ليس هناك أفضل من مكعبين من الجليد في كوب عصير الليمون بيوم صيفي حار، فالثلج كثيرًا ما يجعل الأشياء تبدو أفضل وأجمل، إلا خلال فصل الشتاء! فالثلج قد يُعتبر أسوأ الأشياء للعديد من الناس خاصة عندما تتجمد البحيرات وبرك الأمطار بالشوارع، إضافة إلى تجمد المياه في الحنفيات وصنابير المياه، وهذه أمور متوقعة ومزعجة مع انخفاض درجات الحرارة.
فلا بد أنك شاهدت أنهارًا أو جداول أو بحيرات متجمدة في الشتاء، لكن هل رأيت من قبل المحيط متجمدًا؟ فإن كنت يومًا برحلة بحرية في المحيط خلال الشتاء، لعلك لاحظت أن مياهه لا تتجمد حتى بأدنى درجات الحرارة، على الرغم من أن مياه المحيط في القطبين الجنوبي والشمالي تتكون فيها الجبال الجليدية، فلماذا لا تتجمد بقية المحيطات خلال الشتاء كما في القطبين المتجمدين؟
العوامل التي تمنع تجمد مياه المحيط
عادة ما تتجمد المياه العذبة على درجة 0 درجة سيليزية أو 32 درجة فهرنهايت، لكن وجود الملح في الماء يقلل من درجة التجمد للماء، فكلما زاد الملح بالماء قلّت درجة التجمد، إذ أن الملح يُعيق تكوّن البلورات الجليدية بين جزيئات الماء المكوّنة من الهيدروجين والأكسجين، بهذه الطريقة تمامًا يقوم الملح بتذويب الجليد عن الأنواع المختلفة من الطعام كاللحوم وذلك عبر تفريق جزيئات الماء عن بعضها ببلورات الجليد.
وعندما تحل جزيئات الملح محل جزيئات الماء، تقل سرعة التجمد، لذلك تقوم الجهات المعنية في العديد من البلاد برش الملح بالطرق السريعة خلال الشتاء لإبطاء معدل تجمدها وجعل الطرق أكثر أمانًا للسفر عليها.
وعلى الرغم من اختلاف ملوحة مياه المحيطات، إلا أنها في الغالب تبلغ 35 غرام من الملح لكل 1000 وحدة من الماء، وهذا يُقلل من درجة تجمد مياه المحيط من 0 درجة إلى -1.8 درجة سيليزية أو 28.8 فهرنهايت، لذلك لا يتجمد المحيط على درجة التجمد العادية.
كما أن هناك عامل آخر يؤثر على تجمد مياه المحيطات، وهي حركة المياه بالمحيط، على عكس مياه البرك والبحيرات والأنهار، فإن مياه المحيط تتحرك بشكل مستمر ما يساعد المياه في المحيطات على الاحتفاظ بدرجة حرارتها. أما عن اختلاف حالة المحيطات في القطبين المتجمدين فالسبب بتجمد مياهه هو البرودة الكافية لذلك والتي تنخفض لأقل من 0 درجة سيليزية.
كما أن تجمد مياه المحيط في القطبين المتجمدين تؤدي إلى دفع جزيئات الملح إلى السطح تمامًا أسفل الجليد، ما يجعل المياه أسفل الجليد عذبة تمامًا كالمياه الصالحة للشرب.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-8Iy