يُعرَف فيتامين “د” علمياً بـ”الكالسيفيرول” وهو أحد الفيتامينات التي تذوب في الدهون (فيتامين أ A، د D، هـ E، ك K)، وفيتامين “د” هو الوحيد الذي يُمكن أن يُصنَع عبر جلد الإنسان من خلال التعرّض لأشعة الشمس (الأشعة ما فوق البنفسجية نوع بـ UVB). هناك مصادر أخرى لفيتامين “د” حيث يمكن الإستعانة بالمُكمّلات الغذائية كالحبوب المُدعمة الموجودة في الصيدليات أو من بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية، زيت كبد الحوت، صفار البيض، الفطر والحليب المدعم المقوّى.
وبحسب الدكتورة الصيدلانية زينب نصّار، تكمن أهمية فيتامين “د” في مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء بشكل سليم، كما أنّه يحافظ على مستوى طبيعي لعنصرَيْ “الكالسيوم” و”الفوسفات” في الدم. وهو يقوّي العضلات والعظام، ويمنع من السقوط وهشاشة العظام والكسور العظمية. كما يؤثر فيتامين “د” أيضاً على القلب وجهاز المناعة ويلعب دوراً مهماً في تجنُّب السرطان.
عند عدم توافر مستوى كافِ من فيتامين “د” (وهي مشكلة شائعة) ستظهر أعراضه على الشكل التالي:
– ألم في العظام.
– ألم في العضلات.
– ضعف العضلات (ارتفاع نسبة احتمال السقوط والكسور العظمية).
أما النقص الحاد فقد يتسبّب بمرض كساح الأطفال أو مرض تليين العظام لدى البالغين. كما أنّ المخاطر الصحيّة قد لا تقتصر على العظام والعضلات بل قد ترتبط بأمراضٍ أخرى مثل: السكري، الإكتئاب، الإلتهابات الميكروبية، أمراض القلب…
وفي حال شكّ الطبيب بوجود نقص في فيتامين “د” فإنّه سيطلب فحصاً مخبرياً للمريض لقياس مستوى الفيتامين في الجسم، ولن يتطلّب الأمر إجراء فحوصات روتينية متكرّرة إلا للأشخاص الأكثر عُرضة لهذا النقص.
أما الأفراد الأكثر عُرضة لنقص فيتامين “د” فهم:
– المُسنّون: لأنّ القدرة على تصنيع فيتامين “د” تتقلّص مع العُمر.
– الأطفال الرُضّع: إذ أن تركيبات حليب الأطفال الصناعي تحتوي على مستوى منخفض من فيتامين “د”.
– النساء: خاصة أثناء فترة الحمل والرضاعة.
– أصحاب البشرة الداكنة: قدرة الجلد الداكن على تصنيع فيتامين “د” ضعيفة.
– الأفراد الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد.
– الأفراد الذين يُقيمون في مناطق ملوّثة.
– الأفراد الذين خضعوا لعملية جراحية لمعالجة البدانة أو يعانون من سوء التغذية.
وإن ثبت نقص فيتامين “د” فإن العلاج سهل، سيصف الطبيب الجرعة والصنف بحسب الحالة وقد تكون الجرعة على شكل حبوب أو محاليل للشرب أو حُقَن.
وتنصح الدكتورة نصّار بعدم الإفراط بتناول الفيتامين “د” من دون إذن الطبيب لأنّ زيادة نسبته في الجسم قد تؤدّي إلى التسمّم وبالتالي تكوّن حصى في الكلى بسبب ارتفاع نسبة “الكالسيوم” في البول أو قد يؤدّي إلى الغثيان والإمساك وفقدان الشهيّة والتشوّش.
الوقاية أفضل من العلاج، ولتجنّب التعرّض لنقص فيتامين “د” تنصح الصيدلانية بالتعرّض لأشعة الشمس 3 مرات أسبوعياً تحديداً بعد الظهر ولـ 20 دقيقة على الأقل للوجه والذراعين والساقين. وإذا كان المريض يعاني من مشاكل جلدية فالأفضل أن يلجأ بدلاً من التعرّض لأشعة الشمس إلى تدعيم نظامه الغذائي بالأطعمة الغنية بفيتامين “د” وبالتأكيد لابدّ من الرجوع للطبيب للتأكّد من إن كان بحاجة لأخذ مُكمّلات دوائية أو لا.