ليس سهلاً أن تكتب عن القامات، فاللسان والقلم يعجزان عن التعبير وتصبح الحروف مبعثرة وغير قادرة على أن تعطيها حقها في الصورة المثلى.. كيف لا وأنا أكتب هنا عن امرأة بحجم وطن، امرأة علمتنا كيف يعجز الكاتب عن تفكيك أسرار نجاحها.
هادئة، واثقة من نفسها، قوية بما يكفي لأن تستمر ولو لوحدها، لم يكن يعنيني في الأمر تنمية صداقة شخصية معها بقدر ما كانت العلاقة بهدف إلقاء الضوء على منجزات واحدة من نشميات هذا الوطن، وجدتها رقيقة وشفافة وعملية للدرجة التي يحبها الجميع في شخصية المرأة، لتصبح عنوان حضاري في مجتمع متنوع الثقافات.
متميزة، بل أكثر من ذلك بكثير فهي صاحبة رسالة، والجميل في المشهد أن وفاء الجراح واحدة من أولئك المبدعات اللواتي يرقين لأن يكن رائدات في كل شيء، راقيات في العمل المنظم، شغوفات وحالمات، مصممات ومثقفات، وللنساء رسالة وما أجمل أن توجه من وفاء الجراح.
لقد شكلت وفاء الجراح التي تدرجت على سلم الإحتراف حالة وطنيه اكسبتها محبة الاخرين وجعلت منها حالة ارتسمت على طول لحظات حياتها، نعم هذه واحدة من بذرات الوطن وواحدة من سيدات المجتمع اللواتي يحاولن ان يبذرن الامل والحب في كل يوم.
لا شك بأن الجراح التي عرفت بمعالجتها للقضايا الجدلية في مجتمع مغلق بعض الشيء، استطاعت بعد عمل دؤوب وبجدارة ان تضع لها قدما في عالم المرأة، لا بل فهي تعد نقطة مضيئة في سماء الابداع والتميز، بالإضافة إلى تواجدها كرئيسة لجمعيتين تعاونية وخيرية، وصاحبة مبادرة، وقائدة مجتمعية، حيث تسجل حضورًا متميزاً، فأينما وجهت نظرك تجدها، في المكاتب في العيادات في الأسواق والمحلات في المدارس والجامعات، فهي قامة نسائية أردنية تحترم ويقدرها الاخرون.
هي واحدة ممن يحلمن بتطويع المستحيل، وفي قاموسها ليس هناك ما يسمى المستحيل، فمنذ كانت في سنوات عمرها الأولى كان طموحها يحلق عاليا، شامخا، كما هي النجوم.
تساءلت بيني وبين نفسي، ما هو سر تألق هذه المرأة؟ وعدت متسائلا، من أين لها كل هذه القوة العظيمة؟ ولم أنتظر طويلا حتى أجد إجابات على كل تساؤلاتي، فهذه المرأة هي من زمان آخر، تفاصيل حياتها الرائعه، تجيب على كل من يبحث في خفاياها.
بداخل وفاء طاقة إيجابية ورغبة في تخصيص وقتها لمساعدة الآخرين لأن هذا المسار يبعث في قلبها فرحاً وعلى وجوه من تساعدهم الابتسامة، فهي تسعى لنشر رسالة الإيجابية قولاً وفعلاً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بها ومن خلال دورها الريادي في المجتمع.
لا تؤمن بالأحلام بل بوضع الأهداف والاجتهاد لتحقيقها، وتسأل الله التوفيق في تحقيق الجزء الآخر من امنياتها، ودائماً ما تؤكد على الاهتمام بتمكين المراة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ودعم الرياديات والرياديين، والدفع بهم إلى دائرة الضوء، بالإضافة إلى اهتمامها الشديد بحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص.
وها هي أنثى تأتي إلى الواقع لتضع نفسها بين أخواتها كاتبات السرد، فتاة من الاردن، لتدخل في عالم ليس له قرار بعيد عن عالم النسيان لتضع نفسها أمام الواقع الذي تعيشه الأنثى.
إمرأة إستثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بحثت عنها في كل مكان، في تفاصيل الشعر والنثر، في كل مساحات الكتابة، في اروقة السنوات الأخيرة، لها حروف كأنها تكتب من ضوء القمر، انها حقا رائعة من روائع الزمن الجميل، زمن الحريه، زمن يعيد للذاكرة تفاصيلها.
وكأن الوجد العربي انصهر بساحاته وشوارعه، ليطلق من هناك كوكباً درياً اسمه وفاء الجراح، صانعة الحلم في زمن العولمه، سيدة من واقع مرير، لكنها تصر على أن يكون هذا الواقع مزدهرا ينبض بلحظات الفرح بدلا من البؤس والشقاء، ترى الأمور بعين الواثقة من نفسها، وهي كذلك.
شخصية منظمة للغاية تعمل بجد ، وتمتلك خبرة واسعة في مجال التدريب الأكاديمي ذو كفاءة عالية مع سلوك تعليمي ابداعي في منهجيات التعلم الذكي ، بارعه في تحفيز الذات للآخرين وشغوفه بتعليم الجيل القادم ، وماهره في خدمة العملاء ، تسعى إلى دور مليء بالتحديات في مؤسسة حسنة السمعة لاستخدام مهاراتها الفنية والإدارية لتنمية المنظمة.
رئيسة جمعية نسمات إربد التعاونية وجمعية إضاءة خير الخيرية.
ومديرة مشروع للأعلاف البلديلة من وزارة الزراعة في جمعية نسمات إربد التعاونية
ومدربة لذوي الإعاقة والمتضررين في الحرب – مع الهاندي كاب
ومدربة حرف يدوية – اللجنة الدولية للإغاثة (IRC)
ومدربة لصناعة البهارات الطبيعية – مع مركز اراده
المصدر : https://wp.me/p70vFa-Jpx