هناك افتراض واسع في المجتمع أن المهارات التي تحتاج إليها لتكون مديرا واحدة، حيث أن الكثير يعتقد إنه إذا كنت يمكنك أن تلهم وتحفيز العاملين في مجال معين، فإنك بالتأكيد قادرًا على تطبيق تلك المهارات و الكفاءة في مجال آخر.
ولكن الدراسات والبحوث المستحدثة تحدت هذه الفكرة بقوة، حيث تشير تلك الدراسات إلى أن أفضل القادة يعرفون الكثير عن المجال الذي يقودونه ، وجزء مما يجعلهم ناجحين في دور الإدارة هو الكفاءة التقنية، فعلى سبيل المثال، المستشفيات التي يديرها الأطباء يكون الأداء فيها أفضل من تلك التي يديرها أشخاص من ذوي الخلفيات الأخرى، كما أن هناك العديد من الأمثلة على الأشخاص الذين يديرون شركة واحدة بشكل فعال ويواجهون صعوبة في نقل مهاراتهم إلى المؤسسة الجديدة.
كما أشارة العديد من الدراسات إلى العناصر الأساسية التي يحتاج القادة إلى التحلي بها وتشمل هذه العوامل: القدرة على تحفيز الذات والآخرين، والتواصل الشفوي والكتابي الفعال، ومهارات التفكير الدقيق والحاسم، والقدرة على حل المشاكل، والمهارات في العمل داخل مجموعات .
تبدو تلك القائمة السابقة مذهلة، حيث إنه إذا كنت ترغب في خلق قادة المستقبل البارعون عليك التأكد من أن لديهم هذه المهارات، ولكن يتعين عليك أن تضيف إلى تلك القائمة عنصر القدرة على حل المشاكل وتنظيم الأفكار و بناء الثقة بينه و بين المجموعة، وبين أفراد المجموعة بعضهم البعض.
ولكن هذه المهارات وحدها لن تؤهل أي فرد لأن يكون قائد و مدير عظيم، ففي الواقع مهما كان تفوقك وقدرته في الجمع بين كافة عناصر القائمة السابقة، إلا إنه يظل حاجتك إلى الخبرة التقنية و العلمية و العميلة للمجال الذي تديره أمر أساسي يفوق كل ما سبق.
على سبيل المثال فلنختار واحدة من هذه المهارات: التفكير العميق والحاسم من أجل العثور على جوهر الوضع الحالي، والتصرف الذكي في بعض المواقف، حيث إنه للقيام بذلك بشكل جيد، يجب أن يكون لديك خبرة فنية محددة في المجال الذي تقوم بإدارته، حيث إنه في حالة كونك تقوم بإدارة مشفى، فإن تعرض مريض إلى خطر بسبب تقصير من المؤسسة التي تقوم بإدارتها، فإنت بحاجة إلى معرفة كافة المعلومات الطبية الحرجة الخاصة بالمرييض وما مر به وما هو التقصير الطبي لتتمكن من التعامل مع تلك الأزمة.
فعندما تبدأ في النظر في أي من المهارات الأساسية التي يمتلكها القادة، يصبح من الواضح بسرعة أن الخبرة في مجال معين ملزمة في كل منهم.
وبدون ذلك العنصر الأساسي للإدارة، سيلجأ المدراء إلى أن يحاصروا أنفسهم بأشخاص لديهم الخبرة اللازمة التي توفر لهم المعلومات التي تمكنهم من اتخاذ قرارات جيدة.
والمشكلة هي أنه بدون الخبرة الفعلية، كيف يعرف هؤلاء القادة ما إذا كانوا قد وجدوا الأشخاص المناسبين لإعطائهم تلك المعلومات؟ .