تحتفظ الإمارات باحتياطي عملاق من النفط يقدّر بـ 98 مليار برميل، ما يعني أنها لن تعاني من نقص فيه لسنوات طويلة. لكن في الوقت ذاته، يستهلك سكان الدولة 18.4 طناً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يفوق المعدل الدولي بأربع مرات!
ومع توجّه البلاد بعيداً عن النفط الخام إلى خيارات أكثر رفقاً بالبيئة، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن استراتيجية جديدة للطاقة، وخطة استثمار بقيمة 163 مليار دولار في مصادر الطاقة البديلة على مدى العقود الثلاثة القادمة.
وتسعى الإمارة إلى جعل 50 في المائة من طاقتها صديقة للبيئة مع حلول العام 2050، وزيادة فعالية الطاقة بنسبة 40 في المائة.
وبين المشاريع السكنية الضخمة الصديقة بالبيئة، مدينة مصدر في أبوظبي، والتي بلغت كلفتها 15 مليار دولار. وفي دبي، يعمل المهندس المعماري فارس سعيد على نموذج لمدينة المستقبل “الخضراء.” وبنت شركته، “Diamond Developers،” مدينة دبي المستدامة، بمساحة تفوق الـ 185 ألف متر مربع.
وصممت المدينة على أن تغطي كافة احتياجاتها من الطاقة. وتشمل المدينة 500 منزل يحظى بحصته من الطاقة من خلال ألواح الطاقة الشمسية. كما بنيت المنازل بحيث تتجنب دخول أشعة الشمس المباشرة إليها، ما يساعد في تقليل الطاقة اللازمة لتبريد المنازل صيفاً.
كما يُعاد تدوير كل المياه داخل المدينة، وتُمنع السيارات من الدخول إليها. ويزرع السكان حاجتهم من الخضار والفاكهة في مناطق أشبه بالبيوت البلاستيكية.
لكن، مدينة دبي المستدامة ليست الأولى من نوعها في العالم، إذ تنتشر نماذج المدن المستدامة حول العالم، من اليابان إلى بريطانيا، والتي اعتبرت بمثابة مصادر إلهام لمؤسسي مدينة دبي المستدامة. ويعتبر كثيرون تلك المدن بمثابة المستقبل الذي تحتاجه البشرية من أجل الاستمرار، في ظل تفاقم آثار الاحتباس الحراري من عام لآخر.