مجلة مال واعمال

«وكالة الطاقة» : أمريكا تنافس روسيا في إنتاج النفط خلال 2018

-

355

توقعت الوكالة الدولية للطاقة أن تتجاوز الولايات المتحدة الأمريكية السعودية في إنتاج النفط هذه السنة مع تكثيف استخراج النفط الصخري بدفع من ارتفاع الأسعار. وكتبت الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها الشهري: إن الولايات المتحدة «ستسجل رقماً قياسياً هذه السنة».
تنتج الولايات المتحدة حالياً 9,9 مليون برميل يومياً وهو أعلى مستوى حققته منذ خمسين سنة وهذا يجعلها «متقاربة تماماً مع السعودية، ثاني أكبر منتج للخام في العالم بعد روسيا». وأضاف التقرير أن النمو المتسارع في الإنتاج سيجعل الولايات المتحدة تسجل مستوى قياسياً تاريخياً يتجاوز 10 ملايين برميل يومياً متقدمة على السعودية وفي تنافس مع روسيا خلال العام 2018، في حال أبقت دول منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وخارج «أوبك» على اتفاق خفض الإنتاج لرفع الأسعار بعد تراجع سعر البرميل أدنى من 30 دولاراً في بداية 2016 بسبب تخمة السوق.
وساهم خفض الإنتاج وتراجع المخزونات وبعض الاضطرابات الجيوسياسية في رفع سعر البرميل فوق 70 دولاراً لأول مرة منذ عام 2014، وبدوره شجع ارتفاع الأسعار شركات إنتاج النفط الصخري على تكثيف الحفر. وبما أن الولايات المتحدة ليست طرفاً في الاتفاق بين منتجي «أوبك» وخارج «أوبك»، يمكن لهذه الشركات أن تواصل الإنتاج بحرية. وقالت الوكالة الدولية للطاقة إن نمو الإنتاج الأمريكي في سنة 2017 فاق كل التوقعات «مع استفادة شركات النفط الصخري من تخفيض الأكلاف وتكثيف عمليات الحفر». وأضافت أن النمو المتسارع في الولايات المتحدة والمكاسب الكبيرة في كندا والبرازيل ستعوض عن التراجع الكبير في إنتاج فنزويلا والمكسيك.. إن قصة الإمدادات الكبيرة خلال سنة 2018 تتكشف بسرعة في الأمريكتين.

ويثير استخراج النفط والغاز الصخريين الجدل لأنه يتطلب ضخ مزيج من الماء والرمل والمواد الكيميائية تحت ضغط عال في أعماق التربة لإخراج المحروقات المحتجزة بين طبقات الصخور، في تقنية يطلق عليها اسم «التصديع الهيدرولي». ويعارض المدافعون عن البيئة هذه العملية على اعتبار أنها يمكن أن تتسبب بتلويث المياه الجوفية وحتى التسبب بهزات أرضية خفيفة. وفيما يتعلق بإنتاج «أوبك»، قالت الوكالة الدولية للطاقة إنه لا توجد مؤشرات واضحة بعد على أن «أوبك» ستفتح الصنابير لتهدئة سباق النفط. وقالت «أوبك» في تقريرها الشهري إن سوق النفط يتجه نحو التوازن بين العرض والطلب. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن أسواق النفط العالمية تتحسن بسرعة مع انخفاض الإمدادات القادمة من فنزويلا والتي سجلت أكبر هبوط غير مخطط له في الإنتاج خلال 2017 وإن تلك الإمدادات قد تتراجع أكثر خلال عام 2018. وتسببت الديون والمشكلات المتعلقة بالبنية التحتية في انخفاض إنتاج فنزويلا خلال ديسمبر/‏كانون الأول إلى 1.61 مليون برميل يوميا، وهو مستوى يقترب من الأدنى في 30 عاما. وساعد ذلك أسعار النفط على أن تقفز فوق 70 دولارا للبرميل أوائل يناير/‏كانون الثاني، وهو أعلى مستوى في ثلاث سنوات. وذكرت الوكالة، التي تنسق سياسات الطاقة في الدول الصناعية، في تقريرها الشهري، أن التصور العام بأن السوق تتحسن هو بوضوح العنصر المهيمن. وفي إطار هذه الصورة الشاملة، هناك قلق متزايد بشأن إنتاج فنزويلا». وأضافت أنه بالنظر إلى ديون فنزويلا المثيرة للذهول وتدهور شبكة النفط، من المحتمل أن يكون التراجع هذا العام أكبر، فالعقوبات المالية الأمريكية أيضا تجعل تشغيل قطاع النفط الفنزويلي أكثر صعوبة.
في سياق متصل، هبطت أسعار النفط بأكثر من واحد في المئة أمس بعدما بدد تعافي إنتاج الولايات المتحدة إثر استمرار انخفاض مخزونات الخام وفاق ذلك الأثر. وبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت 68.65 دولار للبرميل بانخفاض قدره 66 سنتا، أو ما يعادل 0.95 بالمئة، عن سعر التسوية السابقة. وسجلت العقود الاثنين الماضي أعلى مستوياتها منذ ديسمبر/‏كانون الأول 2014 عند 70.37 دولار للبرميل.
روسيا تتوقع قراراً بشأن التخفيضات

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش قوله: «إن قراراً بشأن تخفيضات إنتاج النفط العالمية قد يُتخذ أواخر الربيع أو أوائل الصيف حالما يتضح مدى استدامة الاتجاه الحالي في أسواق الخام».كما ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء أن دفوركوفيتش قال أمس الجمعة إن أسعار النفط، التي بلغت أعلى مستوياتها منذ ديسمبر/ كانون الأول 2014 في وقت سابق من الأسبوع الجاري، قد تنخفض مجدداً.

انخفاض متوقع في الطلب

قال تجار، إن انخفاض الأسعار حدث بسبب تعافي إنتاج الخام في الولايات المتحدة، بعد هبوط في الآونة الأخيرة، إضافة إلى انخفاض متوقع في الطلب. وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة أن إنتاج الخام الأمريكي بلغ 9.75 مليون برميل يومياً في 12 يناير/ كانون الثاني. وكان الإنتاج قد هبط إلى 9.49 مليون برميل يومياً في بداية العام؛ لأسباب أبرزها موجة الطقس السيّئ، التي أدت إلى توقف بعض الإمدادات. ويتوقع معظم المحللين أن يتجاوز حجم إنتاج الولايات المتحدة حاجز العشرة ملايين برميل يومياً قريباً.

تقييم مناطق البحث والحفر

وجه المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية المصري، بأهمية تقييم مناطق البحث وتحديد مواقع الحفر الاستكشافي بالمناطق التابعة للشركة بخليج السويس والصحراء الشرقية والغربية وسيناء، مشدداً، خلال ترؤسه اجتماع الجمعية العمومية للشركة العامة للبترول باعتماد الموازنة التخطيطية للعام المالي الجديد 2019/2018، وضرورة العمل على اكتشافات جديدة؛ لزيادة معدلات الإنتاج، وتعظيم الاحتياطات، خاصة أن الشركة، هي أول شركة بترول وطنية تعمل في مجال البحث والاستكشاف، وإنتاج البترول منذ أكثر من 60 عاماً.
وشدد على الاستمرار في تطوير وتحديث منظومة نقل وتداول وتخزين المنتجات البترولية، باعتبارها من المحاور المهمة التي ساهمت بإيجابية في الاستقرار الملحوظ الذي تشهده سوق المواد البترولية في مصر؛ وذلك بالتوازي مع المشروعات الجاري تنفيذها لتطوير وتحديث معامل التكرير، من أجل زيادة الطاقة التكريرية، وتوفير جانب كبير من احتياجات السوق المحلية، والحد من الاستيراد.