ذكر تقرير لوكالة الطاقة الدولية أن من المتوقع زيادة معدلات تشغيل المصافي العالمية بأبطأ وتيرة لها في عشر سنوات على الأقل هذا العام، وهو ما سيقلص الطلب على النفط الخام مع ارتفاع المخزونات في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى مستوى قياسي جديد عند 3.111 مليار برميل.
قالت وكالة الطاقة الدولية: «مع توقعاتنا الأكثر تشاؤما لنشاط التكرير في النصف الثاني من 2016 وتعديلاتنا المتعلقة بإمدادات الخام، فإن السحب المتوقع (من المخزونات) في الربع الثالث من 2016 بات أقل الآن، بينما زادت وتيرة الارتفاع (المتوقع في المخزونات) في الربع الأخير من 2016».
ويتباطأ نمو الطلب العالمي بوتيرة أسرع مما توقعت الوكالة في وقت سابق. وأبقت وكالة الطاقة على توقعاتها لنمو الطلب في 2017 من دون تغيير عن تقديراتها في يونيو/ حزيران عند 1.2 مليون برميل يومياً، لكنها خفضت توقعاتها لنمو الاستهلاك في 2016 إلى 1.3 مليون برميل يومياً من 1.4 مليون برميل.
انخفاض الطلب العالمي
وقالت الوكالة «يتمثل التغير الرئيسي المتعلق بالطلب في هذا التقرير في انخفاض قدره 300 ألف برميل يومياً لتقديرات الطلب العالمي في الربع الثالث من 2016 وما يترتب عليه من تقليص صافي توقعات 2016 بواقع 100 ألف برميل يومياً».
ورغم انهيار أسعار النفط وما ترتب عليه من تقلص الاستثمارات فإن إنتاج الخام العالمي لا يزال في صعود، لكن ليس بالوتيرة السريعة التي شهدها عام 2015. وتضرر المنتجون ذوو التكلفة المرتفعة خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تضرراً شديداً.
غير أن أوبك عوضت هذه الخسارة حيث زادت كل من السعودية وإيران إنتاجهما بأكثر من مليون برميل يومياً منذ أواخر 2014 حينما غيرت المنظمة سياستها إلى الدفاع عن الحصة السوقية بدلا من دعم الأسعار.
ارتفاع الإمدادات
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قد رفعت توقعاتها لإمدادات النفط من خارج المنظمة في 2017 مع دخول حقول جديدة للإنتاج وإثبات شركات التنقيب عن النفط الصخري الأمريكي مرونة أكبر من المتوقعة في التعامل مع أسعار الخام المتدنية مما يشير إلى فائض كبير في السوق العام المقبل. إن متوسط الطلب على النفط من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة سيبلغ 32.48 مليون برميل يومياً في 2017 انخفاضا من 33.01 مليون برميل يومياً في توقعات سابقة. وأضاف التقرير أن «أوبك» نفسها أبقت على الإنتاج قرب أعلى مستوياته في عدة سنوات في أغسطس/ آب حيث ضخت 33.24 مليون برميل يومياً وفق البيانات التي تجمعها أوبك من مصادر ثانوية بانخفاض قدره 23 ألف برميل يوميا عن يوليو/ تموز.
اتفاق تثبيت النفط
وتأتي توقعات وكالة الطاقة الدولية في ظل تزايد توقعات أخرى حول إمكانية التوصل لاتفاق من شأنه دفع أسعار النفط لأعلى، على خلفية «التقارب» بين الدول الأعضاء في «أوبك» وروسيا والذين يضخون معاً أكثر من نصف المعروض العالمي من الخام. وما زال النفط يتداول عند نصف مستويات أسعار عام 2014 مع تزايد المعروض العالمي، في حين ساعد تراجع الإنتاج في الولايات المتحدة على تراجع الفوائض وارتفاع الأسعار بنحو 25% هذا العام، بحسب تقرير.
وبعد عامين من استراتيجية السعودية للحفاظ على حصتها في مواجهة الارتفاع الكبير في إنتاج النفط الصخري، ستجتمع الدول الأعضاء بمنظمة «أوبك» وكذا روسيا للتعاون من أجل تحقيق الاستقرار في الجزائر هذا الشهر. وأبقت المخزونات المتضخمة حول العالم أسعار الخام دون 50 دولاراً للبرميل هذا العام، أقل بكثير مما يمكن لتحقيق الاستقرار بموازنات المنتجين، لكن يبقى هناك أربع نتائج محتملة من محادثات الجزائر.
وكان وزير الطاقة الروسي «ألكسندر نوفاك» قد قال على هامش قمة مجموعة العشرين في الخامس من سبتمبر/ أيلول الجاري، إن تجميد إنتاج النفط السبيل الأكثر فعالية لتحقيق الاستقرار في السوق. وأكد أن بلاده على استعداد لتجميد الإنتاج عند أي من المستويات الشهرية المحققة خلال النصف الثاني من هذا العام، وهي الفترة التي شهدت معدلات إنتاج قياسية لكل من روسيا و«أوبك».