ويتوقع أن يتسبب بتغيير استراتيجي على وسائل النقل المعروفة في العالم.
وقال تقرير لجريدة «دايلي ميل» اطلعت عليه «القدس العربي» إن شركات التكنولوجيا بما فيها «غوغل» وشركات الطيران بما فيها «إيرباص» تقوم باختبار سيارات تاكسي طائرة والتي يُطلق عليها اسم (e-VTOL) أو المركبات ذات الإقلاع والهبوط العمودي.
وحسب التقرير فمن المقرر أن يبدأ النموذج الأول للمركبة المسماة (EHang 184) والمزودة بمقعد واحد في الطيران في دبي خلال شهر تموز/يوليو المقبل.
وقامت شركة صينية بتصميم مركبات دبي التي يمكن أن تنقل راكبا يقل وزنه عن 100 كغ، مدة تصل إلى 23 دقيقة.
وفي الوقت نفسه، تأمل شركة أوبر في دمج (e-VTOLS) ضمن خدمة نقل الركاب في غضون عقد من الزمن، حيث قال رئيس المنتجات في الشركة «إن الطيران عبارة عن امتداد طبيعي لما نقوم به».
ومن غير المتوقع أن تحلق الطائرة بشكل مشابه لطائرات الهليكوبتر أو الطائرات بدون طيار «درونز» كما قد تستخدم المحركات الكهربائية.
ويمكن أن تكون هذه المركبات المطورة مكلفة في البداية، ولكن من المتوقع أن تكلف أقل بكثير من ركوب طائرة هليكوبتر، إلى جانب كونها كهربائية وصديقة للبيئة.
وتنقل الصحيفة البريطانية عن شركة «أوبر» المتخصصة في النقل قولها إن تكلفة الرحلة ذات المسافة 80 كم على متن مركبة (e-VTOL) الطائرة ستبلغ حوالي 129 دولارا لكن هذه التكلفة قد تنخفض إلى 20 دولارا في المستقبل، حسب ما تقول الشركة.
طائرة تحمل راكبا واحدا
وكانت شركة صينية ابتكرت أول طائرة من نوعها في العالم بدون طيار (درون) ذات حجم كبير نسبياً تستطيع أن تنقل الركاب في الرحلات القصيرة، على أنها لا تحتاج إلى طيار أو قائد في الجو وإنما يتم التحكم بها عن بعد من خلال «ريموت كونترول» على الأرض.
والطائرة الجديدة التي أنتجتها شركة (EHang) الصينية تستطيع أن تحمل راكباً واحداً ويتم التحكم فيها عن بعد، وقالت الشركة إنها عبارة عن «تاكسي طائر» يتيح للركاب تجاوز الازدحامات والتحليق في الهواء من أجل الوصول سريعاً إلى المكان المطلوب، على أن الطائرة مروحية يقل حجمها عن حجم السيارة الصغيرة، وبالتالي يمكن أن تهبط على أسطح البنايات أو في الساحات المحيطة بالمباني.
وعرضت الشركة طائرتها الجديدة في «لاس فيغاس» في الولايات المتحدة قبل شهور، حيث لفتت الأنظار هناك وجذبت الانتباه، أما اسم الطائرة فقد أطلقت الشركة عليها (184) وإضافة إلى كونها الأولى في العالم التي تقل ركاباً بدون طيار، فإنها أول طائرة أيضاً تقل ركاباً ولا تحتاج أياً من أنواع الوقود التقليدي، حيث تعمل بالطاقة الكهربائية بشكل كامل.
ولدى الطائرة أربعة أجنحة، تحمل فوقها ثماني مراوح، ما يجعلها أكثر قدرة على التوازن وأكثر أماناً خلال التحليق، حيث أن تعدد المراوح يتيح للطائرة حالة أكبر من الأمان.
وتقول الشركة إن التنقل عبر هذه الطائرة أمر في غاية السهولة، فكل ما على الراكب أن يفعله هو أن يحدد الوجهة التي يريد السفر إليها، ومن ثم يطلب عبر تطبيق هاتفي الوجهة، ثم يسترخي داخل الطائرة لتقوم هي على الفور بنقله. وتتضمن قمرة الطائرة حاملاً للهاتف المحمول أو الكمبيوتر اللوحي من أجل التحكم في مسار الطائرة، وآخر يمكن للراكب أن يضع عليه كوباً من الشاي أو القهوة أو العصير لاحتسائه خلال الرحلة، إضافة إلى كرسي مريح يجلس عليه الراكب.
طفرة الـ»درونز»
وسجلت صناعة طائرات الـ»درونز» طفرة في العالم خلال العامين الأخيرين، خاصة مع انتقال الصناعة إلى المجالات السلمية ونجاح الشركات الصينية في تصنيع الكثير من الطائرات لأغراض مختلفة وبأسعار رخيصة جداً نسبياً.
وكشفت العديد من التقارير مؤخرا أنه يمكن أن يستخدمها الهاكرز في أعمال القرصنة واختراق شبكات الكمبيوتر من خلال التحليق في مكان قريب من شبكة «واي فاي» معينة، وهو ما يهدد السلامة الالكترونية للكثير من المصالح والجهات الحكومية، فضلا عن أن الطائرات التي تتضمن كاميرات تصوير تلقى رواجاً هي الأخرى حيث تتميز بأسعارها المنخفضة وإمكانية التحكم فيها عن بعد عبر الهاتف المحمول.
وكانت اليابان ابتكرت مؤخراً طائرات بدون طيار تعمل على حماية السماء من الطائرات الخبيثة، وأنشأت شرطة العاصمة اليابانية فريقاً هو الأول من نوعه يتضمن أسطولا من طائرات الــ»درونز» التي تعمل على اعتراض أي طائرة مشبوهة تحلق في سماء طوكيو.
وكشفت الشرطة اليابانية أنها تعتزم إطلاق أسطول طائراتها بدون طيار في محيط المسؤولين وفوق المباني الحساسة، وذلك تحسباً لوجود طائرات بدون طيار خبيثة تحلق في المكان وتقوم بأعمال غير مشروعة مثل التجسس أو القرصنة أو التصوير أو ما إلى ذلك.
وفي الهند كشفت تقارير صحافية أن علماء هنودا يعملون حالياً على تطوير طائرات بدون طيار فائقة القدرة وتحلق على ارتفاعات منخفضة لا تتعدى خمسة آلاف قدم ولفترة تحليق متصلة تصل إلى 10 ساعات.
وقالت مصادر فى قطاع التصنيع العسكري الهندي إن المفاجأة هى أن الطائرات التي يتم تطويرها ستكون لها القدرة على المسح التصويري والاستهدافي لمسافة تصل إلى 150 كيلومترا، وبذلك ستكون تلك الطائرات مفيدة في مراقبة الطرق السريعة بين الأقاليم الهندية، ومراقبة الأرصاد الجوية والأوبئة وغزو الجراد وخلافه.