وتزيد إيران، ثالث أكبر منتج للخام في «أوبك»، إنتاجها منذ رفع العقوبات الغربية عنها في يناير/كانون الثاني. ورفضت طهران الإنضمام إلى محاولة سابقة هذا العام من «أوبك» ومنتجين آخرين مثل روسيا لتجميد الإنتاج حيث انهارت المحادثات في أبريل/نيسان.
وأضافت المصادر أنه رغم أن إيران لم تقرر حتى الآن ما إذا كانت ستشارك في أي جهود جديدة، إلا أن طهران تبدو أكثر استعدادا للتوصل إلى تفاهم مع منتجي النفط الآخرين.
وقام وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو الأسبوع الماضي بجولة شملت دولا منتجة للنفط، من بينها السعودية وإيران، لحشد التأييد لاتفاق. ورغم صعود النفط هذا العام، فإن السعر البالغ حاليا نحو 49 دولارا للبرميل هو أقل من نصف مستويات منتصف 2014. وقال مصدر مطلع على التفكير الإيراني بعد زيارة ديل بينو لطهران «ستصل إيران إلى مستويات إنتاج ما قبل العقوبات قريبا، وبعدها يمكنها التعاون مع الآخرين.»
وأضاف «بصفة عامة تفضل إيران أخذ مزيد من الإجراءات من جانب منظمة أوبك، لا مجرد الاكتفاء بتثبيت الإنتاج عند مستوياته القصوى لجميع الأعضاء. إذا كانت مسألة التثبيت هذه ستساعد على تحسين الأسعار فإن إيران ستسهم فيها.»
ومن المقرر أن يعقد أعضاء المنظمة اجتماعا غير رسمي في الجزائر الشهر المقبل، على هامش منتدى الطاقة الدولي المتوقع أن تحضره روسيا أيضا.
ومنذ أشهر تسعى فنزويلا، التي تضرر اقتصادها بشدة من هبوط أسعار النفط، لحشد تأييد المنتجين لاتفاق لتقليص الإنتاج. وزار ديل بينو طهران في 15 أغسطس/آب قبل أن يتوجه إلى جدة في السعودية.
وقال مصدر في «أوبك» أمس الثلاثاء ان إيران أكدت مشاركتها في اجتماع المنظمة الذي سيعقد في الجزائر.
علامات إيجابية
تريد روسيا، التي كانت مستعدة في أبريل/نيسان لتجميد الإنتاج، أن ترى توافقا داخل «أوبك» قبل أن تقرر الإنضمام مجددا إلى مبادرة.
وقال مصدر رفيع في قطاع النفط مشيرا إلى الرياض وطهران «المفاوضات مستمرة. أرى علامات إيجابية من دول رئيسية في أوبك.»
وتابع «تريد روسيا أن ترى توافقا داخل أوبك قبل أن تلتزم بأي شئ. ولذا فإن (أعضاء أوبك) مشغولون فيما بينهم للتوصل إلى اتفاق.»
وتقول مصادر في المنظمة ان مشاركة إيران في اتفاق بخصوص الإنتاج هي العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق.
وفي أبريل انهارت المحاولة السابقة لتجميد الإنتاج عند مستويات يناير/كانون الثاني بعدما قالت السعودية إنها تريد من جميع المنتجين بمن فيهم إيران الإنضمام إلى المبادرة.
وتصر طهران على أنها لن تكون مستعدة للانضمام إلى عمل مشترك، إلا عندما يبلغ إنتاجها النفطي مستويات ما قبل العقوبات عند أربعة ملايين برميل يوميا. وأظهرت أرقام «أوبك» أن إيران ضخت 3.6 مليون برميل يوميا في يوليو/تموز.
لكن منذ تعيين خالد الفالح وزيرا للطاقة في السعودية في أبريل اتخذت المملكة نبرة أكثر ليونة تجاه إيران داخل «أوبك». ومن المرجح أن تحيي المنظمة محادثات تجميد الإنتاج في سبتمبر/أيلول حيث تبدو السعودية راغبة في أسعار أعلى.
وإلى جانب إيران فإن مستويات الإنتاج في نيجيريا وليبيا قد تعقد أيضا جهود التوصل إلى اتفاق. فبينما تضخ السعودية وإيران وروسيا إنتاجا قياسيا مرتفعا منذ أبريل، فإن إنتاج نيجيريا سجل أدنى مستوياته في أكثر من 20 عاما بسبب الهجمات على المواقع النفطية. وتضخ ليبيا جزءا ضئيلا من إنتاجها قبل الحرب.
وقال المصدر الرفيع «السؤال الصعب أمام الجميع هو تحديد المستوى الذي سيتقرر تجميد عنده الإنتاج. ربما يشكل الاتفاق على مستوى معين تحديا – إلا إذا توافق الجميع على السماح بقدر من المرونة.»
وقال مصدر في «أوبك» من دول منتجة رئيسية في الشرق الأوسط «تجميد الإنتاج أمر صعب الآن.. فالجميع يزيدون الإنتاج. وحتى إذا وأقول إذا اتفقنا على التجميد فلن يلتزم أحد به.»