في إطار تعزيز دورها كمنصة لتبادل المعارف والخبرات وفي إطار جهودها لإبقاء موظفيها وشركائها على اطلاع بأحدث التقنيات وآخر التطورات، نظمت هيئة كهرباء ومياه دبي ورشة عمل لمدة يومين حول “تخزين الطاقة” بالتعاون مع المركز الوطني للطاقة المتجددة في إسبانيا. شارك في الورشة، التي أقيمت في فندق رافلز في دبي، أكثر من 150 من موظفي الهيئة والشركاء والمعنيين، حيث تم تسليط الضوء على أحدث المستجدات وأفضل الممارسات في مجال تقنيات تخزين الطاقة، ومجالات البحث الضرورية لتطوير تقنيات دمج تخزين الطاقة على نطاق واسع.
ألقى الكلمة الافتتاحية – بالنيابة عن سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي – المهندس وليد سلمان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الاستراتيجية وتطوير الأعمال في الهيئة.
وقال سعادة الطاير: “يأتي تنظيمنا لورشة عمل “تخزين الطاقة” بالتعاون مع المركز الوطني للطاقة المتجددة في إسبانيا التي تعد من الدول الرائدة في مجال الاعتماد على الطاقة المتجددة والنظيفة، في إطار دور هيئة كهرباء ومياه دبي كمنصة لتبادل المعارف والخبرات، وجهودها لتعزيز المعرفة بين الموظفين والشركاء والمعنيين وإبقائهم على اطلاع بأحدث التقنيات وآخر التطورات في جميع مجالات عملها. لقد أسهم التطور الهائل في تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية والانخفاض الكبير في تكلفتها خلال السنوات الأخيرة، في زيادة الاعتماد عليها في مختلف أنحاء العالم، وبشكل خاص في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. وتعمل هيئة كهرباء ومياه دبي على تحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله في مثل هذا اليوم من العام الماضي. وتهدف الاستراتيجية إلى تنويع مصادر الطاقة ورفع مساهمة مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة في مزيج الطاقة في دبي لتصل إلى 7% بحلول 2020، و25% بحلول 2030 و75% بحلول عام 2050. وتعكس هذه الاستراتيجية رؤية القيادة الرشيدة للاستعداد مبكراً لوداع آخر قطرة نفط، والمساهمة بشكل عملي في التصدي للتحديات البيئية التي يواجهها العالم من خلال تأسيس نموذج مستدام لتوفير الطاقة وداعم للنمو الاقتصادي دون الإضرار بالبيئة ومواردها”
وأضاف سعادته: “ساهم التطور الذي شهدته تقنيات تخزين الطاقة في زيادة الاعتماد على حلول الطاقة المتجددة والنظيفة، ولا سيما الطاقة الشمسية التي تعد المصدر الأكثر شيوعاً من مصادر الطاقة النظيفة في المنطقة، وقد حبانا الله تعالى في دولة الإمارات العربية المتحدة بشمس ساطعة طوال أيام السنة حيث تقع الدولة ضمن نطاق الحزام الشمسي. وفي دبي، يصل حجم الإشعاع الأفقي العالمي (GHI) إلى 2,200 كيلووات/ساعة للمتر المربع في العام، بينما يصل حجم الإشعاع الطبيعي المباشر (DNI) إلى 1,900 كيلووات/ ساعة للمتر المربع في العام. ويمكن استخدام هذه الأشعة لإنتاج الطاقة باستخدام كل من تقنية الخلايا الكهروضوئية وتقنية الطاقة الشمسية المركزة، ومن شأن هذه الميزات أن تعزز تطبيقات الطاقة الشمسية في دبي ودولة الإمارات والمنطقة بشكل عام”.
ومن بين المشروعات الكبرى التي تنفذها الهيئة في مجال الطاقة المتجددة، مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ طاقته الإنتاجية 1000 ميجاوات بحلول 2020 و5000 ميجاوات بحلول 2030. وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أطلقت الهيئة مرحلة جديدة بتقنية الطاقة الشمسية المركزة بعد النجاح الباهر الذي حققته دبي في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية. وستدخل المرحلة الأولى من محطة الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 200 ميجاوات، حيز التشغيل بحلول إبريل 2021، في سبيل الوصول إلى 1000 ميجاوات بهذه التقنية بحلول عام 2030. وتتميز تقنية الطاقة الشمسية المركزة التي اعتمدتها الهيئة في هذا المشروع بسهولة تخزين الحرارة التي تستخدم في توليد الكهرباء، وبالتالي استمرار إنتاج الكهرباء حتى بعد غروب الشمس، حيث سيستخدم المشروع تقنية التخزين الحراري لمدة زمنية تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة يومياً.
وإضافة إلى مشاريع إنتاج الطاقة، يشمل المجمع مركزاً للابتكار يضم مجموعة من مراكز البحوث والتطوير المتخصصة في الجيل القادم من تقنيات الطاقة النظيفة بما في ذلك اختبارات الطاقة الشمسية، والشبكات الذكية، وحلول تخزين الطاقة، وتقنيات كفاءة الطاقة والمياه، وتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية.
وتابع سعادة الطاير: “تعتمد هيئة كهرباء ومياه دبي رؤية متكاملة ترتكز على أحدث التقنيات العالمية بالتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين في مجالات البحوث والتطوير وبناء القدرات، وأحدث التقنيات في مجالات الطاقة الشمسية، وتخزين الطاقة، وزيادة الكفاءة في مختلف مراحل إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه، إضافة إلى أمن إمدادات الطاقة. كما تتعاون الهيئة مع مؤسسات عالمية رائدة لأغراض البحث العلمي في مجال تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية في إطار دعم جهود مؤسسة “سقيا الإمارات” لتوفير المياه النظيفة والصالحة للشرب للمحتاجين في الدول الفقيرة، ومن شأن رفع كفاءة حلول تخزين الطاقة أن تدعم جهودنا بشكل كبير في هذا المجال. وسنواصل البحث للوصول إلى أفضل حلول وتقنيات تخزين الطاقة سواء على مستوى محطات الطاقة الكبرى مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أو على مستوى الاستخدام المنزلي في إطار مبادرة “شمس دبي” التي أطلقتها الهيئة وتهدف إلى ربط أنظمة الطاقة الشمسية في المباني بشبكة الكهرباء. وسيساهم تطوير أنظمة تخزين الطاقة في تشجيع المزيد من السكان على الاستفادة من هذه المبادرة الرائدة”.
واختتم سعادته بالقول: “في هيئة كهرباء ومياه دبي، لا نركن إلى الإنجازات التي تحققت، وإنما سنواصل مسيرة البحث والتطوير والابتكار في مختلف المجالات في إطار تحقيق رؤية الهيئة في أن تصبح مؤسسة مستدامة مُبتكرة على مستوى عالمي، مسترشدين بكلمات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله الذي يقول: “النجاح رحلة، كلما وصلت فيها إلى قمة تطلعت للقمة التي تليها”. إنني على ثقة أن ورشة العمل هذه ستعود بالفائدة على جميع المشاركين، وستساهم في التعريف بآخر التطورات وأحدث التقنيات العالمية في مجال تخزين الطاقة”.