وردة الجزائرية احدى كبرى مطربات العالم العربي التي توفيت الخميس جراء سكتة قلبية في القاهرة، ستوارى الثرى في الجزائر اليوم السبت على ما اعلنت السلطات. وقد وصل جثمان وردة مساء امس الجمعة الى العاصمة الجزائرية قادما من العاصمة المصرية، حسب ما افاد مصور وكالة فرانس برس.
وحطت الطائرة التي نقلت جثمان وردة الجزائرية عند الساعة 21,30 (20,30 تغ) في مطار الجزائر حيث نقل التلفزيون الجزائري وقائع وصول الجثمان مباشرة على الهواء.
وكان في استقبال النعش وزراء الخارجية مراد مدلسي والثقافة خليدة تومي والاتصال ناصر محل بالاضافة الى فنانين ومثقفين. وكانت الوزيرة خليدة تومي قالت ان “وردة تعتبر من اروع الاصوات في الجزائر والعالم العربي”. واضافت في برقية تعزية اوردتها وكالة الانباء الجزائرية “ان وردة الجزائرية رحلت عنا تاركة وراءها صمتا مطبقا وحزنا عميقا”.
وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية وجهها الى ذوي الفقيدة “لقد نذرت الفقيدة حياتها لفنها ونذرت فنها لوطنها أينما حلت وارتحلت مناضلة من باريس في صباها إلى المشرق العربي فرفعت رايته في محافل الفن وأسمعت كلمته في منابره وكانت في ذلك قامة قل أن تسامى وموهبة مبدعة ندر أن تضاهى”.
واضاف الرئيس الجزائري في البرقية بحسب ما اوردتها وكالة الانباء الجزائرية الرسمية “لئن أسلمت وردة روحها لبارئها وهي في مصر بعيدة عن وطنها فإنها لم تكن غريبة فيها إذ أمضت جل حياتها في القاهرة التي ارتفع فيها صوتها وذاع منها صيتها وتوثقت لها صلات رحم وتوسعت علاقاتها بأهل الفن والإبداع وأساطينه ولكن الله أكرمها أن جعل مثواها في وطنها الذي حملته في قلبها وروحها وصوتها وجابت به الدنيا”.
وقد وصلت طائرة عسكرية جزائرية الى القاهرة الجمعة حيث اقيمت الصلاة على روح الفنانة، لنقل جثمان وردة على ما اوضح مسؤولون مصريون.
واوضح احد هؤلاء المسؤولين “وصلت الى مطار القاهرة الدولي صباح اليوم (الجمعة) طائرة عسكرية خاصة ارسلها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لنقل جثمان المطربة وردة الجزائرية إلى الجزائر”. وستوارى المطربة الكبيرة الثرى السبت في مقبرة “العالية” شرق العاصمة الجزائرية.
وقالت الاذاعة الجزائرية العامة ان جثمان وردة سيسجى اعتبارا من الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش السبت في قصر الثقافة في القبة في العاصمة الجزائرية للسماح للمواطنين بالقاء نظرة الوداع عليها.
وقبل وفاتها كانت وردة صورت فيديو كليب بعنوان “ما زال واقفين” بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر في الخامس من تموز/يوليو.
ومنذ 26 نيسان/ابريل يبث هذا الشريط باستمرار على كل المحطات التلفزيونية الجزائرية العامة.
وكانت وردة واسمها الاصلي وردة فتوكي ولدت في فرنسا لاب جزائري وام لبنانية ولطالما رافقت الجزائر منذ استقلالها في الاحتفال بالمحطات الرئيسية في تاريخها.
وبعدما توقفت عن الغناء لسنوات عدة اثر زواجها الاول، قبلت وردة دعوة الرئيس هواري بومدين (1965-1978) للغناء في العاصمة بمناسبة الذكرى العاشرة لاستقلال البلاد في العام 1972.
وقدمت المغنية للشعب الجزائري أغنية “من بعيد” الوطنية التي تكرم فيها الجزائر الحرة وتلمح إلى عودتها إلى بلدها بعد غياب طويل اكتنفه الغموض.
وذكرت صحيفة “الشروق” الجزائرية ان زوجها هجرها بعدما عادت وردة إلى الساحة الفنية فرجعت إلى القاهرة لتكرس وقتها لمسيرتها الفنية.
وقد أعادت الكرة في الخامس من تموز/يوليو 1982، بعد 20 سنة تحديدا من الاستقلال، مع تأدية أغنية وطنية أخرى حملت اسم “عيد الكرامة”، ثم مجددا في العام 1987 مع أغنيات ناجحة أخرى محورها نضالات الجزائر من أجل الحرية والتنمية.
وكانت وردة قد بدأت الغناء في الخمسينات عندما كانت لا تزال في الخامسة عشرة من العمر، في ناد ليلي يعود لوالدها في باريس.
ثم سطع نجمها في الشرق عموما ومصر خصوصا حيث تعاونت مع كبار أعلام الأغنية العربية من أمثال محمد الموجي ورياضي السنباطي ومحمد عبدالوهاب وبليغ حمدي الذي تزوجته وألف لها أغاني تعتبر من أجمل الأغاني العاطفية في العالم العربي. وباعت المطربة أكثر من 20 مليون ألبوم عبر العالم وأنشدت أكثر من 300 أغنية.
العائلة ..