طوَّر العلماء Nanomachines، وهي آلة يمكنها حفر الخلايا السرطانية، وقتلها في 60 ثانية فقط.
الجزيئات الدوارة الصغيرة تتحرك بواسطة الضوء، وتدور بسرعة إذ يمكنها شق طريقها من خلال بطانات الخلايا عند تفعيلها.
في اختبار واحد أجري في جامعة دورهام، نشرت نتائجه صحيفة The Telegraph البريطانية، استغرقت Nanomachines ما بين دقيقة وثلاث دقائق لاختراق الغشاء الخارجي لخلايا سرطان البروستاتا وقتلها على الفور. الموتور هو سلسلة دوارة من الذرات التي يمكن تحفيزها لتدور في اتجاه واحد ما تتسبب في دوران الجزيء بسرعة كبيرة. هذا الاختراق، تقول صحيفة The Sun البريطانية، يعني أن الخلايا المريضة يمكن أن تقتل في 60 ثانية فقط.
البقع الداكنة الصغيرة على خلية البروستاتا البشرية، الملونة بالأخضر في الصورة، تشير إلى كسر Nanomachines للغشاء، من خلال الجزيئات الصغيرة التي يحركها الضوء بسرعة ويمكن أن تخترق الخلايا. وقال الدكتور روبرت بال من جامعة دورهام، لصحيفة The Telegraph البريطانية: “نحن نتجه نحو تحقيق طموحنا لنكون قادرين على استخدام نانوماشينس ذات التنشيط الضوئي لاستهداف الخلايا السرطانية مثل تلك الموجودة في سرطان الثدي والأورام الجلدية، بما في ذلك الأورام المقاومة للعلاج الكيميائي القائم حالياً”.
وتابع موضحاً، “وبتطوير هذا النهج يمكن تغيير خطوة محتملة في علاج السرطان غير التوسعي وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة ورعاية المرضى على الصعيد العالمي بشكل كبير”. وقد قام العلماء، الذين نشر عملهم في مجلة Nature العلمية، بإنشاء عدة جزيئات آلية تعمل بالضوء وتستوطن سطح خلايا معينة.
ووجد الباحثون أن Nanomachines تحتاج للدوران من مليونين إلى ثلاث ملايين مرة في الثانية الواحدة للتغلب على العقبات القريبة والتفوق على الحركة البروانية الطبيعية، والحركة غير المنتظمة للجزيئات المجهرية المعلقة في السوائل. ويمكن استخدام الجزيئات إما لشق نفق في خلايا تحمل عوامل علاجية، أو أن تكون بمثابة أسلحة قاتلة تفجر أغشية الورم المفتوحة.
وأظهرت أشرطة الفيديو أغشية الخلايا السرطانية تتدفق تحت الهجوم.
دون المحفز الفوق بنفسجي تستوطن الآلات الجزيئية الخلايا المستهدفة لكنها تبقى مسالمة على سطحها.
قال الدكتور جيمس تور عوض الفريق الدولي من جامعة رايس بهيوستن البحثية الأميركية، إن هذه الآليات المجهرية صغيرة إلى درجة أنه يمكننا وضع 50 ألف واحدة منها في مساحة قطر شعرة من رأس إنسان، مع ذلك كانوا يشغلون ويستهدفون مكونات في هذه الحزمة الصغيرة جداً لجعل الآلات الخلوية قادرة على علاج الأمراض في الحقيقة.
وأظهرت الدراسة أنه يمكن الحفر داخل الخلايا، سواء كانت خلايا حيوانات أو خلايا بشرية باستخدام هذه الآلات المجهرية.
وتابع جيمس تور لـThe Telegraph، “لسنوات عديدة لم أتخيل أبداً أن يتم استخدام الآلات المجهرية طبياً ظننت أنها صغيرة جداً لأنها أصغر بكثير جداً من الخلية، لكن هذا العمل غير حقاً وجهة نظري في هذا الأمر وأظن أنه من الناحية العلاجية فهذه طريقة جديدة كلياً لعلاج المرضى وسيكون لها تطبيقات ممتازة في علاج السرطان، ليس فقط في قتل الخلايا بل لعلاجها عن طريق التفاعل مع الجسم البشري باستخدام هذه الآلات الخلوية”.
وتمكن علماء، في سنة 2016، من تطوير عقار مضاد للسرطان من الجهاز المناعي للأشخاص الذين يظهرون قدرة على محاربة المرض، بعد كفاحهم لسنوات طوال من أجل معرفة الفرق بين أنواع السرطان القاتلة وغير القاتلة. لكن في السنوات الأخيرة برزت نظرية تفيد بأنه ليس بالضرورة أن يمثل السرطان نقطة ضعف، فقد يكون لدى جهاز المناعة عند بعض الناس قدرة خاصة على احتواء الأورام، بحسب مقال بصحيفة The Independent البريطانية.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-loi