مجلة مال واعمال

«واتوبيديا» تخطط لتأسيس مركز ذكاء اصطناعي في دبي

-

image (4)

قال عبدالله المنصوري، الشريك المؤسس في «واتوبيديا»، إن الشركة المتخصصة في تطوير حلول ومنتجات الذكاء الاصطناعي، والتي نقلت أخيراً، مقرها الرئيسي من سنغافورة إلى مركز دبي المالي العالمي، تخطط لتأسيس مركز بحوث وتطوير الذكاء الاصطناعي «ثينك تانك»، انطلاقاً من دبي، وذلك للاستفادة من البيئة الفريدة عالمياً التي وفرتها حكومة دبي لازدهار هذه التقنيات.

أهداف

وقال عبدالله المنصوري، إن أحد أهم أهداف الشركة هو توفير تقنيات وحلول الذكاء الاصطناعي عالية الأداء ووضعها في متناول المستخدمين العاديين من شركات وأفراد، بعد أن كانت تلك التقنيات حكراً في السابق على مراكز تحليل البيانات في كبرى البنوك وشركات الاستثمار.

وأضاف في تصريحات خاصة للبيان الاقتصادي، إن الشركة تخطط لجمع 12 ألفاً من علماء البيانات من حول العالم، من خلال منصة إلكترونية في مركز البحوث المزمع إنشاؤه، بهدف إيجاد وتطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي للمشكلات التي تواجهها الشركات على مختلف أحجامها من خلال «هاكاثون» يشارك فيه من يرغب من أولئك العلماء، بدعم تقني من منصة «واتوبيديا».

وأكد: لدينا إيمان راسخ بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي تفتح مجالات غير مسبوقة لتطوير العديد من القطاعات الحيوية في الدولة خلال المرحلة المقبلة. وقد قمنا بتأسيس «واتوبيديا» وهي الشركة المطورة التي قامت بتطوير تطبيقات «وات ستوك» و«هوت ستوك»، وذلك قبل عامين في سنغافورة، وقررنا العام الماضي نقل الشركة إلى دبي، بسبب وجود فرصة كبيرة لتطوير حلول عملية تعتمد على الذكاء الاصطناعي انطلاقاً من دبي التي تملك رؤية مستقبلية تقدمية فريدة من نوعها في العالم، فدبي كما تعلم أول حكومة في العالم تقوم بإطلاق وزارة للذكاء الاصطناعي.

جذب

وقال إن دبي تشق طريقها بقوة لتصبح أحد أهم مراكز جذب المهارات التقنية العالمية في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، علاوة على أن الدعم الكبير الذي يقدمه مركز دبي المالي العالمي شكّل إضافة مهمة لهذه البيئة العالمية الداعمة للتقنيات المستقبلية في دبي، خصوصاً وأن بعض منتجاتنا موجهة لقطاع «فين تيك».

ولفت المنصوري إلى أن فقدان بعض الوظائف التقليدية المتوقع في قطاعات محددّة لصالح تقنيات الذكاء الاصطناعي أمر طبيعي، ويرافق كل التقنيات التي تم اختراعها منذ الثورة الصناعية الأولى، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي سيفتح في المقابل فرص توسع ونمو غير مسبوقة على مستوى الاقتصاد الشامل في الدول، ما سيوفر بدوره مجموعة جديدة من الفرص الوظيفية، ويعود بالفائدة الاقتصادية على الشعوب بالنتيجة.

فرص

من جانبه، أكّد كارل فرير، المؤسس لشركة «واتوبيديا» الذي تمتد خبرته إلى أكثر من 30 عاماً في البرمجة الحاسوبية وصناعة الألعاب الإلكترونية وتقنيات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي وسبل توظيفها في العديد من المجالات مثل الواقع المعزّز والتعرف إلى الصور، انفتاح السوق في الإمارات على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات الحيوية، لافتاً إلى أن إطلاق الإمارات أول وزارة للذكاء الاصطناعي في العالم مؤشر إلى إدراك الإمارة أهمية الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي من حيث تعزيز الكفاءة والأمن وتقليص الكلفة.

وأضاف: «أعتقد أن ما أثار اهتمامي بهذه المبادرة لحد بعيد كان مبادرة حكومة الإمارات لوضع ضوابط لتنظيم عملية إنتاج الحلول المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وهو أمر غير مسبوق في العالم، وسيحدث نقلة نوعية على صعيد استخدامات وتطوير حلول الذكاء الاصطناعي، وهذا إنما يدل على قدرة حكومة الدولة على استشراف المستقبل وانفتاحها بصورة مدروسة على التقنيات الحديثة، خصوصاً وأن مسألة وضع ضوابط لاستخدام الذكاء الاصطناعي هو أمر في غاية الأهمية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بتقنية «مزعزعة» مثل الذكاء الاصطناعي، يمكن استخدامها إما للخير وإما الشر. وآمل أن تتبع باقي حكومات المنطقة ما فعلته دبي في هذه الإطار».

مؤتمر

ودعا فرير إلى إقامة أول مؤتمر عالمي للذكاء الاصطناعي في دبي، وهو ما سيرسخ مكانة دبي كإحدى المدن الرائدة في الذكاء الاصطناعي وينشر الوعي على مستوى العالم بفرص وتحديات وحتى الأمور التنظيمية والأخلاقية المرتبطة باستخدام هذه التقنية.

وحول سبب تأسيس الشركة في سنغافورة، ومدى توافر أصحاب المهارات في علوم البيانات في دبي، قال فرير: «توفر الجامعات في سنغافورة برامج أكاديمية ومناهج متخصصة في علوم البيانات، وهو ما يجعل عملية الحصول على متخصصين في علوم البيانات أمراً متوافراً، وكان هذا السبب الرئيسي لاختيار سنغافورة، لكن دبي أصبحت اليوم أهم مراكز جذب أصحاب تلك المهارات، وقد بدأنا في توظيف المهارات من دبي، ولدينا خطط لتوظيف ثلاثة أخصائيين في علوم البيانات حتى الربع الثالث من العام، مع وجود خطة طويلة الأمد لتأسيس مركز لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي في دبي».

وتعتمد منصة «واتوبيديا» بشكل رئيسي على ثلاثة ركائز أساسية: الأولى هي منصة التقنيات المالية «فين تيك» متمثلة في منصة «وات ستوك» الذكية التي تم تطويرها بالاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي «واطسون» مع شركة «آي بي إم»، وتستخدم تطبيق «وات ستوك» خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتقنيات تعلم الآلة (ELM) للتنبؤ بأسعار 4000 سهم وعملة مختارة إلى ما بعد عشرة أيام، وبنسبة كبيرة من الدقة، وذلك بفضل الشبكة البرمجية «العصبية» neural network التي تشبه في هيكلتها طريقة عمل الدماغ، لتضع المعلومة وقرار الاستثمار بيد المستثمر.

«هوت ستوك»

وحول تطبيق «هوت ستوك» الذي يعتمد على منصة «وات ستوك»، قال فرير: «يوفر هذا التطبيق الذكي الموّجه للمستهلكين القدرة على التنبؤ بأسعار 4000 من الأسهم والعملات المدرجة في بورصة ناسداك العالمية، ويجب على تلك الأسهم والعملات أن تلبي متطلبات معينة للانضمام لهذه المنصة، مثل وجود حد أدنى من تاريخ تداول تلك الأسهم والعملات، وباللغة الإنجليزية، وهو تداولها لمدة ثلاث سنوات على الأقل، ويتم توفير معلومات تنبئية يومياً من الإثنين للخميس عن أفضل أداء لخمسة أسهم وعملات من حيث الأرباح المتوقعة وأسوأ أداء متوقع كذلك لخمسة أسهم وعملات أخرى.

ويوفر هذا التطبيق فرصة فريدة للتدرب على التداول من خلال عملة افتراضية، ولكن لا يوفر هذا التطبيق منصة للتداول الفعلي حتى الآن، وإنما معلومات تنبئية واقعية عن الأسهم والعملات المدرجة».

نموذج

وأضاف فرير أن نموذج التداول في أسواق الأسهم حالياً بشكل عام قديم وهو نفسه المستخدم منذ 100 عام، متوقعاً أن تتغير طريقة التداول وجني الأرباح في السوق بالتزامن مع التطبيق التدريجي للمزيد من الحلول الذكية في المستقبل، ومنها التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن العامل الرئيسي في تطوير آليات التداول هو نمو القدرة الحاسوبية اليوم على معالجة بيانات ضخمة وبسرعة كبيرة وتوفر هذه القدرة بأسعار معقولة، وتوافرها في متناول المبرمجين الذين تمكنوا بفضل ذلك من إطلاق العنان لمخيلاتهم وتطوير منتجات غير مسبوقة بكل معنى الكلمة.

وقال: «مثلاً عند التحدث على البرمجية العصبية للتنبؤ بأسعار الأسهم، فإننا نتحدث عن القدرة على معالجة كم كبير من البيانات بما فيها بيانات الميول نحو الأسهم أو sentiment data والتحليلات الفنية والأخبار المالية والاقتصادية التي تمت كتابتها حول الأسهم والعملات، وهي ما تسمى بلغة الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات بـ«نقاط البيانات» وعددها في هذه الحالة أكثر من 5000 نقطة، تدخل جميعها في عملية التنبؤ بأداء الأسهم والعملات».

إطلاق «إيه آي بود» لدعم الأمن

قال كارل فرير، إن الشركة تنوي قريباً إطلاق منتج «إيه آي بود» AIPod وهو عبارة عن جهاز صغير الحجم بوزن إجمالي قدره 28 كيلوغراماً، يقوم برصد والتقاط البيانات والصور الواردة من معدات ومستشعرات المراقبة المختلفة ويقوم بتحليلها وتفسيرها بشكل مباشر، وتحسين جودتها بشكل يسمح لها بالدخول في قاعدة بيانات تعتمد الذكاء الاصطناعي، ليتم مطابقة تلك الصور والبيانات مع الأشياء والأدوات الممنوعة كالأسلحة والمتفجرات، لافتاً إلى أن الجهاز يمكن تنصيبه على «درون» أو على عربات الشرطة والدوريات ونقاط العبور في المطارات والموانئ، والأبنية وأعمدة الإنارة.

وأضاف: «تعتمد فكرة آيه آي بود على سد الثغرات ونقاط الضعف الموجودة في أجهزة المراقبة، لتنبيه المختص في حال وجود أشياء ممنوعة، حيث تصل نسبة الدقة في المعلومات الصادرة عن الجهاز إلى 80%، وهي نسبة عالية جداً وغير مسبوقة من حيث القدرة على رصد ومطابقة كمية كبيرة من الصور والبيانات، ودخلنا في مباحثات مع جهات حكومية مختلفة في الدولة لدراسة فرص الاستفادة من هذا الجهاز، ونحن الآن بصدد إطلاق عرض تجريبي POC مع تلك الجهات، من المتوقع أن يتم إنجازه في مايو المقبل».

وقال: «نهدف إلى إطلاق هذا المنتج ليس على صعيد الإمارات ودول الخليج فحسب، بل على مستوى العالم كذلك، لأننا نعتقد أن هذا المنتج الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي سيسهم في حل الكثير من المشكلات الأمنية والإنسانية». وأشار إلى أن النموذج الأولي من الجهاز يتم تصنيعه حالياً في بريطانيا، مشيراً إلى أن «واتوبيديا» تدرس فرص إنتاج «إيه آي آيبود» من دبي، بعد نجاح النموذج الأولي من الجهاز.