يتفقون على خطة زمنية ومسار حوكمة لمفاوضات التجارة الحرة خلال 2021
الزيودي: حريصون على دعم مسار اتفاقيات التجارة الحرة بما يضمن نمو الصادرات وتنافسية التجارة الخارجية لدول مجلس التعاون
• التأكيد على أهمية تطوير آليات واستراتيجيات جديدة وفاعلة لتعزيز تقدم دول المجلس في اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول والمجموعات الدولية ذات البعد الاستراتيجي
ترأس معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، اجتماع أصحاب المعالي وزراء التجارة في دول مجلس التعاون الخاص باتفاقيات ومفاوضات التجارة الحرة بين دول المجلس والدول والتكتلات الاقتصادية الأخرى، بحضور معالي الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك في إطار رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة للدورة الحالية لمجلس التعاون.
تم خلال الاجتماع استعراض سير مفاوضات التجارة الحرة بين دول المجلس والدول والتكتلات الاقتصادية الأخرى، وبحث أبرز المستجدات المتعلقة بأعمال الفريق التفاوضي وسبل تعزيز دوره وتذليل العقبات التي قد تواجهه، بهدف دعم موقف دول المجلس في المفاوضات والمشاورات التجارية وتعظيم الفائدة المرجوة منها، ولا سيما الخطط الاستراتيجية لدول المجلس في تنويع الاقتصاد عبر دعم الصادرات الخليجية وزيادة عوائد التجارة الخارجية وخلق فرص استثمارية جديدة في كافة دول مجلس التعاون.
واتفق أصحاب المعالي وزراء التجارة على وضع خطة زمنية لجولات تفاوضية للتجارة الحرة خلال المرحلة المقبلة مع دول وتكتلات اقتصادية ترى بأنها تشكل ثقلاً استراتيجياً لاقتصاد دول المجلس على أن تتضمن الخطة مسار حوكمة واضحاً للمفاوضات خلال العام المقبل (2021) يضمن إحراز تقدم يخدم الأهداف والمصالح المتبادلة لدول مجلس التعاون والشركاء التجاريين.
وشدد معالي الدكتور ثاني الزيودي في كلمته خلال الاجتماع على أهمية زيادة التنسيق بين دول المجلس لتحقيق مزيد من الانفتاح على التجارة الدولية وضمان تنفيذ خطط التنوع الاقتصادي لديها من خلال اتفاقيات التجارة الحرة، مشيراً إلى أن هذه الاتفاقيات أصبحت اليوم من أهم صور التكامل في الاقتصاد العالمي، نظراً إلى دورها المحوري في إزالة القيود الجمركية وغير الجمركية على تجارة السلع والخدمات، مما يؤدي إلى زيادة حجم التبادل التجاري ورفع معدلات النمو الاقتصادي وزيادة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الموقعة.
وأكد معاليه حرص حكومة دولة الإمارات، وبتوجيهات من قيادتها الرشيدة، على دعم أي خطط إيجابية لتعزيز مسار مفاوضات التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون والدول والتكتلات الاقتصادية الأخرى، مضيفاً: “أعربت الحكومات الخليجية بصورة واضحة عن التزامها بدعم الاستراتيجيات والخطط التي تؤدي إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية من خلال زيادة الصادرات غير النفطية والتي تضمن نمو وتنافسية التجارة الخارجية لدول المجلس وتعزيز مصالحها التجارية والاستثمارية في الأسواق العالمية”.
وأوضح معاليه: “في ظل الظروف غير الاعتيادية والتحديات التي أفرزتها جائحة كوفيد-19 على واقع التجارة العالمية، تزداد أهمية التعاون والتضامن والجهود المشتركة بين دول المجلس لتأمين وصول صادرات الدول الخليجية السلعية والخدمية والاستثمارية وزيادة نفاذها إلى الأسواق الخارجية وحماية المنتجات الوطنية عبر فتح وجهات تجارية جديدة لها وتزويدها بميزات تنافسية أكبر، ونرى بأنه يمكن تحقيق ذلك من خلال العمل المشترك والمدروس لإبرام المزيد من اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول والتكتلات الاقتصادية ذات البعد الاستراتيجي”.
واستعرض معاليه أبرز مستجدات اتفاقيات التجارة الحرة على المستوى العالمي، مشيراً إلى أنه خلال العقد الماضي ارتفع عدد الاتفاقيات التجارية الإقليمية ليصل حتى نهاية يونيو 2020 إلى 496 اتفاقية، كما أن هنالك أكثر من 242 إخطاراً في منظمة التجارة العالمية بِشأن اتفاقيات محتمل دخولها حيز النفاذ في المستقبل القريب، منوهاً معاليه بأهمية اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التي وقعتها في منتصف نوفمبر الماضي 15 دولة من دول آسيا والمحيط الهادئ، والتي يمكن وصفها بأنها أكبر اتفاقية تجارية في العالم وأنها تصب في صالح التعددية التجارية وتحرير التجارة على حساب السياسات الحمائية والأحادية في التجارة الدولية. ودعا معاليه دول الخليج العربية إلى تكثيف العمل والتعاون لتطوير آليات واستراتيجيات جديدة وفاعلة لتعزيز تقدمها في هذا الملف الحيوي وبما يخدم استراتيجياتها الاقتصادية العليا.