spot_imgspot_imgspot_imgspot_img
الرئيسيةتحت المجهرهل تكترث شركات الذكاء الاصطناعي حقًا بمخاوف السلامة؟

هل تكترث شركات الذكاء الاصطناعي حقًا بمخاوف السلامة؟

1 أبريل 2025

في تصريحات مؤثرة، أثار سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، قضية معقدة تتعلق بتطور الذكاء الاصطناعي، حيث أشار إلى إمكانية وصول الذكاء الاصطناعي إلى مستوى الذكاء البشري أو حتى تجاوزه، في الوقت الذي اعترف فيه أيضًا باحتمالية حدوث آثار جانبية غير مرغوب فيها قد تصل إلى حد تهديد الحضارة البشرية. وعلى الرغم من هذه التحذيرات، واصل ألتمان التأكيد على تسريع تطوير هذه التكنولوجيا.

هذا التناقض الواضح يثير تساؤلاً محوريًا: هل تأخذ شركات الذكاء الاصطناعي مخاوف السلامة على محمل الجد، أم أنها مجرد محاولة لتجميل مواقفها عبر إظهار الالتزام بالمسؤولية، في ظل السعي وراء التوسع السريع والربح؟

تحول المفاهيم السياسية
مؤخراً، شاركت شركات كبرى مثل أوبن إيه آي، ميتا، وجوجل في نقاشات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث دعت إلى تسريع وتيرة التطوير بدلاً من فرض قيود تنظيمية. في مذكراتها المقدمة للبيت الأبيض، طالب قادة هذه الشركات بإلغاء التشريعات التي قد تعيق الابتكار، وطالبوا بفتح المجال لتدريب نماذجهم على جميع البيانات المتاحة في المجال العام.

لكن، في الوقت الذي كانت فيه شركات الذكاء الاصطناعي تتظاهر علنًا بالحذر، خاصة في ظل إدارة الرئيس بايدن، جاء التحول الفجائي عندما ألغت إدارة ترامب الأوامر التنفيذية السابقة، داعية إلى سياسة أقل تقييدًا تتيح لهذه الشركات العمل بسرعة أكبر. والمثير في الأمر هو تجاهل السلامة كأولوية في هذا النقاش، حيث أصبح تركيز الشركات منصبًا على تسريع النمو والتوسع في السوق، بعيدًا عن أي اعتبار للآثار الجانبية المحتملة.

غياب اهتمام حقيقي بالسلامة
صحيح أن صناعة الذكاء الاصطناعي شهدت تطورًا مذهلاً في السنوات الأخيرة، لكن يجب أن نكون حذرين في النظر إلى هذا النمو السريع. في الماضي، كانت الشركات التكنولوجية تتبنى منطق “الفائز يحصد كل شيء” في مساعيها لتقديم تقنيات جديدة، مع التركيز على ما يريده المستخدمون – كعدد اللمسات أو التفاعلات – كدليل على النجاح. لكن هذا النهج أدى إلى تبعات سلبية واضحة، كما هو الحال مع منصات التواصل الاجتماعي التي انتشرت على نطاق واسع وأثرت بشكل كبير على السلوك الاجتماعي، لدرجة أنها أسهمت في زيادة مشاعر العزلة الاجتماعية والاعتماد على التكنولوجيا.

وفي دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على مستخدمي روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، تبين أن الاستخدام المفرط لهذه التقنيات يرتبط بزيادة الشعور بالوحدة والاعتماد على التكنولوجيا، ما يثير المخاوف حول الأثر الاجتماعي طويل الأمد لهذه التقنيات.

الصراع بين التقدم والرقابة
في الوقت الذي تسارع فيه الشركات التكنولوجية لتطوير الذكاء الاصطناعي دون تأخير، يبدو أن المسؤولين في هذه الشركات قد نسوا أو تجاهلوا الدروس المستفادة من الأضرار التي تسببت فيها تقنيات أخرى مثل وسائل التواصل الاجتماعي. في النهاية، السؤال الأهم يبقى: هل ستأخذ هذه الشركات مسؤولياتها تجاه سلامة البشر بشكل جاد، أم ستستمر في تسريع وتيرة التطوير على حساب الأمن الاجتماعي والاقتصادي؟

من الواضح أن هناك حاجة ماسة لتوازن بين الابتكار والتحفظ في هذا المجال. فإذا استمر هذا التوجه الذي يعظم من سرعة التطوير على حساب الضوابط التنظيمية، فإننا قد نواجه في المستقبل تبعات قد تكون أكثر خطورة من الفوائد التي تقدمها هذه التقنيات.

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

error: المحتوى محمي