هيديو كوجيما، العبقري الياباني هو مصمم وكاتب ومخرج للعديد من أنجح ألعاب الفيديو في تاريخ صناعة ألعاب الفيديو، ومؤسس شركة Kojima Productions لإنتاج ألعاب الفيديو، كما يعتبر كوجيما من أشهر مصممي الألعاب وأكثرهم شعبية وتأثيراً في محبي ألعاب الفيديو حول العالم.
ولد هيديو كوجيما في الرابع والعشرين من أغسطس عام 1963 في العاصمة اليابانية طوكيو، وانتقلت عائلته لتعيش غرب اليابان بعد ولادته بفترة قصيرة، ومر كوجيما في بداية طفولته بمحنة وفاة والده حين كان عمره 13 عاماً فقط.
منذ بداية مراهقته أراد كوجيما أن يكون مصمماً وكاتباً لكنه واجه الضغوط من عائلته وأصدقائه للتوجه نحو التعليم والمهن الأكثر ضماناً، لكن ذلك لم يمنعه من كتابة القصص القصيرة وإرسالها للمجلات رغم أن أياً منها لم يتم نشره!
بعد انتهاء الدراسة الثانوية دخل كوجيما الجامعة ليدرس الاقتصاد، وفي تلك الفترة قضى الكثير من وقته في لعب ألعاب الفيديو والتي كانت مجالاً غير مكتشف بشكل كبير على صعيد اليابان، وصدم كوجيما أصدقائه وعائلته عندما قرر في سنته الرابعة في الجامعة أن يعمل في تصميم ألعاب الفيديو، ورغم ضغوطاتهم لإبعاده عن مجال عمل غير مضمون إلا أن دعم والدته وحدها كان كافياً ليشجعه على مطاردة شغفه الحقيقي.
بداية مسيرة كوجيما في ألعاب الفيديو كانت مليئة بالرفض حيث لم تلق أي فكرة من أفكاره استحسان شركات ألعاب الفيديو، لكن في عام 1986 حصل على عمل في شركة Konami للألعاب للعمل كمصمم في قسم إنتاج حواسب MSX، حيث واجه كوجيما بعض الصعوبات بسبب كون نظام تلك الحواسب قليل الألوان والإبداع مقارنة بأنظمة Nintendo الشهيرة.
استمرت أفكار كوجيما بالتعرض للرفض إلى أن حقق هدفه عبر فكرة لعبة Metal Gear والتي ركزت على أسلوب التخفي والرشاقة في اللعب وقدمت شخصية Solid Snake التي أصبحت فيما بعد من أشهر شخصيات الألعاب في العالم.
في عام 1998 أطلق كوجيما الجزء الجديد من لعبته باسم Metal Gear Solid على أجهزة بلايستيشن وحققت اللعبة نجاحاً كبيراً وجلبت أرباحاً كبيرة للشركة، كما جعلت من كوجيما شخصية مشهورة في مجتمع ألعاب الفيديو حول العالم.
في السنوات التالية استمر كوجيما في إصدار الأجزاء للعبة Metal Gear Solid وجعلها رقماً صعباً في عالم الألعاب، وحققت اللعبة أرباحاً ومبيعات هائلة وصلت إلى مئات ملايين الدولارات في الجزء الخامس من اللعبة.
أثناء عمله في Konami أسس كوجيما استوديو Kojima Productions الذي تحول إلى شركة كاملة لإنتاج ألعاب الفيديو، كما أنتج سلسلة ناجحة من الألعاب ومسلسلات الأنمي تحت اسم Zone Of Endyrs مما جعل اسم كوجيما علامة فارقة في تاريخ ألعاب الفيديو، وصنع لنفسه ثروة وصلت إلى 30 مليون دولار.
في 2011 تم تعيين كوجيما كنائب لرئيس شركة Konami بعد أن كان نائب رئيس الفرع الياباني للشركة، واستطاع كوجيما جلب أفضل مصممي الألعاب للشركة لتحقق نجاحاً كبيراً في المجال.
في سنة 2015 دخل كوجيما في خلاف كبير مع شركة Konami مما دفعه لترك الشركة، وأثارت القضية ضجة كبيرة في مجتمع ألعاب الفيديو وتعاطفاً كبيراً مع كوجيما وأدت لخسائر كبيرة في مبيعات Konami بعد أن تركها كوجيما.
اليوم يعمل كوجيما على مشروع جديد في شركته الخاصة التي تحمل اسمه كواحد من أفضل مصممي ألعاب الفيديو في العالم، ووعد جمهوره بتقديم ألعاب مبهرة تتفوق على مشاريعه السابقة في ألعاب الفيديو.