مجلة مال واعمال

هيئة كهرباء ومياه دبي والبنك الدولي ينظمان ندوة “أسواق الطاقة الشمسية المركزة وقيمتها وسبل تمويلها”

-

ضمن برنامج المعرفة والابتكار في مجال الطاقة الشمسية المركزة التابع للبنك

تعزيزاً لمكانة دبي كمركز عالمي رائد للطاقة النظيفة، وفي إطار التعاون مع المنظمات والهيئات الدولية، تنظم هيئة كهرباء ومياه دبي ومجموعة البنك الدولي ندوة مشتركة بعنوان “أسواق الطاقة الشمسية المركزة وقيمتها وسبل تمويلها”، ضمن برنامج المعرفة والابتكار في مجال الطاقة الشمسية المركزة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للبنك الدولي. وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على نجاح تجربة دبي في دمج الطاقة الشمسية المركزة في شبكة الكهرباء، فضلاً عن تبادل الخبرات وأفضل الممارسات حول تقنيات وسبل تمويل الطاقة الشمسية المركزة ومساهمتها في تحويل شبكات الطاقة إلى شبكات صديقة للبيئة إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة الأخرى.
افتتح فعاليات الندوة، سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بحضور سعادة أحمد بطي المحيربي، أمين العام المجلس الأعلى للطاقة في دبي، وإريك فيرنستروم، مدير قطاع ممارسات الطاقة في البنك الدولي، والنواب التنفيذيين ونواب الرئيس في هيئة كهرباء ومياه دبي، وعدد من مسؤولي البنك الدولي، والخبراء والمختصين، وممثلي المؤسسات الخدماتية، والمطورين والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
تضم قائمة المتحدثين في الندوة، التي تستمر لثلاثة أيام، نحو 40 خبيراً من مؤسسات عالمية تشمل هيئة كهرباء ومياه دبي، والبنك الدولي، والبنك الإفريقي للتنمية، ومؤسسة التمويل الدولية، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا)، ووكالة الطاقة الدولية، وعدد من شركات الطاقة العالمية.
في كلمته الافتتاحية، توجه سعادة الطاير بالشكر لمجموعة البنك الدولي لتنظيم هذه الندوة في دبي، وقال: “يسعدنا أن تشارك هيئة كهرباء ومياه دبي في استضافة وتنظيم هذه الندوة لنتبادل المعارف والخبرات والدروس المستفادة على مدى السنوات الماضية والتي أسهمت في تعزيز مكانة دبي ودولة الإمارات كمركز عالمي رائد للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة، التي أدركت مبكراً أهمية الطاقة المتجددة في تحقيق التوازن بين التنمية والبيئة، على الرغم من امتلاك دولة الإمارات أحد أكبر احتياطيات النفط في العالم”.
وأشار سعادة الطاير إلى أن التحديات الرئيسة التي تواجه تنفيذ استراتيجيات الطاقة النظيفة تتمثل في: التمويل والأسعار، وكفاءة مصادر الطاقة المتجددة وطبيعتها غير الثابتة، والأطر التنظيمية والتشريعية، ومشاركة القطاع الخاص، وبناء القدرات، مبيناً أن دبي تتعامل مع هذه التحديات من خلال استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي تهدف إلى توفير 75% من طاقة دبي من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، وتتضمن خمسة مسارات رئيسة: البنية التحتية، والبنية التشريعية، والتمويل، وبناء القدرات والكفاءات، وتوظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة.
وأضاف سعادة الطاير: “يتطلب تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية قدرة إنتاجية تصل إلى 42,000 ميجاوات من الطاقة النظيفة والمتجددة بحلول عام 2050، نعمل على تحقيقها من خلال مشروعات كبرى للطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يعد المشروع الأكبر من نوعه في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل، وستصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 باستثمارات تصل إلى 50 مليار درهم. وتم تشغيل المرحلتين الأولى والثانية من المجمع بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية بقدرة 213 ميجاوات، ولدينا 800 ميجاوات قيد الإنشاء ضمن المرحلة الثالثة بتقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية، و700 ميجاوات بتقنية الطاقة الشمسية المركزة ضمن المرحلة الرابعة التي تعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم في موقع واحد. وتمت ترسية المشروع، الذي تصل تكلفته إلى 14.2 مليار درهم، على تحالف يضم «أكوا باور» السعودية و«شنغهاي إلكتريك» الصينية، ويمتاز بأطول برج شمسي في العالم بارتفاع يصل إلى 260 متراً، وسيتم تدشينه على مراحل بدءاً من الربع الأخير من عام 2020”.
وتابع سعادته: “في دبي، لدينا رؤية شاملة لقطاع الطاقة، أسهمت في تحقيق دولة الإمارات، ممثلة بهيئة كهرباء ومياه دبي، المرتبة الأولى عالمياً في الحصول على الكهرباء بحسب تقرير ممارسة الأعمال 2018 الصادر عن البنك الدولي. كما حققت الهيئة أقل معدل انقطاع للكهرباء لكل مشترك سنوياً على مستوى العالم بمتوسط 2.68 دقيقة خلال 2017. وأسهمت المشروعات الكبرى التي أطلقتها الهيئة في خفض تكلفة مشروعات الطاقة الشمسية عالمياً، حيث حصلنا على سعر تنافسي عالمي قدره 2.99 سنت للكيلووات/ساعة للمرحلة الثالثة من المجمع بتقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية، و7.3 سنت للكيلووات ساعة للمرحلة الرابعة بتقنية الطاقة الشمسية المركزة. ولدينا حالياً أكثر من 4000 ميجاوات قيد التنفيذ بنظام المنتج المستقل، باستثمارات تزيد عن 30 مليار درهم. ومن خلال هذا النموذج تم ضخ استثمارات بأكثر من 26 مليار درهم، الأمر الذي يتيح للهيئة الاستثمار في مشروعات البنية التحتية الأخرى. وضمن مساعي والتزام الدولة بتعزيز التمويل الأخضر، وفي إطار المسار الثالث لاستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، تم إطلاق “صندوق دبي الأخضر” بقيمة 100 مليار درهم لتوفير حلول تمويلية مبتكرة للمشروعات الخضراء. وأبرمت الهيئة اتفاقية مع شركة الصكوك الوطنية لإطلاق أول صندوق تمويلي أخضر بقيمة تتجاوز 2.4 مليار درهم مع ذراع يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية”.
وتابع سعادة الطاير: “تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي على إحلال النموذج التشغيلي للمؤسسات الخدماتية لتتحول إلى أول مؤسسة رقمية في العالم بأنظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها، والتوسع في استعمال الذكاء الاصطناعي وتقديم الخدمات الرقمية، وأطلقنا مؤخراً “ديوا الرقمية”، الذراع الرقمي لهيئة كهرباء ومياه دبي، لنطبق نموذجاً رائداً يستند إلى الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة وتخزينها والذكاء الاصطناعيّ والخدمات الرقمية. ونعمل في الهيئة على تشجيع البحث والتطوير في قطاع الطاقة الشمسية، ويجري العمل حالياً على بناء مركز للبحوث والتطوير في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية ويركز على أربعة مجالات تشغيلية تشمل إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتكامل الشبكة الذكية، وكفاءة الطاقة، والمياه، باستثمارات تصل إلى 500 مليون درهم حتى عام 2020. وتضم البنية التحتية للمركز مختبرات داخلية لدراسة واختبارات اعتمادية الأنظمة، وأخرى خارجية للاختبارات الموقعية للتقنيات والمعدات الجديدة، لا سيما المتعلقة بدراسة أداء وموثوقية الألواح الشمسية الكهروضوئية وإزالة آثار الغبار على هذه الألواح، في مسعى يلبي طموح الهيئة في تعزيز الكفاءة وتقليل تكاليف التشغيل، إضافة إلى اختبار تقنيات الطاقة الشمسية المركزة”.
واختتم سعادة الطاير بالقول: “حبانا الله تعالى في هذه المنطقة بشمس ساطعة طوال أيام العام، لذا، فإن استغلالها بات ضرورة استراتيجية. وسنواصل في هيئة كهرباء ومياه دبي العمل على استشراف وصناعة مستقبل الطاقة من خلال ابتكار نموذج مستقبلي للمؤسسات الخدماتية وبناء المزيد من مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة. وإنني على ثقة أن هذه الندوة ستخرج بنتائج مميزة تسهم في تعزيز قطاع الطاقة الشمسية المركزة في المنطقة والعالم”.
من جهته، قال إريك فيرنستروم، مدير قطاع الممارسات العالمية للطاقة والصناعات الاستخراجية في البنك الدولي: “تركز الندوة على أسواق الطاقة الشمسية المركزة وقيمتها وسبل تمويلها، إضافة إلى عدد من الموضوعات الأخرى واستعراض آخر التطورات. كما تسهم الندوة في دعم شبكة صناع السياسات ومسؤولي المؤسسات الخدماتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين يعملون على دمج مصادر الطاقة المتجددة في أسواق الطاقة الخاصة بهم. وتعكس هذه الندوة تسارع وتيرة التحول في الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والرغبة في تطوير مجموعة كاملة وتنافسية من حلول الطاقة النظيفة لدعم النمو الاقتصادي. وقد أثبتت هيئة كهرباء ومياه دبي مراراً وتكراراً قدرتها على الابتكار والريادة سواء في سرعة تبنى التقنيات الحديثة أو تطوير المشروعات الكبرى بفعالية وكفاءة عالية”.
وقد اجتمع سعادة الطاير على هامش فعاليات الندوة مع وفد رفيع من البنك الدولي ضم كلاً من: إريك فيرنستروم، مدير قطاع الممارسات العالمية للطاقة والصناعات الاستخراجية؛ وجوناثان سينتون، رئيس برنامج المعرفة والابتكار في مجال الطاقة الشمسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ ووليد السريح، أخصائي أول وخبير الطاقة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ ودانا يونغر، اختصاصي أول الطاقة المتجددة؛ ومونيل توغا، إخصائي الطاقة، بحضور سعادة أحمد بطي المحيربي، والنواب التنفيذيين للرئيس في هيئة كهرباء ومياه دبي.
تناول الاجتماع تجربة هيئة كهرباء ومياه دبي في الحصول على أفضل الأسعار العالمية في مشروعات الطاقة الشمسية، ومبادرة “شمس دبي” التي أطلقتها الهيئة لتشجيع أصحاب المباني والمنازل على تركيب الألواح الشمسية الكهروضوئية وربطها بشبكة الهيئة، ومبادراتها لتعزيز كفاءة الطاقة والاستدامة، وتأسيسها لشركة “الاتحاد لخدمات الطاقة” (اتحاد إسكو) لتعزيز الفرص الاستثمارية في سوق إعادة تأهيل المباني في دبي، حيث يجري العمل على إعادة تأهيل أكثر من 30 ألف مبنى قائم في إمارة دبي.