مجلة مال واعمال

هل تمتلك تركيا قوة ضغط بسوق النفط بسبب أنابيب البترول؟

-

8

أوضح تقرير نفطي حديث أن أنابيب النفط الإمدادية تعد إحدى أهم المحركات الرئيسية لنقل مشتقات النفط، وتسهيل وصولها بدقة وانتظام بين البلدان ومناطقها المختلفة، إضافة إلى تأمينها سلامة وصولها بالسرعة الممكنة لضمان استمرار العملية التجارية بين الدول المنتجة والمصدرة والمستوردة لمشتقات للنفط.
وذكر التقرير الأسبوعي لشركة نفط “الهلال”، أن أسواق الطاقة العالمية تشهد تطورات ملحوظة في عملية إنتاج النفط واستيراده، حيث لعبت أنابيب الإمداد دوراً هاماً في تحسين مستويات الإنتاج وانخفاض الأسعار خاصة في الدول الأوروبية، إضافة إلى أنها أثرت على الأسعار المتداولة لمشتقات النفط وزادت من حركة اضطرابها في الأسواق.
وبين التقرير أن المنتجين للطاقة باتوا يبحثون عن أسواق جديدة لتأمين التدفقات والممرات لمشتقات النفط إلى دول الاستهلاك، الأمر الذي أدى إلى زيادة التنافسية بين المنتجين، حيث يتوقع أن ترتفع الحصص السوقية للدول التي تمر منها الأنابيب النفطية، وأن تحتل مواقع مميزة على الخارطة العالمية للإنتاج والتصدير.
وأوضح أن الغاز أصبح من مصادر الطاقة الرئيسية للكثير من الاستخدامات حول العالم، نتيجة لتراجع احتياطي النفط عالمياً، والتوسع الحاصل في الاستخدام الآمن له ونتائجه الإيجابية على المناخ الطبيعي التي حدت من تلوثه، الأمر الذي أدى إلى تحسن خطط السيطرة على مناطق احتياطي الغاز.
وأشار التقرير إلى أن السياسات الدولية والصراعات التي تواجهها الدول تعتبر من الأساسيات في عملية تسارع الخطط وإبرام الاتفاقيات بين الدول المصدرة للنفط ومشتقاته إلى دول الاستهلاك، بينما شكلت الأراضي التركية همزة الوصل لربط أهداف جميع الأطراف المشتركة في عملية الاستيراد والتصدير للنفط، كونها تستحوذ على جزء كبير من سوق الاستهلاك الأوروبي للغاز الروسي، وتمنع أي منافسة قد تكون بادية مع الدول المنتجة للغاز في الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن دول العبور تقوم بدور محوري مهم في عملية إمداد الدول المستوردة لمشتقات النفط، بغض النظر عن مدى قبول أو رفض الدول المستوردة لهذا الدور، حيث إن للموقع الجغرافي دوراً كبيراً في رفع كفاءة الإمدادات وتأمين الأسواق في الوقت والكثافة المناسبة، وبشكل خاص في ظل الظروف غير المستقرة التي تعاني منها أسواق الطاقة العالمية.
وأكد التقرير أن المؤشرات الحالية تظهر قابلية بعض الدول إلى الاتجاه نحو الاستغناء عن الدول المضيفة لخطوط الأنابيب، لما لها من تأثيرات سلبية على عملية الاستيراد والتصدير، وأعباء مالية وتكاليف تشغيلية على جدول الإنتاج والبيع في ظل تدني الأسعار السائدة.
في المقابل، يرى التقرير أن الدول المضيفة لخطوط الأنابيب تتمتع بقوة ضغط وخيارات متعددة بفضل موقعها الجغرافي، تؤهلها لفرض شروطها على المشهد بأكمله، ضاربة مثالاً على ذلك، بأن الأراضي التركية تحتضن خط سير تركياً لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا، وخط نقل الغاز العابر للأناضول، الذي ينقل الغاز من أذربيجان إلى أوروبا، مشيراً إلى أن الأبواب ستبقى مفتوحة أمام البلدان المنتجة والمصدرة لمشتقات النفط لمد المزيد من الخطوط، وعقد المزيد من الاتفاقيات الجديدة لتحسين مستويات الإنتاج والأسعار.
وبين التقرير أن من أهم العوامل والمتطلبات الأساسية لتبقى دول الممر تتمتع بقوتها ونفوذها، الاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني، إضافة إلى المحافظة على الدور المحوري لوجودها في الأسواق، ومواكبة التطورات الحاصلة في الأسواق العالمية للنفط والأسعار المتداولة، الأمر الذي من شأنه تعزيز أدوارها وبقائها قيد الطلب من خلال استخدامها أدوات ووسائل ذات تكاليف منخفضة، لنقل المشتقات من الدول المنتجة والمصدرة إلى أسواق الاستهلاك.